القبائل تعلن التطوع بعد إعلان النفير العام في وجه التدخل التركي

الجيش الليبي يطلق عملية «عاقبة الغدر»

Ⅶ الدخان يتصاعد من أحد مواقع الميليشيات في تاغوراء | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الجيش الليبي الوطني حالة الاستنفار العام، متوعّداً ميليشيات طرابلس بغارات غير مسبوقة، مطلقاً عملية «عاقبة الغدر» في وقت اعتبر البرلمان الليبي التهديدات التركية بمثابة إعلان الحرب على ليبيا.

وقال الجيش الوطني الليبي، إنه أطلق عملية «عاقبة الغدر» رداً على المجزرة التي نفذتها ميليشيات إرهابية الأربعاء الماضي في حق العشرات من منتسبي الأمن والجيش في مدينة غريان، تزامناً مع إعلان رئيس مجلس النواب، القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، المستشار عقيلة صالح حالة التعبئة والنفير العام لمواجهة العدوان التركي على الأراضي الليبية.

وجاء هذا الإعلان عقب التهديدات التي أطلقتها تركيا، أول من أمس الأحد، للقوات المسلحة الليبية بأنها ستكون «هدفاً مشروعاً». وعلمت «البيان» أن رئيس مجلس النواب الليبي وجه رسائل عاجلة إلى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي طلب فيها عقد اجتماعات عاجلة لدراسة ملف التدخل التركي في الشؤون الليبية.

وقالت مصادر لـ«البيان»، إن البرلمان وجه رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي دعاه فيها إلى عقد اجتماع طارئ للاتحاد رداً على ما وصفه بالغزو التركي لليبيا، ووفق المصادر ذاتها، فإن البرلمان الليبي قرر توجيه وفود من عدد من العواصم الإقليمية والدولية للكشف عن طبيعة المعركة التي يشنها الجيش الوطني على الإرهاب والتدخل التركي لدعم الميليشيات.

وبدأت القبائل الليبية، أمس، في إعلان التعبئة عبر الدفع بأبنائها إلى التطوع للالتحاق بجبهات القتال، والتصدي للتدخل التركي، فيما رجحت مصادر لـ«البيان» أن يدعو المشير خليفة حفتر جيش الاحتياط للالتحاق بالوحدات العسكرية رداً على التدخل التركي، وأكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة أن الميليشيات الإرهابية تكبدت خسائر في محاور وادي الربيع، وعين زارة ليلة الأحد /الاثنين، ولم تتوقف حركة إخلاء القتلى والجرحى حتى وقت قريب.

عاقبة الغدر
وعلمت «البيان»، أنه ولأول مرة لوحظ ليلة أول أمس تحليق خمس طائرات حربية تابعة للجيش في وقت واحد، كما قام سلاح الجو بإدخال طائرة جديدة من نوع إف 16 إلى ساحة العمليات.

وقال آمر سلاح الجو الليبي اللواء محمد المنفور لـ«البيان»، إنه تم إطلاق عملية «عاقبة الغدر» لترد بالشكل المناسب على الجريمة البشعة التي ارتكبتها الميليشيات في مدينة غريان (75 كلم جنوب طرابلس) الأربعاء الماضي، عندما استهدفت جرحى الجيش، وقوات الشرطة، وقامت بتصفيات ميدانية تمثل إحدى جرائم الحرب التي تستوجب الرد السريع.

وأوضح المنفور، أن عملية «عاقبة الغدر» تأتي بعد استنفاد كل الوسائل التقليدية، وكرد قوي على العصابات الإجرامية، مشيراً إلى أن المعركة ستشهد تصعيداً استثنائياً لن يتوقف إلا بتحرير كامل الأراضي الليبية من حكم الميليشيات.

وتابع المنفور: إن الجيش لديه من الإمكانيات ما يعطيه الأسبقية في كل تحركاته، وسيواصل حربه ضد الميليشيات والجماعات الإرهابية إلى أن يقضي عليها نهائياً، لافتاً إلى أن سماء المنطقة الغربية تحت سيطرة سلاح الجو الليبي الذي باشر بتنفيذ ضربات جوية قوية ومركزة على مواقع تم تحديدها في طرابلس وضواحيها، داعياً المدنيين إلى الابتعاد قدر الإمكان عن المواقع الميليشياوية ومواقع القوات التابعة لحكومة الوفاق.

بدوره، أبرز قائد كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش عمر مراجع، أن معركة تحرير طرابلس مستمرة على كل المحاور، وأن هناك تحولاً في سير المعارك باستعمال الجيش كل إمكانياته في مواجهة الميليشيات، وأضاف مراجع أن الخسائر التي تكبدتها الميليشيات خلال الأيام الثلاثة الماضية أجبرتها على التراجع، كما دفعت ببعضها إلى الانسحاب من ساحات القتال.

Email