الهند .. براجيا سينغ.. بوجه مشوه تنقذ مئات الضحايا

■ براجيا سينغ تحتضن ابنتيها | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

«المحن قد تفقدك الإحساس بالآخرين، أو تجعلك أكثر إحساساً بهم».. بتلك الكلمات بدأت براجيا سينغ مشوارها، بعد حادث كاد أن يكلفها حياتها، وترك أثره على وجهها حتى يومنا هذا.

كان ذلك في عام 2006، بعد 12 يوماً من زواجها، كانت براجيا سينغ البالغة من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت تسافر في قطار من مسقط رأسها فاراناسي إلى دلهي، لممارسة مهنة في إدارة الملابس، وتعيش حياة هادئة، حتى جاء يوم تغيرت فيه حياتها، في الساعة الثانية صباحاً، وبينما كانت نائمة، قام رجل رفضت اقتراح زواجها منه، بالتسلل إلى منزلها، وألقى حامضاً على وجهها.

اختصاصية

بعد ثلاثة عشر عاماً، أصبحت براجيا اختصاصية اجتماعية، وأماً لابنتين جميلتين، وأصبحت ملاكاً وصياً لمئات الناجين من الهجوم الحمضي في جميع أنحاء الهند، من خلال منظمتها غير الحكومية، مؤسسة أتيجيفان تقوم بترتيب العمليات الجراحية المجانية، والعلاجات غير الجراحية لهجمات الأحماض وضحايا الحروق.

في السنوات الست الماضية فقط، قامت براجيا بتمويل العمليات الجراحية الحاسمة لأكثر من 250 من الناجين من الهجوم الحمضي، ونصحت الكثيرين غيرهم ببدء حياة جديدة، يتم دعم منظمتها غير الحكومية في الغالب من خلال التبرعات المقدمة من الأفراد المتطوعين، وكذلك الشركات.

معظم مستفيدي أتيجيفان هم ناجون من ولاية أوتار براديش ودلهي إن سي آر وغرب البنغال، وتتميز الجمعية بتقديم الدعم من عملية تطعيم الجلد إلى زرع الشعر، وحتى العمليات الجراحية الترميمية الحرجة، تحاول براجيا تمويل جميع العمليات الجراحية الحاسمة، والتكاليف الطبية لأي ناجٍ، بصرف النظر عن الظروف المؤدية، الدين، اللون.

ورش عمل

تجري براجيا أيضاً ورش عمل لتنمية المهارات للناجين في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر، والذين تعاملوا مع الاكتئاب والصدمات النفسية منذ عقود. تقول براجيا عن الحالات التي واجهتها منذ بداية رحلتها الإنسانية وحتى الآن:

«كان على معظمهم أن يتحملوا التجربة المرعبة في براعم شبابهم، أو حتى المراهقة، لذلك تراجعوا داخل منازلهم، علاوة على ذلك، لا تسمح صحتهم باختيار وظائف مكتبية، لذلك نحن نقدم لهم التدريب على المهن التي يمكن ممارستها من المنزل حسب تقديرهم».

في ورش الجمعية يتعلم الناجون صنع الأشياء الزخرفية والمفروشات المنزلية، وخياطة الملابس والحياكة والحرف المماثلة. حتى إن بعضهم بدأ في مشروع الخياطة أو الحرف اليدوية. لقد قمنا أيضاً بإنشاء أكشاك للبقالة لبعض الناجين.

بينما تشكل النساء أكبر عدد من ضحايا الهجوم الحمضي في الهند، ويتحمل الرجال والأطفال أيضاً وطأة هذا الخطر المروع في الواقع، حوالي 20 ٪ من المستفيدين من الجمعية، تشمل الرجال والأطفال.

عن هدفها الأساسي بهذا العمل الإنساني، تعلق براجيا «أريد أن أثبت أن الهجوم الحمضي ليس عقوبة الإعدام، تتجاوز هوية الشخص وجهه أو مظهره البدني. لهذا السبب، اخترنا الشعار "أنا لست وجهي"».

العودة للحياة

في السنوات التي تلت الهجوم، خضعت برجيا لخمس عشرة عملية جراحية، وقد تسبب الحادث في فقدان مؤقت لبصرها في إحدى عينيها، بينما تم إنقاذ عينها الأخرى بسبب التدخل الطبي في الوقت المناسب. حتى بعد قضاء ساعات محمومة في مستشفيات في تشيناي وبنغالورو ودلهي، ما زالت براجيا لديها موقف متفائل بطبيعته تجاه الحياة، ما أثار دهشة أطبائها.

بدؤوا يطلبون منها تحفيز الضحايا الآخرين، الذين كانوا على وشك التخلي عن الحياة. تدريجياً، أصبحت مستشارة للهجوم الحمضي أو حرق الناجين في المستشفيات. كان أحد أطبائها في مومباي، هو الذي دفعها لتلك الخطوة.

تكريم

في مارس 2019، تم تكريم براجيا بجائزة "ناري شاكتي بوراشكار" المرموقة، من قبل رئيس الهند ورئيس الوزراء مودي، وشجعتها الجائزة على توسيع حدود أتيجيفان، والترحيب بالمزيد من الناجين في منصة آمنة، حيث يمكنهم أن يحلموا بحياة جديدة، تتجاوز كوابيسهم وصدماتهم المتكررة.

تتصور براجيا مستقبلاً، حيث يقبل المجتمع بأمان الناجين من الهجوم الحمضي بالتعاطف، بدلاً من تنفيرهم أو شفقتهم، يجب على الناس أن يقوموا باحتوائهم.

150

تعتمد الهند في الجنوب على الري بالأمطار، وسوء هطول الأمطار أدى إلى تجفيف إمدادات العلف للماشية وترتب على ذلك تأثر سوق الألبان في ولاية كارناتاكا جنوب الهند.

وذكر موقع «هندوستان تايمز» أن عدد المقاطعات التي تعاني الجفاف وصل إلى 32 في «تاميل نادو» وولايات أخرى عدة كيرالا، اندرا براديش، كارناتاكا، تيلانجا جنوب الهند، حيث حفرت نساء بوكوكوتوفو في منطـــقة بالخكد بالهند أكثر من 150 بئراً من دون مســاعدة أي رجل في 6 أشهر لمكافحـــة ظروف الجفاف.

في المقابل تؤكد الحكومة الهندية أن الهند يمكن أن تكون أكثر ثراءً بنسبة 27 في المئة في حال مشاركة المزيد من النساء الهنديات في القوى العاملة. تصريحات الحكومة تأتي في وقت أثبتت فيه أحدث الإحصائيات في البلاد تراجع نسبة النساء العاملات، ويعود ذلك إلى الزواج المبكر .

 

Email