ارتباك في المشهد.. وتطمينات لنظام لبنان المصرفي

واشنطن تتوعّد بقطع شرايين حزب الله

سيدة لبنانية تعبر أمام مصرف «جمّال ترست بنك» في بيروت | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أربكت العقوباتُ التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على مصرف «جمّال ترست بنك» والشركات التابعة، المشهدَ اللبناني، وفيما اتجهت الأنظار إلى القصر الجمهوري الذي يشهد بعد غد الاثنين جلسة الحوار السياسي والاقتصادي، توعدت واشنطن بالمزيد من الاستهداف للجهات التي توفر التمويل لحزب الله غير أنها في الوقت نفسه بثت تطمينات لبنان بمواصلة العمل مع المؤسسات الأخرى.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: «سنواصل استهداف الأفراد والكيانات المشاركة في تمويل حزب الله وتقديم الدعم له بينما نعمل بشكل وثيق مع البنك المركزي اللبناني والمؤسسات اللبنانية الأخرى التي تسعى للحفاظ على سلامة النظام المصرفي اللبناني واستقراره». في الأثناء أربكت حزمة العقوبات الجديدة المشهد اللبناني، وفيما توالت التصريحات بشأن العقوبات بدأت الأنظار تتركّز على القصر الجمهوري، انتظاراً للحوار السياسي والاقتصادي المقرّر بعد غدٍ الاثنين، للبحث في ما يمكن اتخاذه من خطوات إنقاذية للوضع الاقتصادي الذي وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره بأنه «خطير جداً»، وعلمت «البيان» أن الموقف الأمريكي الذي لمسته مستويات رسمية لبنانية، تواصلت في الساعات الماضية مع جهات أمريكية، تردّد أنها في وزارة الخزانة الأمريكية، كان ذا نبرة عالية، انطوى في مضمونه على دعوة أمريكية مباشرة للحكومة اللبنانية لعزل «حزب الله» ومقاطعته.

موجبات

ومن دون أن يوضح الأمريكيون موجبات هذه العقوبات في هذا التوقيت بالذات، لمّح الموقف إلى أن هذه الجرعة من العقوبات تندرج في سياق مسلسل من الإجراءات القاسية التي أعدّتها الإدارة الأمريكية ضدّ الحزب للحدّ من نفوذه، والتي ستظهر تباعاً، بحسب التوقيت الأمريكي.من جهتها، كشفت مصادر في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب لـ«البيان» أنها تلقّت معلومات تفيد بأن الإدارة الأمريكية بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية قريباً تجاه لبنان. وذلك في سياق برنامج العقوبات القاسية التي قرّرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضدّ إيران وامتداداتها في المنطقة، وعلى وجه التحديد «حزب الله» في لبنان، باعتباره يشكّل في نظر الإدارة الأمريكية عامل تهديد للاستقرار في لبنان والمنطقة.

3 مفاجآت

وكانت التطوّرات قد تسارعت عشية عطلة الأسبوع، لتمعن في خلط الأوراق، ومضاعفة الضغوط على الواقع اللبناني، في وقت تتّجه فيه الأنظار إلى خلوة يوم الإثنين لمناقشة جملة اقتراحات ذات صلة بالاقتصاد.

المفاجأة الأولى، ولكن المنتظرة، تمثلت بإعلان الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على «جمّال ترست بنك» والشركات التابعة له في لبنان، فضلاً عن فرض عقوبات على أشخاص ينقلون الأموال من الحرس الثوري الإيراني إلى حركة «حماس» عبر «حزب الله».والمفاجأة الثانية، دبلوماسياً، تمثلت ليس بالتجديد لـ«اليونيفيل» ولايةً جديدة، وفقاً لمشروع قرار أعدّته فرنسا. أما المفاجأة الثالثة، بحسب مراقبين، فتمثلت بإجراءات إسرائيلية على الأرض، قضت بوقف خروج الجنود إلى الحدود الشمالية، مع إعلان قائد المنطقة الشمالية «الاستعداد لجميع الخيارات، إذا لزم الأمر».

تقليص

تسعي أمريكا إلى تقليص عدد قوات يونفيل من 15 ألفاً إلى 9 آلاف ورغم ان هذا التوجّه لم يُكتب له النجاح لكنه يظل قائماً، وينبّه مراقبون إلى «خطورة انتهاكات وقف الأعمال القتالية الذي تقوم به اسرائيل وأنها يمكن أن تؤدّي إلى نزاع جديد لا يصبّ في صالح أيّ من الأطراف أو المنطقة»،

Email