تركيا ترفض سحب جنودها المحاصرين جنوب إدلب

القوات السورية تسيطر على ريف حماة الشمالي

دبابة للفصائل المسلّحة دمرتها القوات السورية خلال معارك إدلب | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقّق الجيش السوري اختراقاً كبيراً عبر بسط سيطرته على كامل ريف حماة الشمالي بمحاذاة إدلب، ومحاصرة نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك، وفيما شدّدت تركيا على أنّ هجمات دمشق تسبّب أزمة إنسانية كبرى وتهدّد أمنها القومي، أكدت في الوقت ذاته أن جنودها لن يغادروا نقطة المراقبة المحاصرة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن القوات السورية الحكومية، تمكنت من السيطرة على آخر بلدة في ريف حماة الشمالي وهي بلدة مورك، ليخضع بذلك كامل الريف الشمالي الحموي لسيطرتها للمرة الأولى منذ 2012. وأضاف المرصد أن القوات الحكومية تحاصر حالياً نقطة المراقبة التركية في مورك، إثر سيطرتها على البلدة وكل القرى والبلدات الواقعة قربها في الجيب المحاصر في ريف حماة الشمالي المجاور لإدلب.

مشيراً إلى أن مصير نقطة المراقبة التركية والمقاتلين المتواجدين معها في مورك لا يزال مجهولاً، ولا يعلم إذا كانوا موجودين هناك فعلاً أو أنهم انسحبوا من المنطقة ليلاً. بدورها، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية سيطرة الجيش على 6 بلدات أبرزها كفرزيتا واللطامنة ومورك.

وأشارت القيادة العامة للجيش السوري في بيان، إلى التصميم على تطهير كامل الجغرافيا السورية مما سمّته رجس الإرهاب ورعاته. كما وثّق المرصد مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم طفلة وإصابة أكثر من 6 آخرين بجراح، جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.

أزمة وتهديد

سياسياً، قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بأن هجمات الجيش السوري في شمال غرب البلاد تسبب أزمة إنسانية كبرى وتهدد الأمن القومي التركي.

وأشارت الرئاسة التركية إلى أنّ أردوغان أبلغ بوتين، خلال مكالمة هاتفية، أنّ الهجمات انتهكت وقفاً لإطلاق النار في إدلب وألحقت الضرر بالجهود الرامية إلى حل الصراع في سوريا، مضيفة: «قال الرئيس إن انتهاكات النظام السوري لوقف إطلاق النار وهجماته في إدلب تسبب أزمة إنسانية كبيرة، وإن هذه الهجمات تضر بعملية التوصل لحل في سوريا وتشكل خطراً كبيراً على أمن بلادنا القومي».

على صعيد متصل، أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، أمس، أن جنود بلاده لن يغادروا نقطة المراقبة المطوقة جنوب إدلب. وقال تشاوش أوغلو: «لسنا هناك لأننا لا نستطيع المغادرة ولكن لأننا لا نريد المغادرة»، نافياً أن تكون القوات التركية في بلدة مورك معزولة. ولفت تشاوش أوغلو إلى أن هذه النقطة ليست مطوقة وليس بإمكان أحد أن يعزلها، موضحاً أن قوات النظام تقود أنشطة في محيطها.

تفعيل جهود

إلى ذلك، أعلن الكرملين أن بوتين وأردوغان اتفقا على تفعيل الجهود المشتركة بشأن إدلب، حيث يقود الجيش السوري مدعوماً من موسكو هجوماً ضدّ جهاديين وفصائل مقاتلة. واتفق الرئيسان على تفعيل الجهود المشتركة بهدف التخلص من التهديد الإرهابي القادم من تلك المنطقة، وفق بيان الكرملين.

وجاء في بيان المكتب الصحافي للكرملين: «بجانب القمة الخامسة القادمة للدول الضامنة لعملية أستانا في سبتمبر، تم النظر في جوانب أخرى من التسوية السورية، بما في ذلك العمل الذي تقوم به روسيا وتركيا وإيران بالتعاون مع الأمم المتحدة بشأن تشكيل وإطلاق لجنة دستورية.

كما تمت مناقشة قضايا التعاون الروسي التركي في سياق استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتم الاتفاق على تكثيف الجهود المشتركة للقضاء على التهديد الإرهابي الناشئ من هذه المنطقة وضمان تنفيذ مذكرة سوتشي المؤرخة بـ 17 سبتمبر 2018».

هجوم

تعرضت مستشفيات وعناصر إنقاذ مدعومة من ألمانيا، لهجمات من قوات الحكومة السورية في إدلب. وذكرت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتان، أنه منذ أبريل الماضي تعرضت ست منشآت صحية مدعومة من ألمانيا للهجوم من قبل الحكومة السورية، ما أسفر عن تضررها أو تدميرها. ووفق بيانات الخارجية الألمانية، تعرضت أربع سيارات إسعاف و12 مركزاً لمنظمة الإنقاذ الخوذ البيضاء المدعومة من ألمانيا أيضاً للقصف في غارات جوية متعمدة، ما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص، من بينهم عاملون من منظمات شريكة ومدنيون.

محاكمة

أقام الادعاء العام الألماني دعوى قضائية ضد سوري بتهمة ارتكاب جريمة حرب. وأعلن المدعي العام يورجن براور، أمس، أن السوري «33 عاماً» يظهر في صورة مع رأس مقطوع، مضيفاً أن اللاجئ انضم عام 2012 إلى المقاومة المسلحة في درعا ضد قوات الحكومة السورية.

ووفق التحقيقات، نشر المتهم صورة في وقت ما بين مطلع عام 2012 والخامس من سبتمبر 2014 مع رأس يُرجح أنه لمقاتل معاد بغرض الحط من القتيل. وبحسب البيانات عاش المتهم في مدينة زاربروكن الألمانية عقب فراره من سوريا. وذكر المدعي العام أنه لا توجد أدلة على قيام المتهم بقطع الرأس أو المشاركة في ذلك، وقال: «مكتب الشرطة الجنائية المحلي لولاية زارلاند علم بالجريمة عبر إفادات لاجئين سوريين آخرين».

Email