إجراءات الاحتلال تقصر الصيد على «السردين»

فلسطينيون في أحد أسواق السمك بغزة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مساحة صيد صغيرة جداً يزدحم آلاف الصيادين على شاطئ المتوسط في بحر غزة للحصول على نصيبهم من الثروة السمكية في مساحة عدة أميال بحرية بعد منع الاحتلال الإسرائيلي للصيادين الفلسطينيين من دخول المساحات المقررة للصيد، ومع هذا التشديد من البحرية الإسرائيلية وملاحقة الصيادين يلجأ عدد كبير منهم إلى الصيد في مساحات قريبة لا تتجاوز ستة أميال بحرية، الأمر الذي يجعلهم لا يخرجون إلا بصيد سمك السردين الصغير أو ما يعرف بـ «البزرة» التي تتربع على عرش البسطات في أسواق غزة، والتي أصبحت روائحها في كل زقاق من مخيمات القطاع بسبب أسعارها البسيطة وطعمها اللذيذ.

وعلى الرغم من ملاحقة الجهات الرسمية للصيادين والتي ترفض أحياناً صيد السمك الصغير، والتي يتم اصطيادها عن طريق شباك ضيقة، وذلك للحفاظ على الثروة السمكية من خطر الانقراض، إلا أن الصيادين في غزة استغلوا فرصة حصار البحر وتحديد مسافات الصيد لصيدها وبيعها في الأسواق.

الصياد أحمد أبو حليمة يقول لـ «البيان»: «إن الاحتلال الإسرائيلي يصر في كل لحظة على التلاعب بأرزاق الصيادين من خلال توسعة مسافة الصيد مرة، وتقليصها مرات، الأمر الذي يمنعهم من صيد أنواع عديدة من الأسماك التي اعتاد عليها صياد السمك في غزة».

أبو حليمة أوضح أن هذه الأسماك الصغيرة يتم صيدها نظراً لعدم قدرة الصياد على الدخول لمسافات كبيرة في البحر بسبب إجراءات حكومة الاحتلال، وقد أصبح الآن مجبراً على صيدها ليس إلا.

وعبر قائلاً: إن صيد هذه الأسماك فرصة للجميع ومصلحة للصياد والمواطن، بحيث إن الصياد يواصل عمله والبحث عن رزقه، ومن حيث إن أسعار هذه الأسماك مناسبة للأسر المعوزة التي تتمكن من شرائها لسعرها الزهيد. وعن أسعار هذه الأنواع من الأسماك، بيّن أن سعرها يبلغ 10 شيكل لكل «4 كيلو» أي أن الكيلو بأقل من «3 شواكل». ويضيف أبو حليمة: كنا قبل سنوات نصيد السردين بمئات الفروش حتى تمتلئ القوارب والسفن، أما الآن فصيدها أصبح شحيحاً لأنها تحتاج إلى مسافات طويلة في البحر للدخول إليها، وزوارق الاحتلال تمنعنا من تجاوز المسافة المسموح بها، ومن يتجاوز يطلق عليه النار والمياه العادمة.

وتعد «البزرة» السردين أكثر الأنواع شيوعاً في غزة، كما أنها مصدر الرزق الوفير للصيادين في القطاع نظراً لاصطيادها بكميات وفيرة، وإقبال الناس عليها بكثرة خصوصاً العائلات الكبيرة والممتدة، فسعرها رخيص، وبالرغم من أنها سمكة مهاجرة ويتم اصطيادها في مواسم معينة، إلا أنها متواجدة دائماً ويمكن صيدها باستمرار.

وكون «البزرة» رخيصة فهي ملاذ المحاصرين، حيث يقول الفلسطيني محمد أبو عيطة لـ«البيان»: أنا أفضل بزرة السردين عن الدجاج، فلدي تسعة أبناء وأشتري رطلاً منها بعشرة شواكل فقط ونأكل منه حتى نشبع، في ظل الظروف الحالية الصعبة. ويعاني الصيادون في قطاع غزة من وضع مأساوي نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على البحر، وتحديد مسافات الصيد. وأمام هذا الواقع المأساوي لواقع البيئة البحرية في قطاع غزة، يرى الجميع أن الحلول لمواجهة صيد هذه الأسماك الصغيرة هو ممارسة الضغط الدولي على إسرائيل لترفع يدها عن البحر، وترك الصيادين الفلسطينيين يمارسون مهنتهم بكل حرية.

Email