قطار الانتخابات الفلسطينية قد تُخرجه «حماس» عن السكّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عازم على إطلاق قطار الانتخابات التشريعية، في خطوة معقدة، في ظل الرفض المتوقع من جانب حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، وربما تقاطع الانتخابات في الضفة، في حال إجرائها، ليبقى الوضع الفلسطيني على حاله، ما يهدد حديث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية عن إعادة الوهج للديمقراطية الفلسطينية الجريحة.

قال أشتية، أمس، إن عباس سيطلب من رئيس لجنة الانتخابات المركزية، الذهاب إلى غزة للتشاور حول فرص إجراء انتخابات تشريعية، ستكون إذا حصلت، الأولى منذ عام 2006. وأشار إلى أن عباس «سيطلب من حنا ناصر، التوجه إلى غزة، للبدء بعملية التشاور حول عملية الانتخابات التشريعية وإنجازها». وقال أشتية في مستهل اجتماع الحكومة الفلسطينية «إذا كانت اتفاقات المصالحة لم يتم تنفيذها، فنحن بحاجة كبرى إلى الاحتكام إلى الشعب الفلسطيني، لنعيد وهج الديمقراطية للمؤسسة الفلسطينية، وليبقى الشعب الفلسطيني دائماً هو الحكم في أي خلاف».

شكوك

مراقبون فلسطينيون رأوا أن دعوة عباس لإجراء الانتخابات، والتي أعقبتها موافقة حركة حماس يكتنفها الكثير من الشكوك، مؤكدين أن إجراء انتخابات عامة (تشريعية، رئاسية، مجلس وطني) بشكل شفافية سيكون بمثابة الإسعاف للحالة الفلسطينية، التي تعاني من العديد من الأزمات.

وكان عباس أعلن في خطابه أمام الأمم المتحدة أنه سيدعو إلى انتخابات فور عودته إلى رام الله، وسريعاً أعلنت «حماس» استعدادها للانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض أكد في حديث لـ«البيان»: إنه بعد ما وصلت إليه كل الجهود على مدار 13 عاماً لإنهاء الانقسام عبر التوافق والحوار الوطني من حق المواطن الفلسطيني أن يقول كلمته عبر صندوق الاقتراع ونحن نرحب بالدعوة لهذه الانتخابات وندعو الجميع للبدء بالتحضير لإجرائها. وأضاف: كل الذين تناوبوا على حكم الشعب الفلسطيني كانوا يقولون إنهم يستندون لصندوق الاقتراع، الآن جواز السفر هذا انتهى ومطلوب تجديده، وتجديده يجب أن يكون عبر صندوق الاقتراع.

دعوة غامضة

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف يرى أن دعوة عباس يكتنفها الغموض، متسائلاً «ما المقصود بالانتخابات العامة؟ هل يقصد انتخابات تشريعية فقط مع استثناء الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني؟ داعياً عباس أن يعلن صراحة عن انتخابات عامة تتضمن (انتخابات رئاسية، وتشريعية، ومجلس وطني).

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الجواد زيادة أن «الانتخابات الفلسطينية العامة مخرج حقيقي للأزمات التي تعصف بالقضية الفلسطينية مثل الانقسام وتدهور الأوضاع الحاصلة في غزة والضفة، إلى جانب وجود استحقاقات حقيقية تستوجب وجود أجسام فلسطينية موحدة»، لكن كثيراً من المراقبون يتوقعون أن تقف «حماس» حاجزاً على سكة قطار الانتخابات.

حل جذري

اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي كمال علاونة أن التوافق والتراضي بين الفصائل لحل الانقسام جذرياً وليس لإدارته يجب أن يتم بصورة عاجلة قبل الذهاب للانتخابات. ورأى أن المصالحة أرضية لكل عمل فلسطيني مشترك للتصدي لـ«صفقة القرن» وكل التحديات على الساحة الفلسطينية، مبيناً في الوقت ذاته أن الخروج من الأزمة الداخلية لا يأتي إلا بانتخابات نزيهة وشفافة بعيداً على الابتزاز. وأكد أن الدعوة الرسمية لانتخابات عامة في الضفة وغزة والقدس ضرورة وطنية وشعبية وقانونية مستحقة.

Email