العراق .. كاميرات المراقبة بين التسلية والضعف الأمني

■ المجتمع العراقي بدأ يتقبل فكرة الكاميرات المنزلية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

معروف لدى الكثير من العائلات العراقية، ولا سيما كبار السن، حب الجلوس عند أبواب البيوت، أو عتباتها، للتفرج على المارّة، والتحدث مع المعارف منهم، إلا أن الظروف الأمنية الصعبة التي مرت بها البلاد، حدّت كثيراً من هذه الظاهرة، حتى جاء «غزو» كاميرات المراقبة «الأمنية»، التي أصبحت وسيلة تسلية، أكثر من خدمتها الأمنية.

تقول السيدة «أم غيث»، شيء جميل أن أجلس أو أشتغل في المطبخ، وأرى المارة والسيارات والعربات، في التلفزيون، بدلاً من مخاطر الخروج في الشارع، إضافة إلى أنني لا أحب سماع الأخبار المثيرة للكآبة في الغالب، وكذلك البرامج الأخرى، التي لا أرى أي جدوى فيها.

جدوى أمنية

ولا تنسى أم غيث، أن لكاميرا المراقبة فائدة أخرى، وهي معرفة من يطرق باب البيت قبل أن تفتحه، أو لا تفتحه إذا كان الطارق غير مرغوب به لديها، أما عن الجدوى الأمنية لكاميرات المراقبة، فتكتفي بالصمت، وتشير إلى أن جارها الإعلامي «أبو يسرى»، أدرى مني في هذه الأمور.

ويعمل «أبو يسرى» إعلامياً في إحدى دوائر الدولة، وفي صحيفة «شبه رسمية»، كلفه رئيس تحريرها برصد بعض الجوانب السلبية في المجتمع، ودوائر الدولة، ومتابعة شكاوى المواطنين.

والتأكد منها قبل النشر، وقد تعرض بيته قبل أيام إلى سرقة، يقول عنها إنها «سرقة إعلامية - سياسية»، فالسارق لص غير محترف، ودخل إلى البيت مستهدفاً أشياء محددة «جهاز كمبيوتر - لاب توب، وهاتف موبايل»، وهي أهم الأدوات التي يستخدمها الإعلامي.

تسجيلات

يقول «أبو يسرى» إنه لا يمتلك كاميرات مراقبة، وقد قام مع عدد من أصدقائه، باسترجاع تسجيلات الكاميرات البسيطة الموجودة في دار جارته «أم أوس»، ووجدوا أن التسجيل مشوّش، بسبب عدم صيانة وتنظف الكاميرات، ولكن تظهر فيه صور شاب يقترب من باب البيت، ثم يرجع قليلاً للتأكد من خلو الشارع.

ويمد يده بإتقان إلى فتحة داخلية نحو المقبض الداخلي في الباب، ويفتحه، وكأنه على اطلاع كامل بالتفاصيل، وعلى اطلاع بأن الصالة شبه معزولة عن البيت، واكتفى بأخذ الجهازين، وخرج من البيت «براحته»، وكأنه من أهل البيت.

سرقة

ويتدخل صديق أبي يسرى، الملقب «عمار إنترنت»، والذي يشاركه في البحث عن السارق، وينصحه بــ «ترك الموضوع»، و«الحمد لله على سلامتكم»، ويذكر ما حدث له مع الكاميرات، فهو صاحب مكتب إنترنت، ولديه العشرات من المشتركين، وعندما استيقظ صباحاً، وجد باب المكتب المؤدي إلى داخل البيت قد كسرت أقفاله، كما تم، بشكل ما، فتح الباب الداخلي.

وقام السارقون قبل كل شيء بسرقة سجل المشتركين، الذي يحتوي على رموز مفاتيح المشتركين، إضافة إلى سرقة بعض مواد أجهزة الإنترنت، والموجود من النقود في المكتب. وأغرب ما في الحادث، أن أحد السارقين يقف وجاهياً أمام إحدى الكاميرات، ويرفع يديه متحدياً من يحاول المسك به.

ويقول «عمار إنترنت» إنه سجل دعوى في مركز الشرطة عن الحادث، مرفقة بالتسجيل الصوري، وقالوا إنهم لا يعرفون هذا والآخرين، وسيبحثون عنهم، ليقدموهم إلى القضاء، إن عثروا عليهم. وصدقت «أم غيث»، «كاميرات المراقبة للتسلية».

435

حذرت جهات ســياسية وعشائرية في محافظة البـــصرة، جنوب العراق من شبهات فـــساد في ملف إكمال مشروع أمني، يقضي بتركيب مئات من كاميرات المراقبة فــي شوارع المحافظة.

وكانت الحكومة المحلية في محافظة البصرة أعلنت 2016 تعاقـــدها مع شركة لتجـــهيز وتركيب منظومة لكـــاميرات المراقبة اللاسلكية تتكون من 435 كاميـــرا أمريكية الصنع، على أن يتم نصبها على أعـــمدة في مخـــلف مناطق مدينة البصرة (مركز المحافظة)، وقــد تم تجــــهيز تلك الكاميرات وإنشاء مركز للتحكم والســـيطرة.

وكان من المقرر أن ينجز المشروع بشكل كامل خلال عام واحد، إلا أنه لم ينجز لغاية الآن.

Email