السعودية تطمئن الأسواق بتصدير كامل حصتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن المملكة ستلجأ إلى استخدام مخزوناتها النفطية الاحتياطية الكبيرة واستعادة ثلث إنتاج النفط المفقود بحلول اليوم (الاثنين)، لتعويض عملائها بعد الهجوم الإرهابي.

وقال وزير الطاقة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية مطمئناً الأسواق، إنه سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملاء السعودية من خلال المخزونات. وأضاف أن الانفجارات أدت إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب الذي يتم استخراجه مع النفط تقدر بنحو ملياري قدم مكعّبة. وقال، إن ذلك سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي 50%، مضيفاً أن الهجوم لم يؤثر على إمدادات الكهرباء والمياه والوقود.

وتستهدف المملكة، اليوم الاثنين، استعادة نحو ثلث إنتاجها المتوقف من النفط الخام بسبب الهجوم الإرهابي، وفقاً لما ذكرته، أمس، صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصادر سعودية مطلعة.

وأفادت الصحيفة بأن المسؤولين في «أرامكو» يعتقدون بإمكانية استعادة نحو مليوني برميل، أي ثلث الإنتاج المتوقف، قبل نهاية اليوم. ورغم التطمينات السعودية بضمان توفير الإمدادات الكافية تترقب الأسواق العالمية تأثيرات الهجمات الإرهابية، وسط توقعات بارتفاعات قياسية.

وتوقع متعاملون ومحللون أن تشهد سوق النفط ارتفاعاً في الأسعار قد يصل إلى 20 دولاراً للبرميل عندما تستأنف نشاطها اليوم، وربما تقفز إلى 100 دولار للبرميل إذا لم تستأنف السعودية سريعاً الإمدادات التي تعطلت، أمس الأول، بسبب الهجمات.

وقال بوب مكنالي، من مؤسسة «رابيدان إنرجي»، إن أسعار النفط الخام سترتفع بما لا يقل عن 15-20 دولاراً للبرميل في سيناريو اضطراب يستمر سبعة أيام، وسترتفع لأكثر من 100 دولار في سيناريو يستمر 30 يوماً.

وتوقع جريج نيومان، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة «أونيكس للسلع الأولية» ارتفاع أسعار مزيج برنت في المعاملات الآجلة دولارين للبرميل، وأن تغلق الأسعار في نهاية معاملات اليوم على ارتفاع بين 7 و10 دولارات للبرميل.

ومن المحتمل أن تشهد السوق عودة إلى سعر 100 دولار للبرميل إذا لم يمكن حل المشكلة في الأجل القريب، وسترتفع أسعار المنتجات المكررة ولاسيما زيت الوقود العالي الكبريت، نظراً للنقص الحالي في المعروض منه ولأنه منتج مصافي التكرير الذي يرتبط أكثر من غيره بالخام السعودي الثقيل. وأضاف أن حجم الهجوم سيشجع الأسواق على إعادة النظر في ضرورة دراسة علاوة للمخاطر الجيوسياسية التي يواجهها قطاع النفط.

وقالت كيليان كونواي، مستشارة البيت الأبيض، إن وزارة الطاقة الأمريكية مستعدة للسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بعد هجمات «أرامكو» إذا اقتضت الحاجة لاستقرار إمدادات الطاقة العالمية. وقال أندرو ليبو، رئيس شركة «ليبو أويل أسوشييتس»، إن الارتفاعات المتوقعة تعادل ارتفاعاً في سعر وقود السيارات بنسبة تتراوح بين 12 و25 % في سعر الجالون.

تأثيرات
أكد كيفين بوك، رئيس قسم الأبحاث لدى شركة «كليرفيو إينيرجي» الأمريكية للطاقة، أن تأثير حادث «أرامكو» على أسعار النفط العالمية مرهون بالوقت الذي سيستغرقه إصلاح المعملين المُستَهدَفَين في الحادث. وكان أمين الناصر، رئيس «أرامكو» ومديرها التنفيذي، قد صرح بعد الهجوم على المعملين أن العمل جارٍ بُغيَة إعادة إنتاج النفط إلى وضعه الطبيعي قبل الهجوم، ومن المنتظر الإعلان في غضون 48 ساعة عن نتيجة تقييم آثار الهجوم.

هبوط بورصة
هبط سوق الأسهم السعودية لأدنى مستوياته خلال العام الجاري في ختام جلسة أمس، بعد هجوم بطائرات مسيرة استهدف منشأتي نفط لعملاق النفط السعودي «أرامكو».

وتراجع مؤشر البورصة السعودية الرئيسي «تأسي» بنهاية الجلسة بنسبة 1.05% أو ما يعادل 82.34 نقطة بعد أن قلص جانبا كبيرا من خسائره الصباحية، ليغلق عند 7749.46 نقطة وهو أدنى مستوى مسجل منذ نهاية ديسمبر 2018.

وقال وسطاء في السوق السعودية لـ«البيان الاقتصادي» إن تراجعات الأسهم أمس، كانت متوقعة بعد الاعتداء الذي تسبب في إثارة مخاوف المستثمرين ودفعهم للبيع عشوائياً. وانخفضت أسهم شركات البتروكيماويات بعدما أعلنت أغلبها عن نقص في إمدادات بعض مواد اللقيم. أبوظبي – رامي سميح

Email