أطفال فلسطينيون يحملون الألعاب والحلويات.. مطلوبون للاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأيام الأخيرة، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من استهدافها لأطفال القدس، ليس فقط بإطلاق الرصاص والغازات السامة عليهم وضرب من يقع في أيديهم، وإنما باستدعائهم إلى مراكز التحقيق، في انتهاك واضح لاتفاقيات حماية الأطفال، التي أقرتها المواثيق الدولية.

الطفل محمد عليان، الذي لم يتجاوز عمره أصابع اليد الواحدة، واحد من هؤلاء، في مفارقة جارحة تقول إن الآباء باتوا يظهرون أمام أطفالهم بصورة العاجزين، عن درء احتمالية الاعتقال، وأحياناً التعذيب..

«إنها مفارقة موجعة حد البكاء»، قال ربيع عليان والد الطفل، وهو يحاول وصف أبُوّته التي تهشّمت عندما بدا لا حول له ولا قوة، أمام طفله، الذي تلبسه الرعب على أبواب محكمة الاحتلال العسكرية في القدس، بينما كان يحمل بعض الحلويات والألعاب، في طريقه إلى الاستجواب، أمام من يُسمّون «رجال» المخابرات.

ويقول لـ«البيان»: «هذه حقيقة جيش الاحتلال، الذي يلاحق أطفالاً بعمر 4 سنوات، بتهمة إلقاء الحجارة على آلياته المصفحة ضد الرصاص، وهذه فضيحة لسمعة جيشهم الذي يدّعون بأنه لا يُقهر، ولدولتهم التي يتغنون بديمقراطيتها»!.

رسائل ملغومة

نعم، هي رسائل ملغومة، يوجهها قادة الاحتلال، إلى أهالي القدس بوجه عام، بكل ما يرافقها من خوف وهلع يتبدى في وجه الأطفال، وفي مسافات عميقة في نظرات عيونهم، وفي ارتجاف كلامهم، رسائل مفادها: أن أرواحكم ومصيركم في أيدينا، التي لا ترحم كل ما هو في المدى الفلسطيني، حتى لو كانوا أطفالاً لا يدركون ما الذي يجري من حولهم!.

هكذا تتعامل الدولة «الديمقراطية» مع أطفال فلسطين، فما جرى مع الطفل عليان، تكرر بنسخة كربونية مع الطفل قيس عبيد 6 سنوات، من بلدة العيسوية، وقبل أيام كان رصاص الاحتلال يخترق رأس الطفل عبد الرحمن اشتيوي (9 سنوات) من قرية كفر قدوم شرقي مدينة قلقيلية.

واللافت للنظر أن دولة الاحتلال تدّعي التفرد بالديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، غير أن الحقائق على الأرض، تؤكد عكس ذلك، وتكشف زيف ادعائها، فالدولة الديمقراطية لا تحتل شعباً آخر، ولا تمارس بحقه القتل والقمع بشتى صوره وأشكاله، ولا تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، ولا تخرق القوانين الدولية.

حقائق وأرقام

في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة، تناول بشكل خاص، استهداف الأطفال في مناطق الصراع، أظهر أن قوات الاحتلال قتلت خلال العام الماضي 56 طفلاً فلسطينياً، بينما أصابت بالرصاص الحي والمطاطي 2756.

هذه الإحصائيات، تؤشر بوضوح على أن قوات الاحتلال تستهدف الأطفال الفلسطينيين بشكل ممنهج، وتسعى لتحويلهم إلى ذوي إعاقة، محاولة بث الرعب والخوف في نفوس أقرانهم، بعدم المشاركة في التظاهرات السلمية، التي كفلتها القوانين الدولية لمواجهة أي احتلال.

هنا في القدس المحتلة، أسرّة الأطفال ومناماتهم، كمائن للإعتقال، وأحلام محفوفة بالمخاطر، وما يزيد من قمع قوات الاحتلال بحقهم، ويطلق يدها للتفنن بطرق استهدافهم، الدعم الأمريكي الأعمى لها، والضغوطات التي تمارسها الإدارة الأمريكية بحق المنظمات الحقوقية، ما يُبقي الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال دون حساب أو عقاب.

Email