خبراء لـ«البيان»: مصر حقّقت نجاحات باهرة في دحر الإرهاب

Ⅶ مجدي البسيوني

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت مصر نجاحات واسعة في حربها ضد الإرهاب، إذ تمكنت ومنذ عام 2013، من دحر الإرهاب وتقليص عملياته، وتوجيه ضربات استباقية قاصمة للمتطرّفين سواء في سيناء أو في محافظات أخرى، والتغلب على التحديات التي كانت تفرض نفسها على عملية مكافحة الإرهاب.

ويشير مساعد وزير الداخلية الأسبق في مصر، اللواء مجدي البسيوني، لـ«البيان» إلى أنّ التحدي الرئيس مواجهة الإرهاب داخل مصر هو أن الإرهاب لا يتوقف على شخصيات بعينها، ذلك أن هناك شخصيات قد تُستجد ويتم استقطابها للعمل مع الإرهابيين، مشيراً إلى أنّ الجرائم الإرهابية تختلف عن الجرائم الجنائية، إذ عادة ما يكون أفراد العصابة في الجرائم الجنائية محددين ومعروفي الوظائف بعد ضبطهم، فيما يرجّح وجود عناصر أخرى غير معروفة في الجرائم الإرهابية، باعتبار أنّ عناصرها تمّ استقطابهم مُجدداً.

نجاح أمني

في السياق، يرى الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، نبيل نعيم، أنّ قوات الأمن تمكّنت من دحر الإرهاب، خلال السنوات الماضية وتحديداً منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية في 30 يونيو 2013، من خلال مواجهة القوام الرئيس للتنظيمات الإرهابية. وأضاف: «نجاح أمني كبير حققته مصر في مواجهة القوام الرئيس للإرهاب، وهنا أقصد الصفوف الأولى، وما يتم الآن على الأرض من مواجهات مع الإرهاب هو مواجهات مع الصفوف الأخيرة، وهي عناصر أقل خبرة وقوة ومن بينها عناصر جديدة تم استقطابها، وتنفذ عمليات عشوائية بتكليف من الخارج».

ويصف نعيم عناصر الصف الأخير من التنظيمات الإرهابية التي يواجهها الأمن المصري، ويوجه ضربات قاصمة لها من وقت لآخر، على غرار العملية الأخيرة التي تم خلالها تحديد مرتكبي حادث معهد الأورام، بأنهم مجرد أفراد يحصلون على التعليمات من الخارج لتنفيذ عمليات هي في الغالب أكبر بكثير من إمكاناتهم، مشيراً إلى أنّ الهدف من تلك العمليات هو أن يتم الإيحاء بأن مصر غير آمنة، وبعث رسائل للخارج.

مواجهة شاملة

ولعل هناك تحدياً آخر أدركته السلطات المصرية مبكراً وسعت للتغلب عليه، وهو ما يرتبط بضرورة المواجهة الشاملة، وتضافر أجهزة ومؤسسات الدولة في التصدي للإرهاب، من أجل مواجهة فكرية في خطٍ متوازٍ مع المواجهات الأمنيّة، وذلك في مواجهة محاولات غسيل الدماغ والتي يتم بناء عليها استقطاب بعض الشباب للعمل مع تلك العناصر، والإغراءات المالية المقدمة لهم، فضلاً عن المواجهة التكنولوجية من خلال مواجهة الإرهاب بشتى أشكاله عبر الإنترنت، لسد منفذ تواصل واستقطاب تستخدمه الجماعات الإرهابية.

ويؤكّد مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد زكي، أنّ البُعد الأمني في مواجهة الإرهاب ما هو إلا جزء أو حلقة من حلقات المواجهة، لافتاً إلى دور المؤسسات الدينية في تلك المواجهة، ولا سيّما الأزهر الشريف والكنيسة، فضلاً عن دور الإعلام في مواجهة التطرّف.

Email