غريفيث في صنعاء بزيارة غير معلنة لإحياء المحادثات

الحوثيون يطردون مسؤولاً أممياً فضح انتهاكاتهم

مارتن غريفيث | ارشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط تطورات لافتة في الوضع اليمني وصل المبعوث الدولي مارتن غريفيث إلى صنعاء، أمس، في مسعى لإقناع ميليشيا الحوثي باستحقاقات السلام ومتطلبات الذهاب إلى جولة شاملة من المحادثات يتوقع أن تستضيفها السويد أو دولة الكويت، في وقت منعت ميليشيا الحوثي، أمس، دخول مسؤول في مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى صنعاء.

وأجبرت طائرته على الإقلاع بعد وقت قصير من هبوطها في مطار صنعاء الدولي.

وجاءت الخطوة بعد تقرير لاذع قدمه خبراء بتكليف من مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان يورد تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيا خلال الحرب، بما في ذلك عنف جنسي ضد نساء في سجون يديرها الحوثيون.

المغادرة

ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤولين أمميين، أنه بعد وصول ممثل المفوضية، العبيد أحمد العبيد، إلى صنعاء، استقل ضباط أمن من ميليشيا الحوثي الطائرة، وسحبوا تصريح سفره، وأمروا قائد الطائرة بالمغادرة. وأكد روبرت كولفيل الناطق باسم المفوضية، طرد العبيد من صنعاء، لكنه لم يذكر تفاصيل.

في غضون ذلك، أعلن حساب مكتب المبعوث الأممي لليمن على «تويتر»، أمس، أن مارتن غريفيث وصل إلى صنعاء في زيارة لمدة يومين.

وفي مسعى من الميليشيا الموالية لإيران لتجميل صورتهم أمام العالم، زعم الحوثيون إطلاق سراح نحو 350 أسيراً للادعاء بجنوحهم نحو السلام.

حاولت الميليشيا الحوثية بعد لقائها غريفيت، أمس، إلى إيهام المجتمع الدولي أنّها تسعى للسلام، بعدما حاصرتها الاتهامات من عديد الجهات بأنّها تعمل على إجهاض أي فرص لإحلال السلام، لاسيّما ما يتعلق باتفاق السويد الذي ارتكبت الميليشيا أكثر من سبعة آلاف خرق لبنوده منذ توقيعه في ديسمبر الماضي، ما قضى على فرص الحل السياسي بشكل كبير.

وتُجيد الميليشيا الحوثية ترويج الأكاذيب عبر وسائلها الإعلامية وكتائبها الإلكترونية، وهو ما تجلّى بقوة فيما جرى من إعلان عن إطلاق سراح الـ350 أسيراً قريباً.

غياب الأرقام

في الأثناء، قال رئيس لجنة الأسرى هادي هيج بأنه لا يوجد حتى الآن الأرقام التي صدرت عن الصليب الأحمر، لأن جماعة الحوثي سبق أن قالت بأنها ستفرج عن 350، وتراجعت وقالت إنها أطلقت سراح 50 أسيراً سابقاً ثم قالت 9 أيضاً أفرجت عنهم سابقاً، ثم قالت إنها أطلقت شخصاً واحداً رغم أنه أطلق هو والبعض ضمن تبادل جزئي، حتى قال الصليب إنه تم الإفراج عن 290 بحسب ما أورده الصليب الأحمر.

وأضاف هيج بأن التحالف سبق أن أطلق أكثر من 110 أطفال كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين وتم أسرهم من قبل قوات الجيش في العديد من جبهات القتال، وتم تسليم هؤلاء الأسرى لذويهم عبر الصليب الأحمر الدولي، دون ضجيج إعلامي.

تفنيد

من جهتها، فندت المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين مزاعم الحوثيين، مؤكدة أن الآلاف من المختطفين الذين اعتقلتهم الميليشيا من منازلهم وأماكن أعمالهم والطرقات العامة لا يزالون في سجون الميليشيا، وقد تجاوز وجود أغلبهم ثلاث سنوات.

مشيرة إلى أنه جرى تعذيبهم نفسياً وبدنياً وحرمانهم من أدنى الحقوق الأساسية بطريقة مخالفة لأدنى حقوق الإنسان. كما أوضحت المنظمة في بيان لها أن ميليشيا الحوثي عمدت إلى اتخاذ المختطفين دروعاً بشرية وسجنهم في مناطق تخزين الأسلحة.

السويد

أكدت المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين، أن من بين من روّجت الميليشيا إطلاقهم، بعض الأسماء التي سبق الإفراج عنهم قبل فترة طويلة، بالإضافة إلى أن أغلبهم ليسوا ضمن قوائم السويد، مؤكدة أن أغلبهم مختطفون مدنيون ولا يوجد أسير واحد.

211

استأنفت ميليشيا الحوثي حملتها التعسفية لإخلاء قطاع التعليم ممن لا ينتمون لها، وقررت فصل أكثر من مئتي عامل في ديوان وزارة التربية والتعليم التي يديرها شقيق زعيم الميليشيا.

وذكر يحيى اليناعي المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين اتخاذ الميليشيا قراراً بفصل 211 من العاملين في ديوان وزارة التربية والتعليم، واستبدالهم بآخرين.

ووفقاً لهذه المصادر فإن قرار الفصل ضمن حملة تنفذها الميليشيا منذ عامين وبدأت باستهداف مديري المدارس والمعلمين المناهضين للميليشيا والرافضين تحويل المدارس إلى مخيمات عسكرية لاستقطاب صغار السن وإرسالهم إلى جبهات القتال.

وتبين الوثائق أن قادة الميليشيا المسيطرين على وزارة التربية في صنعاء اتخذوا قرار الفصل استناداً إلى قرار هؤلاء العاملين من الملاحقات والاعتقالات، أو أنهم قد استبعدوا من وظائفهم من قبل بسبب معارضتهم التوجهات الطائفية للميليشيا.

وعدّ القيادي في نقابة المعلمين الخطوة استمراراً لعملية إخضاع التعليم لسيطرة الحوثيين و«ضمن خطوات ممنهجة ومتسارعة لاستكمال السيطرة على التعليم، وبعد أن أقالت الميليشيا جميع مديري مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات، واستبدلتهم بعناصر حوثية».

Email