جهد مقدّر في المصالحة التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا

الإمارات.. دورٌ متنامٍ في دعم التنمية والاستقرار بأفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق «الشراكة الإماراتية - الأفريقية» إلى تعزيز دورها كبديل اقتصادي مهم في دول القارة السمراء، بعيداً عن معارك التنافس الدولي على منافع القارة، وهو ما يعود بالنفع على الطرفين على المديين القريب والمتوسط.

وتتبنى الدولة رؤية سياسية شاملة لتكامل العلاقات مع الدول الأفريقية، تعززها جهود الدولة على الصعد السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية كافة، على غرار دورها في الصلح السياسي بالقارة (مثل دورها في المصالحة التاريخية بين أثيوبيا وإريتريا أخيراً)، جنباً إلى جنب والدور الذي تقوم به المنظمات والهيئات الخيرية الإماراتية في دعم المشروعات الإنسانية والتنموية بالقارة.

يتجلى ذلك الدور منذ عهد مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى علاقات استراتيجية شهدت تطوراً واضحاً خلال السنوات الأخيرة بين الإمارات ودول القارة السمراء، مع تلاقي المصالح الاقتصادية والرؤى السياسية بين الجانبين، فضلاً عن الالتقاء على القيم الإنسانية وأيضاً التنموية، وهي محاور تشكل أساس تلك العلاقات الآخذة في التطور والنمو.

رؤية انفتاحية

وثمة رؤية سياسية واستراتيجية تتبناها دولة الإمارات في علاقاتها مع أفريقيا، وهي الرؤية التي يشير إليها مدير المركز العربي الأفريقي للدراسات محمود كمال، في تصريحات لـ «البيان» من القاهرة، تتلخص في الانفتاح بقوة على دول القارة السمراء وشعوبها، ومساعدة الدول الأفريقية في خططها التنموية وطموحاتها في المجال التنموي، في خطٍ متوازٍ مع الدور السياسي الذي تقوم به دولة الإمارات، ودورها في رعاية المصالحات بالقارة، وكذا مواجهة خطر تمدد التنظيمات والجماعات الإرهابية والصراعات والحروب الأهلية الداخلية.

ولفت كمال إلى زيارات رؤساء وقادة ومسؤولي دول أفريقية مختلفة إلى الإمارات، وهي الزيارات التي تعكس الاهتمام المشترك بتعزيز علاقات التعاون والصداقة على المستويات كافة، وتؤكد حرص دولة الإمارات على تطوير دورها بالقارة السمراء بما يخدم شعوب ودول القارة، وقد كانت للإمارات بصمات واضحة في العديد من الملفات، بفضل جهود قادتها واهتمامهم بالتوجه للقارة.

دعم الاستقرار

وشدد على أن الإمارات تقوم بدورٍ مُهم في دعم الاستقرار والتنمية بقارة أفريقيا، فضلاً عن جهودها الإنسانية والإغاثية والاجتماعية بفضل نشاطات المنظمات والهيئات الخيرية، وعلى رأسها الهلال الأحمر الإماراتي وصندوق أبوظبي للتنمية، وهو ما يتجلى بوضوح في دعم وتمويل مشاريع البنية التحتية ومجالات الاستثمار التجاري والخدمي في دول القارة.

ويرتكز الدور الإماراتي بالأساس في القارة الأفريقية على الشقين الإنساني والتنموي، وفقاً لما أكدته خبيرة الشؤون الأفريقية الدكتورة هبة البشبيشي، في تصريحات لـ «البيان» من القاهرة، وصفت فيها ذلك الدور بـ «الإنساني والأخلاقي الممتاز»، وقالت: «يظهر بقوة الاهتمام الإماراتي الواسع بالقارة الأفريقية وقضايا دولها الخاصة خلال الفترات الماضية، وهو دور متنامٍ ومتطور، تنطلق فيه دولة الإمارات من بعدٍ إنساني وأخلاقي بالأساس، وقد رأينا العديد من الخطوات والتحركات المُهمة في ذلك الإطار خلال الفترات الماضية، من بينها على سبيل المثال ما شهدته العلاقات الإماراتية من تطور مع إثيوبيا وكذا الاتفاقات المبرمة مع إريتريا، وغيرها من النماذج الأخرى».

وشددت على أن ذلك التوجه يؤدي إلى تعميق العلاقات والاستفادة المتبادلة بين الجانبين وتبادل المصالح، و«من المهم أن ينجح الأفارقة في الاستفادة من الإمارات وتجربتها في الدولة الحديثة، ذلك أن الإمارات نموذج يحتذى به، وأن يتم نقل التمدن والحياة الحديثة إلى دول القارة»، مشيرة إلى الأدوار الإنسانية – ومنها القوافل العلاجية على سبيل المثال ــ التي تقوم بها المنظمات والهيئات الخيرية والإنسانية الإماراتية، على أساس أن العلاقة المتنامية بين الإمارات ودول القارة الأفريقية ليست فقط ذات بعد استثماري واقتصادي، لكن البعد الإنساني وحرص الدولة على مساعدة دول القارة في تحقيق طموحات التنمية يعد بعداً رئيسياً في تلك العلاقات.

استثمارات

تبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في دول القارة نحو 11 مليار دولار، وفق دراسة أعدتها اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، ما يعكس دور الدولة في دعم المسار التنموي بالقارة الأفريقية.

وتسعى دولة الإمارات للشراكة الاستراتيجية الشاملة مع دول القارة الأفريقية، بما يعزز دورها كبديل مُهم على المستويين السياسي والاقتصادي بصفة خاصة بالنسبة لدول القارة التي دائماً ما تكون محط أطماع مختلفة هادفة للاستفادة من خيراتها، فيما الدور الإماراتي يأتي بشكل أساسي لمساعدة ومساندة دول وشعوب القارة في تطلعاتهم التنموية، ما ينتج عنه آثار إيجابية ومنفعة مشتركة لمصالح الطرفين على المديين القريب والمتوسط.

Email