محاكم الاحتلال ميادين انتقام من ذوي الأسرى

Ⅶ من جلسات محاكمة الطفل أحمد مناصرة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد حضور أهالي الأسرى الفلسطينيين للمحاكم العسكرية الإسرائيلية من أبرز فصول المعاناة التي يعيشونها كل يوم نتيجة لما يتعرّضون له من ممارسات أمنية وانتظار وتفتيش وإذلال واستفزازات حتى دخول قاعة المحكمة، إلى جانب معاناة الوصول إليها، إذ يحول الاحتلال محاكمه الظالمة إلى ميادين للانتقام من ذوي الأسرى الذين يتوافدون من كل حدب وصوب ليسرقوا نظرة وبعض الكلمات من عيون وأفواه ذويهم المعتقلين، علّها تعيد الحياة لأجسادهم المرهقة.

والدة الأسير مصطفى المصري من نابلس شمال الضفة المحتلة، تروي لـ«البيان» تفاصيل معاناتها في الوصول إلى محكمة سالم العسكرية الإسرائيلية لحضور جلسة محاكمة ابنها القابع في سجن مجدو العسكري قائلة: «في المحاكمة الأخيرة لابني حرمت عناصر الشرطة الإسرائيلية الأهالي من حضور جلسات محاكم أبنائهم بشكل متعمد ومن دون أي سبب يذكر، سوى تعمّد الإذلال، وتركوهم فترات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، علماً أن معظم الأهالي الموجودين هم من النساء والأطفال».

تعذيب نفسي
وتضيف الوالدة «إن الإرهاق الجسدي والنفسي ليس وحده ما يواجه عائلات الأسرى، فرؤية الأسرى داخل المحكمة بعد رحلة عذاب لهم في البوسطة من سجنهم إلى المحكمة وتبدو على وجوههم علامات الإرهاق والتعب والبؤس والحزن وهم مقيدو الأيدي والأرجل يعتبر تعذيباً نفسياً للأمهات والأهالي، ومع كل هذه العذابات نتحمل ونقبض على الجمر من أجل رؤية أبنائنا وبناتنا الأسرى والأسيرات، والاطمئنان على أوضاعهم الصحية».

بدورها تضطر زوجة الأسير المريض لؤي فريج إلى ترك أطفالها منذ ساعات الفجر الأولى وتذهب لحضور محاكمة زوجها وتعود في وقت متأخر، بسبب إجراءات التفتيش والتأخير المتعمد، الأمر الذي يزيد من قلقها على أطفالها.

وعلاوة على ذلك تقول زوجة الأسير فريج: «ينتظر الأهالي لأكثر من 6 ساعات، في قاعة الانتظار المكتظة بالأهالي وسط جو من الإرهاق والإعياء، لا سيما لكبار السن، ولا يشاهدون الأسرى إلا لدقيقتين، وفي كثير من الأحيان يمنع الأهالي من التحدث مع الأسير، فضلاً عن أنه من الممكن أن يدخل الأهل في نهاية المحكمة ولا يشاهدون أبناءهم».

Email