واشنطن تحشد دولياً وتؤكّد على ضرورة إعادة بناء الردع

فرنسا وبريطانيا وألمانيا: إيران وراء اعتداء «أرامكو»

عاملون في منشأة بقيق النفطية التابعة لشركة أرامكو | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حمّل قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أمس، إيران «المسؤولية» عن الاعتداء على منشأتين نفطيتين سعوديتين، مطالبين طهران بـ«الامتناع عن القيام بأي استفزاز جديد».

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيان مشترك عقب لقاء ثلاثي عقدوه على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه «من الواضح بالنسبة إلينا أن إيران تتحمّل مسؤولية هذه الهجمات. ليس هناك تفسير آخر». وطالبت الدول الثلاث في بيان مشترك إيران بـ«الامتناع عن القيام بأي استفزاز جديد» في منطقة الخليج العربي، مشيرة إلى أن الهجوم يظهر الحاجة للدبلوماسية لتهدئة التوتر بمشاركة كل الأطراف.

وجاء في البيان: «حان الوقت لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية».
من جهته، قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران هوك، إن واشنطن تسعى لمفاوضات شاملة مع إيران تشمل تطوير الصواريخ ودعم الإرهاب. وأضاف: «عندما تنظرون إلى ما فعله الإيرانيون في السعودية يتضح أن علينا إعادة بناء الردع». وأكد رئيس الوزراء بوريس جونسون أن الوقت حان للتفاوض على اتفاق نووي جديد مع إيران، فيما أيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوة جونسون.

وفي ظل استمرار انتهاكات إيران المستمرة للمواثيق الدولية واستمرارها في زعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم بشكل عام، فضلاً عن تهديداتها المستمرة للملاحة الدولية، تسعى واشنطن في الأمم المتحدة لحشد دولي لمواجهة الإرهاب الإيراني. وأعلن وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو أنّ بلاده ستسعى خلال أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة إلى الحصول على مساندة دوليّة في مواجهة إيران التي تتّهمها واشنطن باستهداف منشأتَين نفطيّتين تابعتين لشركة «أرامكو».

موقف حازم
وقال بومبيو عبر قناة «ايه بي سي»، إنّ «الرئيس دونالد ترامب وأنا شخصيّاً نريد منح الدبلوماسيّة كلّ فرص النجاح».
وأضاف «أنا في نيويورك، سأكون في الأمم المتّحدة طوال الأسبوع للحديث عن ذلك». وتابع «نأمل أن تتبنّى الأمم المتحدة موقفاً حازماً».

وأشار إلى أنّ المنظّمة الدوليّة «أنشئت تماماً لهذا النوع من الأمور - حين تُهاجم دولة أخرى - ونأمل أن تتحرّك على هذا الصعيد». وأكّد مجدّداً أنّ ما تعرّضت له السعودية كان «هجوماً إيرانيّاً نُفّذ بصواريخ كروز».

وكان ترامب أعلن أول من أمس أنه ليست لديه «أيّ نيّة» للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني في الأمم المتحدة.

وقال «لا يُمكن استبعاد أيّ شيء تماماً، ولكن ليست لدي النية للقاء إيران».

ولدى سؤاله عن إمكان حصول أيّ اتّصال بين بومبيو أوّ مسؤول أمريكي آخر مع الوفد الإيراني، على هامش الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، أكّد مسؤول أمريكي رفيع أنّه «ليس هناك من شيء مُقرَّر» في هذا الإطار.

وفي هذه المرحلة، لم يتمّ الإعلان عن أيّ اجتماع محدّد بشأن إيران، بما في ذلك في مجلس الأمن. وسيتطرّق بومبيو خصوصاً إلى موضوع إيران اليوم الثلاثاء خلال اجتماع مع نظرائه الخليجيّين ومن ثمّ خلال خطاب يوم غد الأربعاء أمام منظّمة «متّحدون ضدّ إيران نوويّة».

تعزيزات عسكرية
وتعليقاً على إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة الماضي إرسال تعزيزات عسكريّة إلى المنطقة، أوضح بومبيو أنّ الهدف يكمن في «إجبار إيران على اتّخاذ قرار التحوّل إلى بلد طبيعي». وقال «نأمل أنّه في ظلّ هذا الرّدع الإضافي، والعمل الذي أتممناه في مضيق هرمز لتركه مفتوحاً، والآن مع أنظمة الدفاع الجوّي والقدرات التي سنضعها في المنطقة، سنصل إلى الهدف».

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون كيري، عن اعتقاده بأن إيران متورطة في الهجوم الأخير على منشآت نفطية تابعة لشركة «أرامكو» مؤيداً التقييم الذي أجراه كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب أخيراً.

Email