28 قتيلاً وأكثر من ألف جريح في 3 أيام وحجب الإنترنت مستمر

تظاهرات العراق.. دخان لا يحجب الرؤية

متظاهران بين دخان الإطارات المشتعلة في بغداد | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لليوم الثالث على التوالي، تلجأ قوات مكافحة الشغب العراقية، للرصاص الحي، لتفريق المتظاهرين الذين أحرقوا، أمس، الإطارات في ساحة التحرير وسط بغداد، في تحدٍ لقرار حظر التجول الذي دخل حيز التنفيذ فجراً نظرياً، وارتفع عدد القتلى إلى 28، فيما تحذر تنسيقية التظاهرات من محاولات ركوب الموجة، ولسان حالها يقول إن رؤيتها واضحة رغم الدخان الكثيف وحجب الإنترنت.

ووفق مصادر طبية، قتل عدد من الأشخاص جنوبي العراق خلال الليلة قبل الماضية، ما رفع عدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى 28 شخصاً.

المصادر أضافت أن 5 أشخاص قتلوا في مدينة العمارة في الجنوب، وقُتل 5 آخرون في مدينة الناصرية في وقت متأخر من الليل. وأوضحت أن القتلى الخمسة في الناصرية، هم 4 مدنيين وشرطي. وقال مسؤولون أمس، إن 45 شخصاً أصيبوا في العمارة، بعضهم مصاب بجروح جراء الرصاص المطاطي. وتحدثت الأمم المتحدة عن أكثر من ألف جريح.

حرس الحدود الإيراني أعلن إغلاق معبرين حدوديين مع العراق، أحدهما من المنتظر أن يستخدمه مئات الآلاف لزيارة أماكن بالعراق في الشهر الجاري.

الطريق الرئيس

وأفاد مصدر في قيادة شرطة محافظة صلاح الدين بإغلاق الطريق الرئيسي، الذي يربط بغداد بمدن شمال العراق عن طريق محافظة صلاح الدين المجاورة للعاصمة بغداد. وقال العقيد محمد خليل البازي: إن «السلطات العراقية أغلقت نهائياً الطريق الذي يربط العاصمة بغداد بمحافظات شمالي العراق، وأن الإغلاق تم من نقطتي سيطرة العبايجي والتاجي 50 و10 كم شمال بغداد».

ويشهد العراق منذ مساء الأربعاء، انقطاعاً في شبكة الإنترنت، وتضييقاً على بث الصور والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفاد المحلل السياسي ساهر عبدالله، بأن حكومة تحجب خدمات الإنترنت تكشف عن هوية سياسية تنشر «التخلف»، وتصادر أحد أهم مبادئ الحرية والديمقراطية، لا تثير إلا المزيد من النقمة عليها، وعلى إخفاقاتها المتفاقمة، وهي بذلك تعبر عن خشيتها من الشعب إلى حد الرعب.

تذبذب القوى السياسية

ولم يكتم بعض السياسيين العراقيين «سخريتهم»، في البداية، من التظاهرات، ونشروا تسجيلات لأعداد ضئيلة، ربما تكون مفبركة، ولكن، مع تزايد أعداد المحتجين إلى عشرات الآلاف، تغيّرت البوصلة، لتحاول بعض الجهات «ركوب الموجة». تنسيقية التظاهرات حذّرت من «دولة مجاورة تدفع بمليشياتها لتخريب سلمية التظاهرات».

ويؤكد المتخصص بالشأن العراقي، زيد الزبيدي أن هذا الحراك لم يشهد، لأول مرة، رايات ولا صوراً ولا شعارات حزبية.

ويعاني العراق الذي أنهكته الحروب، انقطاعاً مزمناً للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية، فيما تشير تقارير رسمية إلى أنه منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.

Email