تقارير البيان

الهجمات على منشآت «أرامكو» تهدد برامج التنمية عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت المملكة العربية السعودية، في السيطرة على نقص إمدادات النفط، إثر الهجوم الإرهابي على منشآت نفطية تابعة لشركة «أرامكو» في 14 من الشهر الجاري، وتنفست كبرى الدول المستهلة للنفط، الصعداء، بعد إعلان المملكة عودة معروض النفط إلى مستواه الطبيعي، وقرب عودة الإنتاج كذلك إلى ذات المستوى خلال أسبوعين. ويعكس هذا الأمر، الطابع العالمي لتداعيات الهجوم على منشآت «أرامكو»، وما يعنيه ذلك من ضرورة رد عالمي جماعي على الجهة المعتدية، التي تدور ضمن الدائرة الإيرانية، إما الحرس الثوري بشكل مباشر، أو مليشيا الحوثي الإيرانية، التي سارعت إلى تبني الهجوم.

ويقول عضو مجلس النواب البحريني، يوسف أحمد الذوادي، بأن الرد الدولي الجماعي على الإرهاب الإيراني، ضرورة ملحة للحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، ولضمان استمرارية تدفق الطاقة إلى دول العالم، ومنع محاولات الأضرار الإيرانية المقصودة بالاقتصاد العالمي. وأكد الذوادي في تصريح لـ «البيان» من العاصمة البحرينية المنامة، بأن العبث الإيراني في أمن المنطقة، سيستمر، طالما ظلت المواقف الدولية في ميوعتها الحالية، مشيراً إلى ضرورة قلب التوازنات الحالية، قبالة دولة تنتهج العنف، وتقود مليشيا إرهابية مسلحة تمتثل لأوامرها، وتلوح بأن هنالك شراً قادماً ومتزايداً في الأفق. وأوضح أنه لم يعد هنالك نفع لأي تبرير للأفعال الإيرانية، من قبل أي دولة كانت، فما يجري يكشف النوايا الحقيقية لإيران.

تفادي كارثة اقتصادية
وقفزت أسعار بنحو 15 في المئة الاثنين، قبل تراجعها بشكل طفيف الثلاثاء. وكان من شأن تأخر السعودية في إعادة عجلة الإنتاج، وتعويض السوق بالإنتاج، أن يلحق ضرراً كبيراً على النموذج الاقتصادي العالمي، واضطراب برامج التنمية في عدد من الدول المعتمدة على ميزانيات تشهد عجزاً في المدفوعات، وبالتالي، فإن اضطراب سوق النفط يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية في عدد من الدول، بسبب اختلال التوازنات المالية المرصودة للخدمات والتنمية. وهذه النقطة تعيد مرة أخرى مسألة الطابع الدولي لإمدادات الطاقة، فهي منشآت سعودية، لكنها تؤثر بشكل مباشر في الاستقرار العالمي.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي البحريني، صلاح الجودر، بأن ما حدث يؤكد أن المؤامرة مستمرة، وبأن إيران، وإن حاولت أن تخفي حقيقة الأمر، هي من تقف وراءه كالعادة، وبأن القضية تتخطى مجرد الهجوم على منشآت نفطية سعودية، إلى خطة كبرى تستهدف الإضرار بموارد تغذي اقتصادات كثيرة في العالم، وهي مؤامرة ترجع ببداياتها إلى حقبة (الربيع العربي) المشؤومة، ومن قبلها الكثير. ويضيف الجودر: «هذه المؤامرة تحاول استنزاف موارد الدول ومقدراتها، وتحاول تدمير مؤسساتها وهيبتها، وإغراقها في مسلسل دامي من التهديدات الأمنية»، موضحاً أن ما يحدث فوضى تقودها إيران، وهذا يحمل المجتمع الدولي مسؤولية مواجهة هذا المشروع التخريبي.

 أضرار العدوان
وأول أمس، اطلع مجلس الوزراء السعودي على ما عرضه وزير الطاقة عن الآثار الجسيمة التي نتجت عن ذلك الاعتداء التخريبي السافر على معامل شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» في بقيق وخريص، والتي أدت حسب التقديرات الأولية، إلى توقف كميات من إمدادات الزيت الخام، تقدر بنحو «5.7» ملايين برميل، إضافة إلى توقف إنتاج كميات من الغاز المصاحب، تقدر بنحو 2 بليون قدم مكعبة في اليوم، وانخفاض حوالي 50 % من إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي.

وأكد المجلس أن هذا الاعتداء الجبان على أكبر وأهم معامل معالجة الزيت الخام في العالم، هو امتداد للاعتداءات المتكررة التي طالت المنشآت الحيوية، وهددت حرية الملاحة البحرية، وأثرت في استقرار نمو الاقتصاد العالمي. كما أكد المجلس أن المملكة ستدافع عن أراضيها ومنشآتها الحيوية، وأنها قادرة على الرد على تلك الأعمال، أياً كان مصدرها، وتهيب بالمجتمع الدولي أن يقوم بإجراءات أكثر صرامة، لإيقاف هذه الاعتداءات السافرة، التي تهدد المنطقة، وأمن الإمدادات البترولية واقتصاد العالم، ومحاسبة وردع كل من يقف خلفها.

 

Email