فلسطين .. قصر عبد الهادي في نابلس.. عناق الأصالة والمعاصرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نابلس القديمة، هذه اللوحة المسكونة بالعصور، والمزهوّة بلمسات من مرّوا عليها، وأقاموا فيها من أقوام وشعوب، عندما تدخل أزقتها لا بد أن تشتم رائحة التاريخ المعتق، وعلى أطلالها التي لم تُدفن بعد، ستناجي كل من سكن في المكان، وما زالت روحه تسكنه.

نابلس هذه، التي تحاكي مثيلاتها من مدن الشرق القديمة، ما زالت تحافظ على طابعها المعماري المميز، تعجّ بلدتها القديمة بالقصور التاريخية، أسواق عابقة بالتاريخ، صبّانات وأسْبِلة.. لكن قصر عبد الهادي يبدو أكثر وضوحاً بين المعالم اللامعة، وأكثر إثارة للانتباه والتأمل.

حدائق معلّقة

هو ذاك القصر، الأقدم في المدينة، والنموذج المعماري الفريد، يربض في ساحة القريون، منذ الحكم العثماني، يعتلي البلدة القديمة، وتتوسطه نخلة باسقة غرست في ساحته منذ أكثر من 200 عام، يجذب انتباه الزائر، ويضعه في رونق أصيل، وعجائب أصيلة.

أسس هذا القصر ابن مدينة نابلس محمود عبد الهادي، وورثه ابنه عبد الرحيم، العام 1865، ليجري عليه بعض الترميم، دون المس حتى بالغبار الذي يغطي حجارته، ويتهادى القصر على مساحة تُقدّر بـ«هكتارين» ويضم في طوابقه الأربعة 144 غرفة، ويحتوي على حمام تركي، وإسطبل للخيول، وتبرز على جدرانه نقوش وزخارف إسلامية، وفيه غرف للنوم، ومطبخ أثري، وديوان كبير كان يعدّ لاستقبال الضيوف، وفي طابعه العلوي «حدائق معلّقة» جعلته مستهدفاً سياحياً على مدار العام.

12 عائلة تعود بجذورها إلى آل عبد الهادي، سكنت القصر، وما زالت تتمسك بزواياه التاريخية، وحجارته الأثرية، بما يحافظ على الهوية الفلسطينية وأصالة تراثها.

وقف تاريخي

في العام 2002، وخلال الاجتياح الإسرائيلي لمدينة نابلس، ضمن حملة «السور الواقي» أصابت قصر عبد الهادي أضرار بالغة، ما استدعى ترميمه من أهالي المدينة.

وبحسب أحفاد عبد الهادي، فإن جدهم استخدم في بناء هذا القصر الأثري زيت الزيتون، الذي كان يخلطه مع مواد البناء لزيادة قوته، كما أن أبوابه الكبيرة والسميكة كان يتم نقعها بالزيت، ما أكسبها قوة ومتانة غير عادية.

قصر عبد الهادي، الشامخ على سفح جبل جرزيم، ليس كغيره من القصور، فهو يرمز لحضارات عدّة تعاقبت على المكان الأكثر ثراء بالشواهد الأثرية، وبات يشكّل وقفاً تاريخياً ليس لعائلة عبد الهادي فحسب، وإنما لمدينة نابلس، العابقة بالأصالة والتاريخ.

1820

يقع قصر القاسم في قرية بيت وزن، غرب مدينة نابلس. بناه الشيخ قاسم الأحمد في سنة 1820.

ويتكون القصر من ثلاثة طوابق: الطابق الأرضي يتكون من غرف للضيوف وغرف للحرس، ويشتمل الطابق الأول على مقر إدارة الحكم وغرف النوم؛ أما الطابق الثاني فهو كان يحتوي على تسع غرف لعائلة الشيخ، وغرف صيفية مفتوحة؛ والطابق الثالث هو ما يعرف بـ«علية الشيخ»، هو أشبه ما يكون بالقلعة المحصنة، ويحتوي على معظم العناصر الفنية، من أقواس ودعامات وزخرفة ونقوش والأسقف الجملونية والقباب، وغيرها من المظاهر العمرانية. غزة- البيان

Email