مصادر دبلوماسية لـ«البيان»:

مفاوضات سريّة لانسحاب ميليشيات مصراتة من جبهات القتال

عناصر الجيش الوطني على خطوط المواجهة مع ميليشيات طرابلس | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

علمت «البيان» من مصادر موثوقة، أنّ هناك مفاوضات سريّة بين أطراف النزاع الليبي ربما تفضي إلى حل سياسي خلال أيام، عبر التجهيز لاتفاق يقضي بانسحاب ميليشيات مصراتة من محاور القتال مقابل عدم استهدافها من قبل الجيش الوطني، فيما شدّدت المصادر على أنّ المجلس الرئاسي في طرابلس يواجه أزمة داخلية جراء تغوّل قوى التطرّف ولا سيّما «الإخوان».

وكشفت مصادر دبلوماسية لـ«البيان»، عن وجود مفاوضات سريّة بين أطراف الصراع الليبي، مشيرة إلى أنّ أطراف الصراع قد تصل لحل سياسي خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي جمّد محاور القتال. وذكرت المصادر، أن هناك مفاوضات تجري بين القيادة العامة للجيش الوطني وفعاليات اجتماعية وعسكرية في مصراتة، تستهدف التوصل لاتفاق يقضي بانسحاب ميليشيات المدينة من محاور القتال حول العاصمة مقابل تحييدها من النزاع المسلح، وعدم استهدافها من قبل سلاح الجو.

وأوضحت المصادر، أنّ وفوداً من مصراتة التقت قياديين عسكريين، وأنّ هناك اتفاقاً يجري الإعداد له بكثير من التأني حتى يجد القبول لدى كل الأطراف، لافتة إلى أنّ وسطاء غربيين يعملون على عقد لقاء جديد بين القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لتحريك العملية السياسية، استعداداً لعقد مؤتمر دولي حول الأزمة، وفق ما دعت له مجموعة الدول السبع.

المجلس الرئاسي في أزمة

وأردفت المصادر أنّ المجلس الرئاسي يواجه أزمة داخلية بسبب تغوّل قوى التطرّف وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، وتغلغل الجماعات الإرهابية في قوات حكومة الوفاق، الأمر الذي أبلغته جهات أمريكية وأوروبية بوضوح للسراج، ودعمته بوثائق ومعطيات ميدانية حول اعتماد ميليشيات الرئاسي في المعارك على إرهابيين وافدين من إدلب السورية ومن عناصر تنظيم القاعدة في شرقي ليبيا، وعلى مرتزقة أفارقة أغلبهم من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم تحويلهم لمقاتلين ضد الجيش، وأنّ الحل يكمن في التوافق حول دخول الجيش الوطني لمناطق الميليشيات ضمن خطة سلام تؤدي لتسريع الحل السياسي عبر تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال النصف الأول من العام المقبل، فيما سيكون من أولويات الخطة، تشكيل حكومة وحدة وطنية بضمانات دولية تنبثق عن مؤتمر دولي تشارك فيه الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.

وأشارت المصادر، إلى أنّ رسائل واضحة وصلت إلى السراج مفادها ضرورة التخلي عن الميليشيات والعناصر الإرهابية التي باتت تشكّل خطراً على مستقبل ليبيا ودول الجوار التي تشعر بقلق عميق إزاء تجمع الإرهابيين في غربي ليبيا. وأبانت المصادر، أنّ تشكيلات مسلحة في طرابلس، باتت تضغط على المجلس الرئاسي، بضرورة التوافق مع القيادة العامة للجيش، واستبعاد الميليشيات الوافدة من خارج العاصمة من المواجهات، والتنصل من التعامل مع الإرهابيين والمرتزقة.

أفريكوم قلقة

في الأثناء، أعلنت القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم»، أنّها بصدد دراسة موعد وعدد القوات التي ستعود إلى ليبيا، معربة عن قلقها من مد القتال العناصر الإرهابية بالأكسجين. وقال الناطق باسم «أفريكوم»، الكولونيل كريس كارنس، إن الوضع في ليبيا مراقب بعناية، ويجري العمل على حوار مكثّف وشامل للعمل باتجاه حل سياسي.

وبشأن الوجود الأمريكي في ليبيا، رداً على تهديدات هذه الجماعات، قال كارنر إنّ «أفريكوم» لم تنفذ أية غارات جوية في عام 2019 لأنّ التهديد الإرهابي تراجع إلى حد كبير قبل تصاعد التوترات الأخيرة في ليبيا، مشيراً إلى شن «أفريكوم» ست غارات جوية في ليبيا العام الماضي وسبعاً في عام 2017، كجزء من عمليات مكافحة الإرهاب. وأوضح أنّ الضربات العسكرية لا تزال خياراً مطروحاً حال شكلت الجماعات الإرهابية تهديدات جديدة.

Email