قصة خبرية

حامد رزاز.. طفل أصم أبكم بتر الحوثيون ساقه!

ت + ت - الحجم الطبيعي

معاناة يعيشها الطفل حامد رزاز، فاقداً للنطق والسمع معاً، حالت دون تواصله مع مَن حوله كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتأتي ميليشيا الحوثي وتزيد من مأساته باستهدافها الحي الذي يقطنه لتصيبه إحدى قذائفها الغادرة وتضيف له إعاقة ثالثة ببتر ساقه.

«كاد قلبي يتوقف»، بهذه الجملة عبّر الأب المكلوم عن مشاعره عندما تلقى خبر سقوط قذيفة على منزله، هاتفته زوجته والدموع تنهمر من عينيها، أصابته الصدمة وهرول عائداً إلى منزله ليجد أهالي الحي محتشدين، أصيب عدد من السكان بينهم ابنه حامد الذي تمّ إسعافه لأحد المستشفيات. ويضيف الأب: «أصبت بحالة من الصدمة والانهيار عندما رأيت طفلي في المستشفى والدماء تتدفق بغزارة منه وكاد يغمى عليّ». ويشير رزاز إلى أن طفله كان يلعب أمام المنزل في حي كلابة، رغم الصعوبة التي كان يعانيها في التواصل مع أقرانه من الأطفال بسبب حالته، إلا أنه كان يجد طريقة للعب معهم حتى زادت المعاناة بعد القذيفة أرسلتها الميليشيا وأدت إلى بتر قدمه.

غيبوبة

التقت «البيان» بالطفل حامد في مدرسته المخصصة للصم والبكم، وشرح عبر «لغة الإشارة» ما الذي حدث في ذلك اليوم، ووصف الانفجار الذي حدث والإصابة التي تعرّض لها في قدمه اليمنى. تترجم مدرسته «هدى» كلماته وتحولها من لغة الإشارة: «كنت ألعب أمام منزلنا مع أربعة من أطفال الجيران وفجأة شعرت باهتزاز كبير ودخان يتصاعد من حولنا، وسقطت على الأرض وشاهدت الدماء من تنسكب من قدمي، ودخلت بغيبوبة ولم أعرف شيئاً حتى وجدت نفسي داخل المستشفى وقد تم بتر قدمي».

وقدم الطفل «حامد» بلغة الإشارة مجموعة من التساؤلات: «متى تتوقف الحرب؟ وهل ستعود قدمي كما كنت حتى أستطيع اللعب مع إخوتي الأطفال؟»، تساؤلات مليئة بالوجع والقهر الذي تسببت به جرائم ميليشيا الحوثي.

آثار نفسية

ويقول والد الطفل حامد إن ابنه أصبح أكثر عدوانية ويتعامل بانفعال وعصبية حتى يُغمى عليه ويسقط على الأرض مغشياً عليه بسبب حالة العصبية التي يعانيها، وأن حالته النفسية ساءت جداً بعد بتر قدمه ودخوله في حالة من العزلة والانزواء. وأضاف: «يقف ابني طويلاً في شباك المنزل يشاهد الأطفال يلعبون في الحي ويصرخ في صمت: «أريد اللعب معهم»، لكنه لا يستطيع بسبب قدمه المبتورة، الأمر الذي زاد من معاناته وآلمه بعد أن اجتمعت فيه ثلاثية المعاناة فقدان السمع والنطق والحركة».

Email