الجيش يسيطر على 90 % من الأرض والعالم يدرك أننا نحارب الإرهاب نيابة عنه

وزير خارجية الحكومة الليبية المؤقتة لـ «البيان»: سنكسر مؤامرات محور الشر الإخواني في طرابلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد وزير الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة، عبد الهادي الحويج، أن الشعب الليبي سيتصدى بكل قوة لأي تدخل تركي مباشر في بلاده، وأن أي اتفاقيات استراتيجية يعقدها المجلس الرئاسي مع أنقرة، تعتبر في حكم الملغاة، باعتبارها لا تحظى بتزكية البرلمان، الجهة التشريعية الوحيدة في البلاد، ولا بالقبول الشعبي، وتابع «نحن مستعدون للتصدي لمحور الشر الإخواني».

وقال الحويج في مقابلة مع «البيان»، إن موضوع نقل مسلحين إرهابيين من أدلب السورية إلى غربي ليبيا ليس جديداً، وسبق أن تحدثت عنه القيادة العامة للقوات المسلحة ومجلس النواب والحكومة المؤقتة، قبل أن يتناوله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي في روما، وأضاف أن هناك مئات من الإرهابيين المرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش من جنسيات مختلفة، تم نقلهم إلى الأراضي الليبية عبر تركيا، من بينهم من يقومون بتدريب المليشيات الإرهابية في مدن مثل مصراتة والزاوية، ومنهم من يشارك في المعارك في أكثر من محور، ومن بينهم من تم إعدادهم لتنفيذ أعمال إرهابية نوعية في البلاد.

معطيات
وتابع الوزير الليبي «لدينا معطيات كاملة عن هذا الملف، ومن ذلك وثائق وصور توصلنا إليها، لكن أن يتحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باعتباره رئيس دولة كبرى ودائمة العضوية في مجلس الأمن، فإن ذلك يمثل إضافة مهمة بالنسبة لنا، ونعتبره إدانة علنية لمحور الشر، الذي ما انفك يتآمر على بلادنا وشعبنا، والذي لا يدخر جهداً في العمل على الإبقاء على الفوضى العارمة التي تعرفها طرابلس، وبعض مناطق غربي البلاد، الخاضعة لحكم المليشيات والجماعات الإرهابية».

وأبرز الحويج أن قوى الإسلام بمختلف تفرعاتها، تعتبر أن ما يدور في غربي ليبيا حالياً هو معركة مصير ووجود بالنسبة لها، لذلك لوحظ تقارب بين تنظيمي داعش والقاعدة تحت غطاء إخواني مدعوم من تركيا وقطر، وبات هناك تنسيق واضح بين مختلف تلك الأطراف في مختلف محاور القتال، ومن ذلك ما حدث مؤخراً في مدينة غريان، التي تعرضت لهجوم شاركت فيه جماعات مرتبطة بالقاعدة وداعش، كانت قد فرت من وقع ضربات القوات المسلحة في بنغازي ودرنة، إلى جانب جماعات رديفة من المنطقة الغربية ومرتزقة أجانب، وبعض الإرهابيين الذين تم نقلهم من إدلب، وأصبحوا يتحركون ملثمين في المدينة، لبث الرعب في السكان المحليين، دون الكشف عن ملامحهم غير الليبيين.

وتابع الحويج أن ما قيل عن تورط شركة طيران يملكها عبد الحكيم بالحاج زعيم ما يسمى بالجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والملاحق بسبب تورطه في جرائم إرهابية، من بينها عملية براك الشاطئ ضد عسكريين ليبيين، في نقل إرهابيي أدلب إلى طرابلس ومصراتة، بات أمراً معلوماً لدى الجميع، وأن بالحاج يشرف شخصياً على تلك العملية.

التدخل التركي
وحول الموقف التركي الداعم للمليشيات، وزيارة رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، الأخيرة إلى أنقرة، واجتماعه مع أردوغان، والحديث عن تحالف بين الطرفين، قال الحويج «الشعب الليبي يدرك حقيقة الدور التخريبي التركي في بلاده، وهو مستعد للتضحية بالنفس والنفيس لمنع عودة الاحتلال العثماني إلى ليبيا، وهناك موقف موحد بين مجلس النواب والحكومة المؤقتة والقيادة العامة للقوات المسلحة، والفعاليات الاجتماعية وعموم الليبيين، لرفض أي تدخل تركي، مهما كان مستواه».

وشدد الحويج «نحن مستعدون لكل الخيارات، وسنواجه التدخل التركي، كما واجه أجدادنا الاحتلال العثماني، ولن نقبل انتهاك سيادة بلادنا تحت أي مسمى، ولن تكون هناك أية قاعدة تركية في ليبيا، مهما حاول الإخوان ذلك، ومن بلادنا سينتهى مشروع التوسع التركي، وستنكسر مؤامرات محور الشر الإخواني الإرهابي».

العالم ودول الجوار
إلى ذلك، أوضح الحويج أن العالم «بات يعرف حقيقة ما يدور في ليبيا، وأغلب دوله تدعم خيارات الشعب الليبي في معركة التحرر من حكم المليشيات والإرهابيين والمرتزقة، وما حدث خلال الجلسات المتلاحقة لمجلس الأمن، نعتبره انتصاراً لموقفنا، واعترافاً ضمنياً بأننا نقوم معركة ضد الإرهاب، كما أن أغلب العواصم باتت تتجه لفتح قنوات حوار مع الحكومة المؤقتة، باعتبارها صاحبة الدور الحقيقي على الأرض».

وأبرز أن «دول الجوار لها دور مهم، وعليها أن تمتلك الشجاعة وتنخرط أكثر في الملف الليبي، وعندما يخرج الليبيون إلى النور، ويتجاوزون أزمتهم، سينعكس ذلك على الجميع، وقال «على دول الجوار أن تتعامل مع حكومتنا المؤقتة، لأنها الحكومة الشرعية، وفق مجلس النواب المنتخب الذي انبثقت عنه، ووفق أحكام الجغرافيا، حيث تسيطر على أكثر من 90 % من المساحة الإجمالية للبلاد».

المعركة مستمرة
أكد وزير الخارجية للحكومة المؤقتة، أن معركة تحرير طرابلس مستمرة، ولن تتوقف إلا بعد تحرير العاصمة من حكم المليشيات والعصابات الإرهابية، وأضاف أنه وبعد التحرير مباشرة، سيتم الإعلان عن تشكيل حكومة وطنية، تحظى بثقة مجلس النواب المنتخب، ستشرف على تنفيذ مراحل الحل السياسي وتنظيم الانتخابات.

 

Email