موسكو.. الشمس تضفي مزيداً من الفرح في العيد
جانب من صلاة العيد في موسكو | البيان
أكثر من ربع مليون أدوا صلاة عيد الأضحى المبارك في 6 مساجد وميادين، تحيط بها في العاصمة الروسية موسكو وفق تقديرات بلدية العاصمة، وخالفت الأعداد توقعات الكثيرين الذين كانوا يرون أن العدد سيكون أقل من ذلك بكثير، حيث تعيش موسكو أجواء برد وأمطار تخللتها عواصف شديدة، في ظاهرة غير مألوفة في هذا الوقت من العام، لم تسجل إلا قبل 70 عاماً، لكن المدينة أصبحت على طقس دافئ ومشمس، وسجلت أعداد المصلين أرقاماً قياسية وغير مسبوقه في تاريخ روسيا. ولتوفير الظروف المناسبة قامت السلطات المعنية بإلغاء حركة المرور في الشوارع المحيطة بمساجد العاصمة، لإفساح المجال أمام الأعداد الغفيرة من المصلين لتأدية مناسك العيد المبارك، كما فرشت قطع السجاد على الأرض، بسبب عدم استيعاب المساجد لأعداد المصلين الضخمة.
وشهد الجامع الكبير في موسكو، وهو أضخم مساجد القارة الأوروبية مساحة، أكبر تجمع للمصلين، حيث بدأ المصلون بالتوافد في ساعات الفجر الأولى، قبل أن يبدأ مفتى العاصمة رافيل عين الدين خطبة العيد، التي شدد فيها على أهمية صلة الأرحام والتسامح ونبذ الخلافات، والتمسك بالصفات الحميدة التي حث عليها الإسلام. وكما جرت العادة، هنأ الرئيس فلاديمير بوتين المسلمين في روسيا والعالم بحلول عيد الأضحى، مؤكداً في رسالته التي نشرها موقع الكرملين دور المسلمين في دعم الحوار ما بين ممثلي كل القوميات والأعراق، ومساهمتهم في نشر التسامح والتقريب بين أتباع مختلف الأديان والمذاهب.
الإعلامي العربي المقيم في روسيا أشرف رشيد قال لـ«البيان»: إن صلاة العيد في موسكو تعتبر أهم مناسبة تجمع بين المسلمين المقيمين في هذا البلد الشاسع المساحة، لذا يأتي حرصهم على إقامة صلاة العيد جماعة، لما لذلك من أثر في تعزيز صلة الرحم، إضافة إلى أوصار الصداقة بين أبناء الجالية العربية المقيمين في روسيا.
أما عريف أمانوف- من الأصول الأذربيجانية فرأى في حديث لـ«البيان» أن قيم التسامح المتأصلة في روسيا بين أتباع مختلف الديانات في روسيا أصبحت شيئاً مألوفاً، حيث إنه ليس غريباً أن يهنئ أتباع الديانات الأخرة أخوانهم في الإنسانية بأحد أهم أعيادهم، ما يعزز قيم التقارب والتلاقي بينهم. وعقب الصلاة سيطرت الأجواء الاحتفالية على المصلين، والتي شملت توزيع لحوم الأضاحي على المحتاجين، وتقديم الهدايا للأطفال.
