تقارير « البيان »

«العسكري السوداني».. خطوات باتجاه سلام دائم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقاء يمكن أن يكون له ما بعده، ذلك الذي جمع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، برئيس حركة تحرير السودان، مني أركوي مناوي، بجانب وفد رفيع من حركة العدل والمساواة، برئاسة رئيس مجلسها التشريعي، الطاهر الفكي، فاللقاء الذي عقد في انجمينا، برعاية الرئيس التشادي إدريس دبي، كان هو الأول، بعد قرار المجلس العسكري تشكيل لجنة عليا برئاسة حميدتي، للتواصل مع الحركات المتمردة، من أجل الدخول معها في تفاهمات لإنهاء الحرب، وتحقيق السلام في المناطق الملتهبة بالبلاد.

ويمثل الاجتماع، الذي شارك فيه بجانب الفريق أول حميدتي، مدير الأمن والمخابرات السوداني، الفريق أبو بكر دمبلاب، وممثلون للاستخبارات العسكرية، يكتسب أهميته من كونه خطوة عملية في اتجاه السلام، كما أن من شأنه كسر حالة الجمود التي تكتنف الأزمة السودانية، في ظل التجاذبات السياسية التي حالت دون التوصل إلى توافق في ما بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، حول ترتيبات الفترة الانتقالية، التي توافقت الأطراف على أن تكون ثلاث سنوات، خصصت الستة أشهر الأولى منها لتحقيق السلام.

وإن كانت الخطوة لا تعدو عند البعض، عن كونها مناورة سياسية، أراد بها المجلس العسكري رفع سقف تفاوضه المتوقع مع قوى الحرية والتغيير، من خلال إرسال رسائل في بريدها، مفادها أنه قادر على إحداث اختراق في الأزمة، وإن كان ذلك عبر أطراف أخرى أكثر تأثيراً، باعتبار ما بيدها من سلاح، إلا أن مخرجات اللقاء الذي جمع المتحاربين القدامى، المتحاورين الجدد، تشير إلى أن شيئاً ما يمكن أن يحدث على الأرض، في ما يتعلق بملف الحرب والسلام.

إذ يؤكد عضو المجلس العسكري، الفريق ياسر العطا، في تصريح لـ (البيان)، أن السلام يعد أولوية للمجلس العسكري، باعتبار أن المؤسسة العسكرية هي أكثر المؤسسات بالبلاد التي اكتوت بنيران الحرب لعقود، وأعلن استعداد المجلس للجلوس مع كافة فصائل التمرد، من أجل الوصول معها إلى تفاهمات تضع حداً للحرب، وتقود إلى السلام عبر ترتيبات أمنية وسياسية شاملة، تدخل تلك الفصائل في الحياة السياسية بعد انتهاء أجل الفترة الانتقالية، وهو ذات الذي أمن عليه لقاء انجمينا، حيث أكد على ضرورة شمولية الحل، بدعوة جميع الحركات المسلحة الأخرى بالانضمام للعملية السلمية.

فما تمخض عنه اللقاء، يمكن أن يكون لبنة في سبيل بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة، إذ إن اللقاء هدف في المقام الأول، إلى البحث عن فرص تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان، كما أمن على أولوية السلام لتحقيق الأهداف الوطنية مجتمعة، كما أكد الأطراف رغبتهم الصادقة في تحقيق السلام، وأتبع الأطراف ذلك التأكيد باتفاقهم على تجديد إعلان وقف العدائيات، وتهيئة الأجواء للتفاوض، وأهمية الإسراع في الدخول في عملية التفاوض بأعجل ما تيسر.

وفي الإطار ذاته، يتوقع أن يغادر الخرطوم خلال الساعات المقبلة، وفد من الحرية والتغيير إلى عاصمة جنوب السودان جوبا، بدعوة من رئيس جنوب السودان، الفريق سلفاكير ميارديت، بغرض النقاش والحوار معه، في إطار إيجاد مداخل لسلام دائم في السودان، وقالت مصادر بالحرية والتغيير لـ «البيان»، إن اللقاء ربما يشهده بعض قادة الحركات المسلحة.

Email