4 أخوة أصحاب همم قهروا واقعهم وساروا في درب النجاح
أربعة أخوة فلسطينيين من أصحاب الهمم جمعهم التحدي والإيمان بالقدرة على النجاح والعطاء ليتجاوزوا واقعهم. فلم تكن إعاقة إيمان وعبد الله ومحمد ونور موسى، من بلدة دير بلوط غرب سلفيت في الضفة الغربية المحتلة، عائقاً أمام نجاحهم وتقدّمهم، ولم تكن مصدراً للعجز وعدم العمل، بل جعلتهم أكثر تصميماً على الاعتماد على أنفسهم.
أربعتهم يعانون من إعاقات مختلفة، ولكن هذه الإعاقة لم تقف أمام مسيرتهم بالحياة والعيش بكرامة، ولم تكن مصدراً لليأس، ولم تقف أمام تحقيق طموحهم في توفير دخل ثابت لهم، فقام والدهم بافتتاح مخبز لهم، ليشكل مصدر دخل لهم ولعائلاتهم.
وقال الكفيف محمد (29 عاماً)، بصوت مشحون بالعزيمة، لوكالة «معا» المحلية: «ولدت وأنا أعاني من مشكلة البصر، وإخوتي الثلاثة يعانون من مشكلة النطق والسمع، فلم تكن حياتنا بالسهولة كباقي البشر، ولكن بفضل الله أولاً ثم بفضل والديّ تخطينا كل مصاعب الحياة». ويواصل: «وفر والداي كل ما يلزمنا وقاما برعايتنا أفضل رعاية، إلى أن أصبحنا نفكر بمصدر رزق لنا، من أجل الاعتماد على أنفسنا ومساعدة والدنا في المصاريف، وبناء أسر لنا، فكانت فكرتنا بعد التشاور مع والدنا بافتتاح مخبز في البلدة، وفعلاً توّجت الفكرة على أرض الواقع، والتي أصبح عمرها أكثر من 8 سنوات، وأصبح مخبزنا له علامة تجارية في المنطقة، ويمتد عملنا خارج محافظة سلفيت، حيث نقوم ببيع الخبز إلى قرى وبلدات محافظة نابلس».
توقف محمد عن الحديث، عند دخول أحد الزبائن، حيث قام بترجمة ما يريده لأخيه نور (27 عاماً) من خلال الإشارة، بالرغم أن محمد لا يرى، ليعود لمواصلة حديثه قائلاً: «كما ترون أنا أقوم في كثير من الأحيان بترجمة ما يريده الزبائن، واعتمد على حاسة اللمس والإحساس بدلاً من حاسة البصر المعطلة في مواصلة العمل، من بداية تحضير الطحين إلى أن يخرج الخبز جاهزاً للبيع، ليساعدنا كذلك عبد الله (30 عاماً) بالعمل، وبذلك تكون رسالتنا وشعارنا لسنا معاقين، الإعاقة ليست بأية حاسة من الحواس».
وعن أخته إيمان (32 عاماً) والتي تعاني كأخوتها من الصمم، يفيد محمد حديثه قائلاً: «تعمل منذ سنوات في الخياطة، وتعتمد على نفسها، وتتقن فن الخياطة، بل إنها أفضل العاملات في المخيطة».
ويرى محمد أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام أي نجاح، ويجب أن يتسلح الشخص بالإرادة والعزيمة ويعيش بكرامة.
