تقارير «البيان»

السودان.. السلام أولى خطوات البناء

السودانيون يحتفلون بتحقيق أولى الخطوات نحو استقرار ونهضة بلادهم | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة من التفاؤل يعيشها السودانيون بعد إعلان تشكيل أول حكومة بعد عزل الرئيس عمر البشير، في أبريل الماضي، ولكن رغم التطلع لمستقبل أفضل في ظل الحكومة قوامها من الكفاءات، إلا أن ثمة مخاوف من عقبات كبيرة ستواجه طريقها لتحقيق أهداف الثورة وشعاراتها في الحرية والسلام والعدالة، حيث يظل التفاؤل مشوباً بالحذر والفرحة منقوصة ما لم يتم اتخاذ الخطوات الجدية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام المستدام باعتبار أن السلام هو مفتاح الحل لبقية الأزمات والتحديات الأخرى.

بذل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي يتمتع بالقبول لدى مختلف السودانيين واختارته إرادتهم دون انتخاب لإدارة الفترة الانتقالية، بذل جهوداً مضنية في سبيل الوصول إلى توليفة وزارية تعينه في مواجهة تلك التحديات، وأكد أنه ركز في اختياراته على مبدأ الكفاءة مع مراعاة التمثيل النوعي (النساء) بجانب التمثيل الجغرافي، بحيث يرى جميع السودانيين أنفسهم في الحكومة، كما شدد على أن الأولوية الأولى لحكومته يتمثل في إيقاف الحرب وتحقيق السلام وإنهاء معاناة ملايين السودانيين من المتأثرين من الحرب.

وفي إطار المساعي التي يبذلها رئيس جنوب السودان الفريق سلفاكير وصل الخرطوم أمس وفد رفيع برئاسة المستشار الأمني له توت قلواك، حيث التقى برئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان وسلمه رسالة خطية تتعلق بالمفاوضات بين حكومة السودان والحركات المسلحة تحت رعاية وإشراف الرئيس سلفاكير، بجانب لقاء رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

أجواء مناسبة

ويذهب أستاذ العلوم السياسية بروفسور صلاح الدومة إلى أن الأجواء باتت مهيأة للسلام أكثر مما مضى، وأكد الدومة في تصريح لـ«البيان» أن الجبهة الثورية بمواقفها الداعمة للسلام تواضعت لمستوى الرشد والحكمة والعقلانية، وأرجع ذلك لعدة أسباب أبرزها أن الثورية لا تملك أي كروت لتمارس ضغوطاً على الحكومة الانتقالية، بجانب أنها تخشى من السند الجماهيري المحلي والإقليمي والدولي الذي وجدته حكومة عبد الله حمدوك، هذا بجانب ما تعرضت له من ضغط من قبل الدول العظمى التي تسعى لإنهاء الأزمة السودانية حد قوله.

ويؤكد الدومة أن الحكومة الانتقالية بمختلف مكوناتها العسكرية والمدنية نجحت حتى الآن في إثبات جديتها للعالم بشأن تحقيق السلام، مما يجعل أي تعنت من الفصائل المسلحة أمراً غير موضوعي لا سيما وأن مطالبة الجبهة الثورية بالمحاصصة في هياكل السلطة الانتقالية كشفت صدورهم وعرتهم أمام الرأي العام المحلي والعالمي مما جعلها تحتكم للعقلانية، ويضيف الدومة «قوى إعلان الحرية والتغيير وهذه الحكومة وعيها السياسي عالٍ ومتقدم على نظام المؤتمر الوطني المخلوع لا سيما في تناولها لقضية السلام».

Email