خبراء عرب ودوليون لـ«البيان»: علاقة البلدين حصنت المنطقة من الفوضى

الإمارات والسعودية.. جهود مستمرة للحفاظ على الأمن والسلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف دبلوماسيون وقانونيون وعسكريون دوليون وعرب العلاقات الإماراتية السعودية، بالراسخة والتي حصنت العديد من دول المنطقة من الوقوع في سيناريوهات الفوضى، مشيرين إلى الدور الذي يلعبه البلدان في حفظ الأمن والسلم الدوليين، لافتين إلى أن محاولات الميليشيا الحوثية استهداف مدينة جازان في المملكة العربية السعودية بـ6 صواريخ باليستية بـ«الجريمة الإرهابية مكتملة الأركان» والتهديد المتخطي لكافة الخطوط الحمراء للمجتمع الدولي وليس السعودية ودول المنطقة فقط، وأيضاً دليل على أن ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية خطيرة تمارس أعمال العصابات باستهداف المدنيين والمنشآت المأهولة بالسكان بعيداً عن ساحة المعركة الأساسية.

ويقول مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير جمال بيومي، لـ«البيان» إن «العالم العربي مستهدف من أطراف خارجية، بخاصة أن هنالك دولاً تطمع في منطقتنا وتطمع في إعادة إمبراطوريات انقضى أجلها، سواء الإمبراطورية العثمانية أو الفارسية على سبيل المثال»، ملمحاً إلى محاولات الوقيعة بين القوى العربية المؤثرة، وارتباط تلك المحاولات بهذه المطامع، على أساس أن «أخطر ما يهدد الشعوب العربية هي الفرقة، وأن وحدتنا أهم شيء يجب أن نتمسك به».

ويلفت بيومي في السياق ذاته إلى أن العلاقات بين السعودية والإمارات علاقات استراتيجية راسخة وتمثل «قضية أمن قومي عربي»، ولا يُمكن أبداً الاستماع إلى الدعاية المضادة المُثارة من أطراف صاحبة مصلحة في إفساد تلك العلاقة.

وبدوره، يشير رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير منير زهران، في حديثه لـ«البيان» إلى البيان المشترك الصادر عن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، «أكد التلاحم بين البلدين الشقيقين، وشدد على ما يجمعهما من وسائل التعاون والتضافر والتضامن، في مواجهة الافتراءات ومحاولات التشويه والتزييف والوقيعة»، لافتاً إلى أن ذلك البيان «موقف يحسب للبلدين، في مواجهة الافتراءات الهادفة للتشويه، والتي يعرف الجميع أهدافها والجهات الواقفة وراءها».

إلى ذلك، يقول مستشار مركز الخليج للدراسات السفير أشرف حربي، لـ«البيان» من القاهرة، إن «العلاقات السعودية الإماراتية علاقات قوية ومتينة جداً»، لافتاً إلى الدور الذي تقوم به السعودية والإمارات في اليمن بصفة خاصة، تواجه ذلك الدور حملة مضادة للموقفين السعودي والإماراتي والعلاقات بينهما، بخاصة في الفترة الأخيرة التي ظهرت فيها تلك الحملة بقوة، وهي حملة لها أهدافها وهي استمرار وتأزيم الوضع في اليمن، وتحويل اليمن إلى دولة فاشلة وتدخله إلى نفق مظلم.

ميليشيا إرهابية

في الأثناء أكد الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الفرنسية والباحث في الأكاديمية الفرنسية للعلوم السياسية لوران فوليوينا، لـ«البيان»، أن محاولات ميليشيا الحوثي الإرهابية استهداف مدينة جازان في المملكة العربية السعودية بـ6 صواريخ باليستية، جريمة إرهابية كونها صواريخ تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية والمدن السكنية المأهولة بالسكان في السعودية، وهي جريمة إرهابية واضحة يستنكرها ويرفضها ويواجهها المجتمع الدولي، ومثل هذه الجرائم تؤكد بصفة مستمرة أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة قد أبليا بلاء حسناً لحفظ الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بالكامل وفي العالم بوضع حد لهذه الميليشيا والعمل الدؤوب لتقليم أظافرها.

عار عسكري

من ناحيته أكد الضابط السابق بالقوات الجوية الملكية الإسبانية والمحاضر المتعاون في كلية الدفاع في حلف شمال الأطلسي «الناتو بروما»، إيمانويل غونزاليس، أن التوصيف العسكري والقانوني للهجمات الحوثية بالصواريخ الباليستية ضد أهداف مدنية في السعودية، هو الإرهاب وليس الدفاع أو المعركة العسكرية، كون استهداف المنشآت المدنية والأحياء السكنية المأهولة جريمة حرب واضحة وعار عسكري يستوجب تدخلاً دولياً فورياً، لأن في هذه الحالة العدوان ليس ضد السعودية أو دول التحالف، إنما هو عدوان مباشر وصريح على المجتمع الدولي والأمم المتحدة والشرعية الدولية.

جرائم حرب

وأوضح جورج يورجين، أستاذ القانون الدولي بجامعة بروكسيل الحرة، أن استهداف ميليشيات الحوثي للأحياء السكنية والمنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية «جريمة إرهاب مكتملة الأركان» وأن التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية ودعم الإمارات هو تحالف الأمن والسلام ودعم الشرعية وتطهير المنطقة من الميليشيات الإرهابية الطائفية الدموية الخطيرة، وهذا التحالف الاستثنائي المتناغم الصامد منذ أكثر من أربعة أعوام مارس دوراً مهماً في حفظ الأمن وتماسك اليمن وحماية ملايين المواطنين وراعى سلامة المدنيين، ودعمت دولة الإمارات العربية المتحدة شقيقتها السعودية في حفظ أمن وسلامة حدودها الجنوبية من مخاطر هذه الميليشيا الإرهابية، وحفظ أمن وسلامة المواقع الملاحية الاستراتيجية المهمة، وعمل التحالف بركنيه الأساسيين «السعودية والإمارات» على دعم الشرعية الدولية، واستبسلت قوات التحالف العربي في سبيل حفظ سمعة الأمم المتحدة وشرف الإنسانية بإنقاذ اليمن واليمنيين من وحشية ميليشيات الحوثي الإرهابية.

Email