"ساحة الحرية".. عرش البشير في قبضة الثّوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثر من السودانيين لم يشعروا بحجم التغيير الذي حدث في بلادهم، وأن عهد البشير الذي ارتبط عندهم بكمّ كبير من الفظاعات قد ولّى إلى غير رجعة، إلا عندما صعد اليوم مجموعة من الثوار إلى أعلى «الساحة الخضراء» سابقاً وقاموا بإنزال بعض اللافتات التي تمجّد نظام الرئيس البشير ووضعوا مكانهما لافتات تدعو إلى الحرية والسلام وتحقيق العدالة، معلنين تغيير اسم هذه الساحة التي تتوسط العاصمة الخرطوم إلى «ساحة الحرية».

ووقف عدد القيادات الوسيطة للاحتجاحات التي أطاحت نظام البشير في أعلى المنصة الخرسانية المؤلفة من مستويين، والتي لم يكن يسمح لغير البشير ورجاله بالظهور عليها، مرددين بحماس شديد شعارات الثورة. فيما رفع متظاهرون احتشدوا في المكان لافتة تكرّم مَن سقطوا قتلى خلال الاحتجاجات.

وتعد «الساحة الخضراء» التي وجّه منها البشير خلال يناير الماضي آخر خطاباته في الخرطوم متحدياً الثوار ومتوعداً بإخماد الثورة أحد الرموز المهمة لنظام «الإخوان» في السودان فمن هذا المكان كان التنظيم يجيش أفراده للحرب العبثية في جنوب السودان ويعقد لقاءاته الجماهيرية منذ عام 1992، حيث تم تشيدها بمنحة من نظام العقيد القذافي، وسُميت بهذا الاسم في إطار ما أطلق عليه آنذاك التوأمة بين الخرطوم وطرابلس، وظلت منذ ذلك التاريخ مكاناً محبباً لـ«إخوان» السودان فيها يعقدون لقاءاتهم واستعراضاتهم العسكرية ومبغوضاً من السودانيين.

ملكية

وتعود ملكية الساحة التي تبلغ مساحتها 184 ألف متر مربع، لرئاسة الجمهورية، وفي أعقاب أن ساءت سُمعة المكان بعدما بات السودانيون ينظرون إليه كأحد الأوكار الأمنية، التي تشهد فظاعات، قام النظام بتخفيف القبضة الأمنية المفروضة عليه بل ذهب إلى تطويرها لتصبح أجزاء منها متنزهاً عاماً، حيث خصص 20 فداناً وقام بزراعتها بالنجيل والزهور وافتتح فيها مضماراً للمشي تبلغ مساحته 1800 متر مربع كأطول مضمار فى البلاد، إلى جانب إنشاء ميادين للرياضة ولعب للأطفال، وتم افتتاح تلك التجهيزات أمام الجمهور في عام 2012.

مشهد

ويستذكر صديق هكذا طلب من «البيان» أن تسميه بالمظاهرة التي تمت أمس في الساحة الخضراء واقعة شخصية يقول في هذا المكان ودعت أخي الأصغر مبشر وهو ذاهب إلى «الجهاد»، وهو الاسم الذي أطلقه «الإخوان» آنذاك على الحرب في جنوب السودان، ولم يعد يقول: «كان المشهد يومها سريالياً مخيفاً، الجميع يتحدث بالموت ويغني له، بينما اليوم الجميع يتغنى بالحياة، ويتحدث عن المستقبل المزهر لهذه البلاد، ليت أخي كان هنا الآن ليعرف الفرق بين الدعويين»، ويضيف صديق: «لقد غسلوا دماغ مبشر بأن من يذهب الى الجنوب ويموت هناك سيدخل الجنة كان صغيراً فصدقهم«،لافتاً الى ملفات الفساد التي باتت تعج بها صحافة الخرطوم بعد سقوط البشيرقائلاً خدعوا الشباب واغتنوا من المال الحرام، وها نحن نقرأ يومياً ما تنقله الصحافة من فسادهم».

كلمات دالة:
  • الخرطوم،
  • السلام ،
  • الحرية،
  • الساحة الخضراء،
  • البشير
Email