المعروض عاد إلى مستواه والإنتاج يعود لطبيعته خلال أسبوعين

السعودية تبشر العالم باحتواء أضرار «أرامكو»

عبد العزيز بن سلمان خلال المؤتمر الصحافي ورئيس أرامكو أمين الناصر (يسار) ورئيسها التنفيذي ياسر الرميان | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت السعودية، أمس، أن معروضها النفطي عاد بالكامل إلى مستوياته الطبيعية بعد الهجمات الإرهابية على منشآت شركة أرامكو العملاقة شرقي البلاد السبت الماضي التي قلصت الإنتاج بمقدار النصف، كما أعلنت استعادة مستوى الإنتاج في زمن قياسي لن يزيد على أسبوعين في مفاجأة للأسواق التي كانت تتخوف فترة أطول بكثير.

وطالبت المملكة المجتمع الدولي بمحاسبة المعتدي الذي استهدف أمن الطاقة العالمي، وفور الإعلان السعودي هوت أسعار النفط 7%، بعد أن بلغت ارتفاعاتها أول من أمس 20%، مسجلةً مستوى تاريخياً هو الأعلى من 30 عاماً.

وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في مؤتمر صحافي في جدة مساء أمس: «أزف إليكم بشرى من الملك وولي العهد بعودة إمدادات النفط لما كانت عليه»، قبل هجوم السبت بعدما استعانت المملكة بمخزوناتها الاحتياطية التي لا تقل عن 60 مليون برميل.

وأوضح الوزير، الذي استبعد عقد اجتماع عاجل لمنظمة أوبك، أن إنتاج النفط سيبلغ 9.89 ملايين برميل يومياً نهاية سبتمبر الحالي، وأن أكبر بلد مصدر للخام في العالم سيواصل إمداد عملائه بكميات كاملة في الشهر الحالي. وأعلن أنه تم خلال اليومين الماضيين «احتواء الأضرار، أكثر من 50% من الإنتاج» الذي خسرته.

وقبل المؤتمر الصحافي، تحدثت تقارير إعلامية عن أن السعودية استعادت 70% من طاقتها الإنتاجية المفقودة. وقال الوزير السعودية إنه نتج عن العدوان انقطاع نحو 5.7 ملايين برميل من إنتاج الزيت الخام، منها 4.5 ملايين برميل من معامل بقيق، إذ تتم معالجة الإنتاج في عدة حقول، كما تعطل إنتاج نحو ملياري قدم مكعبة من الغاز المصاحب، ونحو 1.3 مليار قدم من الغاز الجاف، و500 مليون قدم من غاز الإيثان، ونصف مليون برميل من سوائل الغاز.

وقال الأمير إن هذا الانقطاع يمثل نصف إنتاج السعودية من الزيت الخام، ونحو 6% من الإنتاج العالمي. وأضاف أنه تم خلال اليومين الماضيين احتواء الأضرار واستعادة أكثر من نصف الإنتاج الذي تعطل نتيجة هذا الهجوم الإرهابي، ولذلك ستفي الشركة بكامل التزامها لعملائها هذا الشهر، مؤكداً أنه لم يجرِ إلغاء أي شحنات نفطية.

وأدى الهجوم الإرهابي على «أرامكو» إلى تضرر الإنتاج في معملي أرامكو في بقيق وخريص.

وقال الأمير إن إمدادات السوق المحلية لم تتأثر من جراء الهجوم الإرهابي، الذي اعتبره «هجوماً على الدول كافة». ودعا المجتمع الدولي إلى «محاسبة كل من يقف وراء هذه العمليات الإرهابية». وكشف الأمير عبد العزيز بن سلمان أن شركة «أرامكو» تمتلك طاقة تخزينية كبيرة في الداخل والخارج.

وتجنّب الوزير السعودي توجيه الاتهام إلى أي جهة بالوقوف خلف الهجمات، على الرغم من تأكيدات أمريكية أن هجمات السبت التي تبنّاها المتمردون الحوثيون في اليمن انطلقت من إيران، لكن الوزير طالب العالم بمحاسبة المعتدي الذي استهدف إمدادات الطاقة العالمية. وقال: «لا نعلم من هي الجهة التي تقف خلف الهجوم»، مشدّداً على أن المملكة تسعى للحصول على «دلائل وقرائن بطريقة مهنية وبمعايير دولية متعارف عليها» لتحديد الجهة التي نفّذت الهجوم.

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، قال الرئيس التنفيذي لأرامكو ياسر الرميان إن شركته هي أكثر شركة يمكن الوثوق بها في العالم.

وأثارت الهجمات أسئلة بشأن إمكانية تأثيرها في خطة الاكتتاب العام لخمسة في المئة من أسهم شركة أرامكو. لكن الرميان قال إن «الاكتتاب العام مستمر كما هو، ولن نوقف أي شيء». وقال إنه سيكون جاهزاً خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، وإن المملكة ملتزمة بالإدراج. وقال إن طرح أرامكو مستمر كما هو، وسيتوقف على أوضاع السوق.

وخلال المؤتمر الصحافي، هوت أسعار النفط 7% بعد صعودها 20% خلال التداولات في الأسواق العالمية أول من أمس. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت متراجعةً 4.47 دولارات بما يعادل 6.5%، ليتحدد سعر التسوية عند 64.55 دولاراً للبرميل.

ونزلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 3.56 دولارات أو 5.7%، لتغلق على 59.34 دولاراً للبرميل. وتراجعت أسعار أسهم شركات النفط والطاقة المسجلة في البورصات الأوروبية أمس، بعد تأكيدات باستعادة السعودية قدراتها الإنتاجية من النفط خلال فترة قصيرة.

ترامب يتراجع

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يرى أي مبرر للجوء إلى المخزون الاستراتيجي من النفط. وقال الرئيس الأمريكي، في تصريحات للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية: «حسناً إذا احتجنا سنفتحه (المخزون) لدينا الكثير منه، نحن متخمون»، في إشارة إلى المخزون الاستراتيجي من النفط. كان ترامب قد قرر، مساء الأحد الماضي، السماح باستخدام النفط من «الاحتياطي الاستراتيجي» للولايات المتحدة، لتحقيق الاستقرار في السوق في أعقاب الهجمات على أرامكو.

Email