محللون لـ«البيان »: إيران تخاطر بالسقوط عبر سياسة حافة الهاوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة أخرى تحاول إيران ممارسة سياسة حافة الهاوية التقليدية التي باتت سمة مميزة من ميزات السياسة الإيرانية طوال السنوات العشر الماضية، إلا أن هذه السياسة أثبتت أنها تكون مدمرة حين تكون الحسابات خاطئة، وهو ما تشير إليه التجارب الإيرانية السابقة مع الولايات المتحدة.

بعد تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الضربة في اللحظات الأخيرة، تحاول إيران استفزاز الولايات المتحدة والغرب عموماً من خلال تجاوزها الحد المسموح لمخزونها من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي، الأمر الذي دعا الرئيس الأمريكي للقول وبشكل واضح؛ إن «إيران تلعب بالنار»، وربما ينفد صبر الرئيس الأمريكي حيال طهران، خصوصاً في ظل استمرار تيار واسع من داخل البيت الأبيض بالضغط من أجل لجم إيران.

تغيير أمريكي

لا يستبعد مراقبون سياسيون أن يغير الرئيس الأمريكي موقفه من إيران ويتجه لمواجهة محدودة بعد تصريحاته الأخيرة من أن إيران تلعب بالنار، خصوصاً في ظل الحديث عن تفويض 2001 الذي صدر في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ويقضي بالسماح للرؤساء الأمريكيين استخدام القوة العسكرية في أنحاء العالم، وأكدوا أن الولايات المتحدة لم تلغ الضربة العسكرية، وإن كانت محدودة، إلا أنها ترى أن الأمر ما زال مبكراً لاختبار إيران أيضاً بعد كل هذه التحركات الأمريكية العسكرية.

وقال المحلل العسكري أحمد حمادة، إن المسألة الإيرانية مفتوحة على كل الاحتمالات في هذه الفترة، خصوصاً وأن إيران هي التي تحرك المياه الراكدة وتتبع أسلوب الاستفزازات ضد الخليج والولايات المتحدة.

وأضاف أنها من خلال تجاوز الحد المسموح لمخزونها في التخصيب فإنها تريد أن توجه رسالة أن الطموحات النووية لا تزال قائمة، رداً على نسف الرئيس ترامب للاتفاق الذي أبرمه باراك أوباما، مشيراً إلى أن عهد الرئيس ترامب مليء بالمفاجآت.

ضربات موجهة

أما المحلل عبدالمنعم نعسان فرأى أن الحل مع إيران هي الضربات الموجهة، مشيرا إلى أنها ستستخدم كل الأوراق الطائفية والداخلية في المرحلة الحالية خصوصا بعد تراجع الرئيس ترامب عن الضربة. وقال نعسان: من الواضح أن إيران أخذت تتنفس بعد تراجع ترامب عن الضربة العسكرية المقررة وهذا قد يجعل إيران تسقط في الهاوية بارتكاب خطأ يفوق قدرة ترامب على التحمل.

ومن المحتمل أن تذهب الخطوة الإيرانية إلى تصعيد جديد بين إيران والغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس عبر بشكل كبير عن مخاوفه من الخطوة الإيرانية.

وتنطبق هذه المخاوف على الدول الأوروبية أيضا التي حذرت إيران من هذا الجنون، الذي من شأنه أن يدخل المنطقة في مواجهة جديدة.

دعوة للتعقل

يعتبر إعلان طهران عن تجاوز الحد المسموح باليورانيوم أول تحرك على هذا المستوى ينتهك شروط الاتفاق منذ انسحبت منه الولايات المتحدة قبل أكثر من عام، وهي خطوة قد تكون لها عواقب مع الدول الأوروبية التي دعت طهران إلى مزيد من التعقل، خصوصاً وأنها تسعى للإبقاء على آخر خيوط التهدئة بين طهران وواشنطن.

Email