عمرعبد الباقي.. 4 أشهر سيراً على الأقدام بحثاً عن حياة كريمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أربعة أشهر مشاها عمر على قدميه من تركيا إلى بلجيكا، بعدما قرر الهجرة من غزة، وترك أسرته ووالدته بحثاً عن مستقبل أفضل. لم يكن أمام عمر عبدالباقي «30 عاماً» من حل للتخلص من ضيق العيش في غزة، سوى السير على خطى كل الشباب في القطاع بالهجرة من غزة إلى بلجيكا، باحثاً عن حياة أفضل.

ومثلما أصر عمر على الكفاح في حياته الجامعية وأنهى دراسته، أصر أيضاً على الوصول إلى بلجيكا بكل الطرق، للحصول على حياة كريمة.

لقد حرمت مرارة الأوضاع المعيشية عمر من وداع والده، الذي توفي خلال وجوده في تركيا، كما لم يتمكن من احتضان طفله الأول بعدما وصل إلى البوسنة. أمضى عمر في بداية هجرته ثلاثة أشهر في مصر، وبعد تعثر حصوله على تأشيرة لدخول البوسنة والهرسك، وحصوله على رفض، اضطر للسفر إلى تركيا ومن هناك بدأ في رحلته إلى بلجيكا، التي استغرقت أربعة أشهر مشياً على الأقدام، مع الاستعانة بعدد كبير من المهربين، والتنقل في بعض الأوقات عبر سياراتهم الخاصة والباصات والقطارات.

رحلة أهوال

كان اهتمام عمر وقليل من السوريين المهاجرين الذين التقوه في تركيا، أن ينطلقوا في رحلتهم سريعاً قبل حلول الشتاء، وتعثر رحلة الهجرة والعودة بخفي حنين، فقرروا الانطلاق إلى اليونان في أول طريقهم خلال الهجرة. وبعدما استقر عمر مدة أسبوعين كاملين في تركيا، انطلق من هناك إلى اليونان. رافق عمر في طريق هجرته الكثير من الأطفال والشباب والنساء والمسنين ومنهم مرضى.

ظروف مأساوية

استقل عمر ومرافقوه حافلة بعدما اضطروا لارتداء ملابس نظيفة، ثم ركوب القطار، والاستراحة في منزل أحد المهربين. اضطر عمر للمشي يوماً كاملاً خلال صعود أحد الجبال، ويوم آخر للنزول منه في مقدونيا، تم ضبطهم حينها، وإرجاعهم إلى كوسوفو ثم الجبل الأسود، والبدء من جديد بسلك طريق التفافية تأخذ وقتاً أطول للخروج من المنطقة.

أربعة أشهر كاملة هي المدة التي مشاها عمر مع سورييْن ومهرب للوصول إلى بلجيكا، انطلاقاً من تركيا إلى اليونان والبوسنة والهرسك والمرور في مقدونيا وصربيا والجبل الأسود وكرواتيا وسلوفينيا وإيطاليا، اضطروا خلالها للمشي ليلاً والنوم نهاراً.

ووصل مجمل ما دفع عمر للمهربين والتنقل بين المناطق وصولاً إلى بلجيكا ما يقارب 10 آلاف دولار. سلك عمر طرقاً طويلة وشاقة، إلا أنه وصول أخيراً إلى هدفه ليستقر به المقام في مراكز اللجوء في بلجيكا، فيما تراوده الأحلام في إكمال ما تمنى والحصول على حياة كريمة هروباً من تضييق الاحتلال.

Email