تقارير البيان

غريفيث وتحريك السلام الراكد

ميناء الحديدة - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكتسب زيارة المبعوث الدولي مارتن غريفيث إلى صنعاء التي يفترض أن تنتهي اليوم الأربعاء أهمية خاصة كونها أتت وسط تحركات دولية وإقليمية لتوسعة اتفاق التهدئة القائم في محافظة الحديدة وبما يساعد على التحضير لجولة محادثات شاملة تطوي ملف الانقلاب والحرب وتفتح الباب أمام اليمن لاستعادة استقراره،.

لكن الرهان على نجاح المهمة مرتبط بمغادرة ميليشيا الحوثي مربع المراوغات والالتزام بالاتفاقات التي أبرمت مع الشرعية.

ولأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران قد حرمت أدواتها في المنطقة من الأموال التي كانوا يحصلون عليها، ولأن الميليشيا تتكبد خسائر يومية فادحة في كافة الجبهات فإن إعلاناتها المتعددة عن استعدادها للسلام ووقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية.

فإن تنفيذ اتفاقات السويد بشكل كامل وبدون التفاف يشكل المدخل لاستئناف مسار السلام ويؤكد جديتها والتزامها بالاتفاقات بعد تجربة مريرة عاشها اليمنيون مع هذه الميليشيا والاتفاقات التي أبرمت معها منذ إعلانها التمرد على الحكومة.

خطة

وإذا تمكن المبعوث الدولي خلال تواجده في صنعاء ولقائه قادة الميليشيا في تحريك ملف الحديدة وبما يؤدي إلى تنفيذ خطة تنفيذ اتفاق الانسحاب من الموانئ وفتح المعابر وعودة النازحين ومغادرة الميليشيا للمدينة، فإنه ووفق مصادر سياسية يمكن التحضير لجولة محادثات قبل نهاية العام الحالي وبمناسبة مرور عام على إبرام اتفاقات استوكولهم التي أعاقت الميليشيا تنفيذها بالكامل حتى الآن.

التسوية

ووسط مؤشرات على سوء الوضع العسكري والمالي الذي تعيشه ميليشيا الحوثي، وكانت وراء إطلاقها مبادرة وقف استهداف الأراضي السعودية وإطلاق سراح المئات من المحتجزين لديها.

فإن التحركات التي تجريها الدول الخمس الكبرى ومعها الدول الداعمة للتسوية في اليمن يمكنها أن تساهم في استئناف مسار التسوية، الذي تعطل بسبب مراوغة الميليشيا وإفشالها كل جهد بذل في هذا الاتجاه ابتداء من محادثات السلام في الكويت ومروراً باتفاقات استوكهولم. ويرى مراقبون أنّ المبعوث الأممي زار صنعاء مراراً وفي كل مرة يواجه تعنتاً حوثياً جديداص بعد أن يأخذ تطمينات خلال الزيارة.

وأن غريفيث نفذ صبره من مراوغات الميليشيا على الرغم من اتهامات عديدة طالته بمحاباته للميليشيا وحرصه على إرضائهم ومحاولته عدم تقديمهم على صورتهم الحقيقية الرافضة للحل السياسي.

مأساة

ومع تعاظم المأساة الإنسانية التي سببتها حرب الميليشيا فإن مواقف الدول العظمى باتت أكثر إدراكًا بأن الحوثيين يتهربون من استحقاقات السلام القائم على المرجعيات الثلاث وهي قرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وهو الموقف الذي تجلى في البيان المشترك الذي أصدرته هذه الدول وحملت خلاله ميليشيا الحوثي مسؤولية إعاقة التسوية والتصعيد.

 

Email