عبدالرحمن عمر.. أصابه الشلل جراء التعذيب من الميليشيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تكف ميليشيا الحوثي عن الكذب والمراوغة في مختلف القضايا، لاسيّما الإنسانية، إذ أعلنت منذ أيام إطلاق سراح 290 معتقلاً تبين أنّ معظمهم مدنيون اختطفوا وتعرضوا للتعذيب، إلّا أنّ حكاية عبدالرحمن عمر تروي الكثير عن بشاعة الميليشيا، فبعد أكثر من عام على اختطافه خرج مشلولاً من سجون الحوثي.

ينحدر الخمسيني عبد الرحمن من مديرية مناخة محافظة صنعاء، اختطفته الميليشيا من الطريق في يوليو 2018 وأخفته، لتنقله بعدها لمعتقل سرّي تعرّض فيه لأبشع صنوف التعذيب، حتى أغمي عليه وأصيب بجلطة، وترفض الميليشيا مع ذلك نقله إلى المستشفى لمداواة جسمه النحيل المنهك من التعذيب، ما أدى إلى إصابته بالشلل.

بعد أكثر من عام، أفرجت الميليشيا عن عبدالرحمن، لتستلمه أسرته مشلولاً، أدخل على إثر ذلك لأحد المستشفيات في محاولة لإعادة الحركة لجسمه، بعد شهور طوال من حرمانه العلاج، الأمر الذي ضاعف من معاناته وقدرته على التعافي.

تعذيب

ووفق منظمة شهود لحقوق الإنسان، فإنّ عبد الرحمن تعرّض للتعذيب الشديد في سجون الميليشيا وخرج منها مشلولاً.

وتشير المنظمة، إلى أنّ الرجل دخل السجن في كامل صحته وخرج منه بهذا الشكل، في انتهاك صارخ لمواثيق حقوق الإنسان، إذ تعرّض طوال فترة احتجازه لصنوف قاسية من التعذيب النفسي والجسدي، ليتطوّر الأمر ويسقط مغمى عليه في الزنزانة يصاب معها بجلطة أفقدته القدرة على الحركة، وترفض مع ذلك ميليشيا الحوثي نقله إلى المستشفى لتلقّي العلاج.

دعوات محاكمة

وأدانت أوساط حقوقية يمنية، بشدة هذه الجريمة المروعة، مشيرة إلى أنّ ما قامت به ميليشيا الحوثي من خطف وإخفاء يعتبر خرقاً متعمداً للاتفاقيات الدولية، محمّلة الميليشيا، المسؤولية الكاملة عما أصاب عبدالرحمن.

ودعت الأوساط الحقوقية، لمحاكمة الجناة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، باعتبار أنّ القوانين الدولية تعتبر جرائم الخطف والإخفاء القسري الممنهجة والتعذيب جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وتشكل أساساً للملاحقة القضائية لخطرها الشديد على المجتمع، ولانتهاكها حقوق الإنسان.

جرائم ميليشيا

وأطلقت ميليشيا الحوثي سراح عدد من المعتقلين بعد تدهور حالتهم الصحية جراء التعذيب وسوء المعاملة في المعتقلات السرية، فيما فقد آخرون حياتهم تحت وطأة التعذيب. وتوفي الشهر الماضي، المعلم المعتقل علي عبدالله حسن العمار في سجن الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء، جراء تعرّضه للتعذيب الشديد على أيدي الميليشيا، فضلاً عن الإهمال الصحي الذي تعرّض له طوال فترة اعتقاله التي امتدت ثلاثة أعوام.

وأفادت مصادر حقوقية، بأنّ العمار تعرض لعمليات تعذيب وحشي بعد اختطافه من إحدى قرى مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة بتهمة مساندة الشرعية، فيما سبق ذلك وفاة شاب من أبناء الحديدة تحت التعذيب في سجون الميليشيا. وقالت منظّمات حقوقية، إنّ 137 معتقلاً لقوا حتفهم في سجون الميليشيا تحت وطأة التعذيب وسوء المعاملة وانعدام الرعاية الصحية.

Email