بروفايل

نبيل القروي.. يسعى من السجن إلى قصر قرطاج

نبيل القروي

ت + ت - الحجم الطبيعي

من وراء قضبان السجن المدني بالمرناقية (غربي العاصمة) يتطلع رجل الأعمال في قطاع الإعلام والإعلان التونسي نبيل القروي إلى الفوز في الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها يوم 15 سبتمبر الجاري، بعد أن تم توقيفه على ذمة القضاء، وأكدت هيئة الانتخابات أن سجنه لن يؤثر على موقفه كونه مترشحاً للسباق الانتخابي باعتباره غير خاضع لحكم نهائي.

أغلب المراقبين يرون أن ما حدث للقروي قد يفيده أكثر مما يضره، فالرجل الذي وضعته مختلف نتائج استطلاعات الرأي المعلنة وغير المعلنة في صدارة من يحظون بنوايا التصويت، قد يتحول إلى زعيم سياسي فعلي في نظر أنصاره، وهي الصفة التي لم يحلم لها سابقاً، حيث من الصعب إقناع الداخل والخارج بأن توقيفه وإيداعه السجن في هذا الظرف بالذات، كانا نتيجة تورطه في قضية مالية تم رفع دعواها بشأنه منذ عام 2016.

إعلام وتسويق

ونبيل القروي من مواليد مدينة بنزرت (شمال) في 1 أغسطس 1963. سافر خلال سنوات شبابه الأولى إلى جنوب فرنسا، حيث انضم إلى قسم المبيعات والتسويق في شركة «هنكل» متعددة الجنسيات، وهناك اتصلت به شركة توظيف للانضمام إلى الوحدة الدولية لقناة (كنال +) عند بدء إنشائها في شمال إفريقيا ليلتحق بها كونه أول موظف في المنطقة المغاربية، وعمل في وظيفة مدير تجاري لمدة عامين.

في 30 ديسمبر 2010، بينما كانت الاضطرابات تهز ولاية سيدي بوزيد بوسط تونس، قامت قناة «نسمة» بضوء أخضر من نظام زين العابدن بن علي، بتخصيص ساعات للحديث بجرأة عن الأسباب التي تقف وراء الاحتجاجات الشعبية، وبعد سقوط النظام في يناير 2011، حوّل القروي قناته إلى قناة إخبارية بالدرجة الأولى.

مع السبسي

بعد فوز حركة النهضة الإخوانية في انتخابات الجمعية التأسيسية في أكتوبر 2011، كان نبيل القروي من المقربين من الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي مع مجموعة صغيرة من الشخصيات السياسية، الذين بادروا بالعمل على إنشاء حزب سياسي يهدف إلى تشكيل توازن في البلاد مع قوى الإسلام السياسي، التي بدأت في التغلغل في مختلف مفاصل الدولة.

مغادرة «نداء تونس»

في عام 2015 بدأت التصدعات تظهر في حركة نداء تونس بانشقاق عدد من القياديين الذين لم يوافقوا على سياسة التوافق الحكومي مع حركة النهضة، وشهدت تلك الفترة تقرب القروي من الغنوشي، ودعمه لنجل الرئيس حافظ قائد السبسي وتعيينه عضواً في المجلس التنفيذي للحركة في يناير 2016، قبل أن يختلف مع نجل الرئيس لاحقاً، وفي أبريل 2017 أعلن القروي تجميد عضويته من النداء، لكن الأمر لم ينته بسلام.

ترشح للرئاسيات

وفي أوائل يونيو 2019، أعلن القروي ترشيحه للانتخابات الرئاسية، لكن وتحديداً في 18 يونيو 2019 تم اعتماد تعديلات مثيرة للجدل، كان من دوافعها إقصاؤه من الترشح،أو لديهم سجل إجرامي. رزق القروي بتوأم (ذكرين) بعد رحيل ابنه، وتحول إلى منافس جدي على إدارة البلاد، لكنه بالمقابل دخل في مواجهات معلنة مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد المرشح بدوره للسباق نحو قصر قرطاج.

Email