تقارير «البيان»

حرب الاغتيالات في سوريا.. الجاني مجهول

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تنجُ المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة في سوريا من الفوضى الأمنية وعمليات الاغتيال المتكررة، التي تستهدف قيادات في المعارضة، رغم أن هذه المناطق خالية من أي تواجد للحكومة السورية أو أجهزتها الأمنية، ما يشير إلى حالة من التوتر والصراع داخل تلك المناطق.

وبحسب مراكز دراسات، فإن محاولات الاغتيال منذ نوفمبر وحتى يناير الماضيين بلغت 91 محاولة ضمن مناطق ريف حلب ومحافظة إدلب.

وتقول الإحصائيات؛ إن عمليات الاغتيال في مناطق درع الفرات مثلاً بلغت 15 محاولة اغتيال، أقصاها في ديسمبر بمجموع 6 محاولات، على الرغم من أن هذه المناطق تحت سيطرة المعارضة منذ ثلاثة أعوام بعد الحملة على تنظيم داعش في العام 2016.

واللافت أن عمليات الاغتيال تمر مرور الكرام، دون معرفة الفاعل الحقيقي كشخص أو جهة أو جهاز أمني، ما يعكس حجم الصراع الأمني والتحديات في تلك المناطق.

عبوة ناسفة

وفي أحدث عمليات الاغتيال في مناطق درع الفرات، وقعت أمس، إذ اغتيل القيادي فيما يسمى بـ«الجيش الوطني» فيما أصيب أولاده وزوجته بجروح متفاوتة، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته، في ريف حلب الشمالي.

ويشغل حجازي، رئيس قسم البرقيات في شرطة «أعزاز» العسكرية، وهو من أبناء بلدة «منغ»، حيث تم استهدافه بعبوة ناسفة انفجرت في سيارته أثناء قيامه بزيارة لأحد أقاربه في بلدة «تركمان بارح»، الواقعة بين منطقتي (صوران، أخترين) بريف حلب الشمالي.

ولم تسلم العاصمة دمشق من حرب الاغتيالات المجهولة، حيث وقع انفجار أول من أمس قرب السفارة الإيرانية في منطقة المزة في العاصمة دمشق، ليتبين فيما بعد أن المستهدف سيارة التاجر الفلسطيني السوري أيهم عساف، المقرب من الحكومة السورية، ما أثار تساؤلات عن المنفذ لهذه العملية رغم الاحتياطات الأمنية الشديدة في العاصمة دمشق.

وفي منتصف يوليو الماضي، استهدفت عبوة ناسفة سيارة نائب قائد الشرطة العسكرية المدعومة من تركيا في منطقة الراعي على الحدود السورية التركية، ما أسفر عن إصابته بجراح بالغة ومقتل نجله على الفور.

عمليات عديدة

وفي درعا لا يختلف الأمر كثيراً عن مناطق درع الفرات، فقد وقعت عمليات اغتيال عديدة في درعا استهدفت قيادات من كل الأطراف المعارضة والحكومة والمقربين من إيران وروسيا أيضاً، ما يشير حجم الصراع وعدم التفاهم على ضرورة إيجاد بيئة أمنية يقبل بها الجميع.

وخلال الشهر الماضي، شملت الاغتيالات شخصيات في المجالس المدنية من المدينة، وضباط في الجيش السوري، وكذلك قيادات سابقة في الجيش الحر، ما يجدد التساؤل مرة أخرى حول الهدف من هذه العمليات ومن يقف وراءها.

ويرى مراقبون أمنيون، أن عمليات الاغتيال قد تكون تصفيات من داخل الأجهزة الأمنية المتناقضة في مناطق درع الفرات، والتي تبدو في حالة فوضى أمنية كبيرة بسبب الصراعات الداخلية على المناصب الأمنية. أما الوضع في درعا، فيختلف إلى حد كبير بسبب تنوع اللاعبين الرئيسيين فضلاً عن وجود بقايا من الفصائل المسلحة التي قبلت بالتسوية مع الحكومة السورية، إلا أنها لا تزال تحمل السلاح.

تصفيات

ويرى الخبير في الشؤون الأمنية، خالد الفهة أن مثل هذه الأجواء في سوريا التي تعقب الحرب، تبدأ حرب من نوع جديد تسمى بحرب التصفيات، وهي مرتبطة بمفرزات الحرب والصراع خلال السنوات الأخيرة. وأضاف من الصعب معرفة الجهات التي تقف وراء هذه العمليات، باعتبار الساحة السورية مفتوحة على كل أجهزة الاستخبارات في العالم، وبالتالي قد تعاني سوريا من الخلل الأمني لفترة طويلة حتى يتم بسط هيبة الدولة الأمنية، مؤكداً أن العديد من الدول لها مصالح في التخلص من بعض الشخصيات والقيادات التي ساهمت في سنوات الحرب.

Email