صدر حديثاً عن مركز دراسات البحرين بجامعة البحرين، دراسة وثائقية للدكتور محمد أحمد عبدالله بعنوان (آل خليفة في شبه جزيرة قطر: دراسة في الجغرافيا السياسية)، وهي دراسة تاريخية موثّقة، توجّه صفعة جديدة لحكام آل ثاني في قطر بمحاولاتهم العبثية لتزييف التاريخ واختلاق الحقب الزمنية المختلقة والمخالفة للوقائع.

وتلقي الدراسة الضوء على حقبة مهمة من تاريخ شرقي الجزيرة العربية، وهي الحقبة التي حكم فيها آل خليفة من تحالف العتوب شبه جزيرة قطر قرابة القرنين. وتركز الدراسة على حقبة من تاريخ شرقي الجزيرة العربية ومفاصلها التاريخية الرئيسة، وهي الحقبة التي حكم فيها آل خليفة شبه جزيرة قطر لــ175 عاماً، أي نحو ستة أجيال.

وذلك منذ تأسيس دولتهم في الزبّارة على الساحل الشمالي الغربي من شبه جزيرة قطر، في بداية ستينيات القرن الثامن عشر عام 1762، وحتى نهاية العام 1937، وقد شهدت هذه الحقبة أحداثاً ووقائع تغير معها واقع الجغرافيا السياسية لشبه جزيرة قطر، وتبدّلت خريطتها.

وأكدت الدراسة أهمية العودة إلى قراءة تفاصيل المحطات المهمّة في التسلسل الزمني لتاريخ شبه جزيرة قطر، خلال عهود حكام آل خليفة العشرة الذين تعاقبوا على الحكم في تلك الفترة، من المؤسس الحاكم الأول الشيخ محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل العتبي (‪1762-1772‬) وحتى الحاكم العاشر الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة (‪1932-1942‬).

وذلك في ضوء اتجاهات المدارس الحديثة في التاريخ، والتي من أبرزها مدرسة الحوليات الفرنسية، للوقوف على ما تم من تحوّلات تاريخية مهمة خلال هذه الفترة، من تاريخ حكم آل خليفة في شبه جزيرة قطر.

كما تناولت الدراسة نسب آل خليفة وارتحالهم، ووجودهم في شبه جزيرة قطر، وتعاقبهم على حكم جزيرة قطر وجزر البحرين، ومعارك آل خليفة في شبه جزيرة قطر، والنفوذ العثماني والبريطاني في المنطقة، في الفترة التي تناولتها الدراسة.