نصار طقاطقة.. شهيد التعذيب في سجون الاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن عائلة طقاطقة تعرف أي تفاصيل عن ابنها نصار الذي اعتقلته قوات الاحتلال من بيته في بلدة بيت فجار شرقي بيت لحم، سوى ما سمعته من وسائل الإعلام بعد إعلان استشهاده داخل سجون الاحتلال.

خبر وقع كالصاعقة على الأسرة التي لم تتوقع أن تكون المسافة الزمنية قصيرة بين اعتقال ابنها وإعدامه. والدة نصّار اعتقدت أن اعتقال نجلها سيكون لساعات أو أيام، لكنها لم تعلم أنه الوداع الأخير، وتقول: «ابني لم يسجن قبل ذلك، وهذه المرة الأولى التي يعتقل فيها». ونفت أم نصار مزاعم الاحتلال بأن ابنها كان يعاني من اضطرابات عصبية، وقالت: «نصار استشهد نتيجة التعذيب، فطوال فترة اعتقاله لم يتم السماح للمحامي بلقائه.. ولم نعرف عنه شيئاً طوال فترة اعتقاله».

المتّهم دائماً

وليس أمام الفلسطينيين سوى الاحتلال وأعوانه يتّهمونهم بارتكاب هذه الجريمة أو تلك، ومنها تعمد قتل نصار بعد تعذيبه، ليضاف إلى 220 أسيراً استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ العام 1967، نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي وسوء المعاملة. شريف طقاطقة ابن عم الشهيد، قال إن القوة الإسرائيلية كسرت منزل نصار لحظة اعتقاله، ولم يستطيع أحد من عائلته مساعدته، بعدما تعمّد الجنود ضربه وتعذيبه أمام أهله، فذرفت عائلته الدموع أمامه من دون أن تستطع أن تفعل ما يمنع نقله للسجن.

اقتحام وتخريب

يقول شريف لـ«البيان»، «إن قوات الاحتلال عادت بعد عشرة أيام على اعتقال نصار إلى بيته وكسّرت وخرّبت بيته الذي كان يعمل على تجهيزه قبل الزواج.. حتى الرخام والحجارة كسرتها. وأضاف: نصار انقطعت أخباره من لحظة اعتقاله، بعد منعنا من زيارته والتواصل معه من خلال المحامي، وتنقل خلال هذه الفترة بين عدة سجون، إلى أن وصل خبر استشهاده».

وقال إن نصار شاب بسيط وخلوق جداً، وكان يعمل في «الرخام»، وحياته فقط العمل والبيت. وكان خبر استشهاد نصار طقاطقة فاجعاً وصادماً لأسرته وكل بلدته بل وكل المدن والبلدات والقرى الفلسطينية التي عمها الحزن والسواد. يذكر أن نصار هو الفلسطيني العاشر الذي يسقط شهيداً خلف قضبان سجون الاحتلال منذ مطلع العام 2018.

Email