لبنان: «الاستراتيجيّة الدفاعيّة» على خطّ العقوبات ضدّ «حزب الله»

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما تبدو المنطقة وكأنّها تقف على خطّ النار، وكأنّ الأمور سائرة نحو إعادة خلط للأوراق في كلّ النقاط الساخنة، ليس بالضرورة أن يكون لبنان داخلها، بل شأنه شأن سائر دول المنطقة التي يتوجّب عليها أن تحتاط حتى لا تكون عرضة للتأثر بالتداعيات، فإنّ المشهد السياسي الداخلي بقي تحت وطأة كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والذي فُهِم منه عدم حماسته لبحث موضوع ‏الاستراتيجية الدفاعية، ما شكّل مادة سجاليّة قبل أن يسارع مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية إلى توضيح الموقف.

وقبل التوضيح وبعده، بقي موقف عون المستجدّ حيال ملفّ الاستراتيجية الدفاعية مدار أخذ ورد على ‏الساحتين الداخلية والدبلوماسية، ما دفع بأوساط معنيّة إلى الإعراب لـ«البيان» عن أسفها إزاء مقاربة ملفّ ‏سيادي بحجم استراتيجية الدفاع الوطني بهذا الشكل، لا سيّما وأنّ قراراً استراتيجياً من هذا النوع لا يمكن لأحد أن يشطبه ‏‏بـ«شحْطة قلم»، إنّما هو قرار وطني ثابت لا يجب أن يخضع للمزاجيات ولا لأيّ حسابات تغلّب الأمر الواقع وتكرّس ‏منطق الدويلات على منطق الدولة.

من جهتها، أشارت أوساط مراقبة لـ«البيان» إلى الخلفيات التي أملت على رئيس الجمهورية تبديل ‏موقفه، من داعم للاستراتيجية الدفاعية في حكومة العهد الأولى إلى ما قاله بالأمس، وأعربت عن ‏اعتقادها بأنّ أسباباً عدّة قد تكون دفعته إلى إثارة مسألة الاستراتيجية الدفاعية من هذه الزاوية، ولعلّ أبرزها تزايد وتيرة الحديث عن عقوبات أمريكية يمكن أن تشمل حلفاء «حزب الله».

ولوحظ خلال الساعات الأخيرة اتّساع ‏رقعة العقوبات على «حزب الله» وذلك، بعدما أدرجت الباراغواي «حزب ‏الله» وحركة حماس على القائمة الإرهابية.

توضيح رئاسي

وإثر تفاعل كلام عون، داخلياً وخارجياً، باعتباره بدا تنصّلاً واضحاً للقائد الأعلى للقوات ‏المسلّحة من التزامه السابق بالتوصّل إلى استراتيجية دفاع وطنية لحساب تشريعه ديمومة دوران سلاح «حزب الله» ‏خارج فلك الدولة ومؤسّساتها الشرعية، سارعت دوائر قصر بعبدا إلى «ترقيع» تصريح الرئيس عبر سلسلة تسريبات ‏وتصريحات، شملت وزير الدفاع إلياس بوصعب الذي لم يرَ في موقف عون تراجعاً عن التزاماته السابقة، وصولاً إلى ‏صدور بيان توضيحي عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، تقاطعت مختلف الأوساط عند وضعه في إطار ‏‏«التوضيح الذي لم يلغِ التصريح»، إنّما على العكس من ذلك عاد فأكّد على مضمون الحديث عن ربط مصير لبنان ‏بمصائر الدول المجاورة، ما يحتّم بحسب «استراتيجية» عون الخوض في مقاربات جديدة لها.

تفسيرات

تدخل مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية لسحب الموضوع من التداول، واعتبر أنّ كلام عون أُعطيت له أبعاد وتفسيرات خاطئة، وأنّ ما قاله كان توصيفاً للواقع الذي استجدّ بعد عشر سنوات على طرح هذا ‏الموضوع خلال جلسات مؤتمر «سيدر»، مؤكداً «التزام رئيس الجمهورية بالمواقف التي سبق أن أعلنها من موضوع ‏الاستراتيجية الدفاعية، وضرورة البحث فيها في مناخ توافقي».

Email