مستوطنون يحتفلون بزفاف داخل باحات «الأقصى».. والأردن يستدعي السفير

الاحتلال يصعّد عدوانه على غزة وسقوط 3 شهداء

فلسطينيون يشيعون الشهداء في بيت لاهيا | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

استشهد 3 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما اقتحم مستوطنون من عتاة التطرّف المسجد الأقصى المبارك بحراسة قوات الاحتلال وقام بعضهم بالاحتفال بزفاف داخل ساحاته.

وتمكنت الطواقم الطبية الفلسطينية صباح أمس من انتشال جثامين ثلاثة شهداء وإصابة خطيرة من بيت لاهيا شمال قطاع غزة عقب استهداف الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس لمجموعة من الشبان الفلسطينيين.

وتم نقل جثامين الشهداء والمصاب إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وشيّع أهالي بلدة بيت لاهيا جثامين الشهداء الثلاثة، ولفت أجساد الشهداء بأعلام فتح وحماس والجهاد الإسلامي وسط ترديد شعارات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن استهداف مروحية هجومية ودبابة لمجموعة بزعم أنها مسلحة على مقربة من السياج الفاصل شمال قطاع غزة، وقال في بيان أنه أطلق في ساعة متأخرة من مساء السبت النار من مروحية ودبابة باتجاه «مسلحين مشبوهين» أمام السياج الفاصل.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن «محمد الترامسي (26 عاماً) ومحمد أبو ناموس (27 عاماً) ومحمود الولايدة (24 عاماً)» ارتقوا شهداء برصاص جيش الاحتلال الليلة قبل الماضية شمال بيت لاهيا شمال القطاع. وأفادت عن جرح فلسطيني رابع في الحادثة نفسها، موضحة أن «إصابته حرجة».

رد صاروخي

في الأثناء، أطلقت ثلاثة صواريخ من غزة باتجاه مستوطنات جنوب فلسطين المحتلة. وذكر جيش الاحتلال أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت صاروخين دون الإفصاح عن معلومات تتعلق بالصاروخ الثالث. وأعلن مسعفون إسرائيليون أنهم عالجوا ستة أشخاص بينهم اثنان أصيبا بجروح طفيفة وأربعة بنوبات هلع. وقال مصدر أمني فلسطيني إن الطائرات الإسرائيلية شنت غارات على أهداف في قطاع غزة. وأوضح أن الغارات استهدفت مركز مراقبة تابعاً للمقاومة في بيت حانون شمال القطاع، وهدفاً لم تحدد طبيعته بالقرب من مدينة غزة، بالإضافة إلى أرض مفتوحة قرب دير البلح وسط القطاع.

في القدس المحتلة جدد المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك. وأفاد فراس الدبس مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية أن 79 متطرفاً و45 من عناصر مخابرات ومكاتب حكومة الاحتلال اقتحموا الأقصى عبر باب المغاربة بحراسة قوات الاحتلال. وأفاد شهود عيان بأن عضو مجلس بلدية الاحتلال في القدس دان ايلوز اقتحم الأقصى لمباركة زفافه مع زوجته. ودعت «جماعات الهيكل المتطرفة» لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى وإقامة صلوات فيه. كما اقتحمت قوات الاحتلال، ليل السبت/‏‏الأحد مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى، وقامت بتفريغ بعض محتوياته. وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال قاموا بالتجول بأحذيتهم على سجاد المصلى.

ومنعت قوات الاحتلال إقامة دوري العائلات المقدسية لكرة القدم في ملعب «جمعية مركز برج اللقلق» بعد اقتحام مقرها ومصادرة اللافتات الخاصة بالفعالية.

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الأردنية إنها استدعت السفير الإسرائيلي في عمان، لتأكيد إدانة المملكة ورفضها انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، وللمطالبة بالوقف الفوري للممارسات العبثية الاستفزازية في الحرم الشريف، والتي تؤجج الصراع وتشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان سلمان القضاة في بيان، إنه تم إبلاغ سفير إسرائيل رسالة حازمة لنقلها فوراً لحكومته، تتضمن المطالبة بالوقف الفوري لانتهاكات الاحتلال ولجميع محاولات الاحتلال المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم الشريف. وأكد القضاة أنه تم إعلام السفير خلال اللقاء بإدانة المملكة الشديدة لتصريحات وزير أمن الاحتلال الداخلي بخصوص الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك والسماح بصلاة اليهود فيه، كما تم التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة وصلاة للمسلمين فقط.

وأكدت الوزارة إدانتها ورفضها إغلاق بوابات المسجد ومنع دخول المصلين إليه أو وضع أية قيود على الدخول تحت أية ذريعة أو حجة، وفي مختلف الظروف والأحوال.

وشددت على ضرورة احترام إسرائيل لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

ونقل «بيان» صادر عن وزير الخارجية أيمن الصفدي تأكيده «ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فاعلة وسريعة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للمقدسات في القدس المحتلة»، مندداً بالتصعيد الخطير.

وحذر الصفدي خلال لقاء مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى المملكة من «التبعات الخطرة للانتهاكات الإسرائيلية وخطواتها الأحادية، التي تستهدف الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات».

تحذير فلسطيني

من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية حرب الاحتلال المفتوحة على القدس ومواطنيها ومقدساتها ومواقعها الأثرية والتاريخية. وحذرت من مغبة إقدام اليمين الحاكم في إسرائيل، وفي ظل التنافس الانتخابي، على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم ضد المسجد الأقصى المبارك والمواطنين المقدسيين. وأكدت الوزارة أن هذا التصعيد الإسرائيلي دليل واضح على فشل سلطات الاحتلال في كسر إرادة المقدسيين وصمودهم وفي فرض التهويد على المدينة المقدسة. وطالبت الوزارة العالمين العربي والإسلامي التعامل بمنتهى الجدية مع مخاطر وتداعيات عدوان الاحتلال المتواصل على القدس عامة والمسجد الأقصى المبارك خاصة.

Email