أجرى مباحثات مع ترامب وبوتين تناولت العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب

محمد بن سلمان يدعو إلى شراكات إقليميـة ودولية لحماية أمن الطاقة

ترامب ومحمد بن سلمان خلال لقائهما على رأس وفدي البلدين في قمة العشرين | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أمس، محادثات مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب، والروسي فلاديمير بوتين، وذلك على هامش قمة قادة دول مجموعة العشرين التي اختتمت أعمالها في مدينة أوساكا اليابانية، كما شارك في مؤتمر حول المناخ، حيث دعا إلى شراكات إقليمية ودولية لضمان أمن الطاقة العالمي من الممارسات الإرهابية التي تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية، بينما أشاد ترامب بالإنجازات الكبيرة للمملكة، وبخاصة الجهود في سبيل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، فيما عبّر بوتين عن دعمه السعودية في رئاسة مجموعة العشرين العام المقبل، وأنه سيزور المملكة الخريف المقبل.والتقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وذلك على هامش قمة قادة دول مجموعة العشرين.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنه جرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث حول علاقات الصداقة التاريخية بين المملكة والولايات المتحدة، وبحث التنسيق المشترك تجاه القضايا ومستجدات الأحداث الإقليمية وموقف البلدين منها والجهود المبذولة تجاهها.

وأعرب الرئيس الأمريكي، خلال اللقاء، عن اعتزازه بصداقة الأمير محمد بن سلمان، مشيداً بالإنجازات الكبيرة التي حققها للمملكة، وبخاصة الجهود في سبيل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه. وقال ترامب: «شرف لي أن أكون مع ولي عهد السعودية، وهو صديق لي، ورجل فعل بشكل حقيقي أشياء خلال السنوات الخمس الماضية فيما يتعلق بانفتاح السعودية».

وتطرق الرئيس الأمريكي إلى العلاقات التجارية والاقتصادية والعسكرية وما تحققها من مصالح مشتركة للبلدين، واصفاً إياها بالرائعة.

من جهته، أعرب ولي العهد السعودي عن شكره وتقديره للرئيس الأمريكي على مشاعره الترحيبية. وقال: «نحاول أن نعمل الأفضل لبلدنا المملكة العربية السعودية، وهي رحلة طويلة وبذلنا الكثير خلال السنوات القليلة الماضية، ونحتاج إلى عمل المزيد. ومعكم قمنا بإنجازات كثيرة على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي، وهذا سيسهم في المزيد من النمو وإتاحة العديد من الوظائف وأتطلع لعمل المزيد معا لبلدينا».

محادثات مع بوتين

كما عقد الأمير محمد بن سلمان اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحمّل الرئيس الروسي في الاجتماع ولي العهد السعودي نقل شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على دعوته لزيارة المملكة، مبدياً تطلعه إلى هذه الزيارة الخريف المقبل.وتمت مناقشة الموضوعات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام والعمل المشترك.

ورحب بوتين باستضافة المملكة قمة دول مجموعة العشرين المقبلة، معرباً عن ثقته بأن رئاسة المملكة لأعمالها ستسهم في حل الموضوعات التي تحظى باهتمام دولي.

بدوره، أبرز الأمير محمد بن سلمان ما تشهده العلاقات السعودية الروسية في السنوات القليلة الماضية من تطور كبير في المجالات كافة، خاصة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.

وعقب الاجتماع، قال بوتين إن روسيا اتفقت مع السعودية على تمديد اتفاق أوبك لخفض إنتاج النفط لما بين ستة وتسعة أشهر. وتابع أن الاتفاق سيمدد بشكله الحالي وبالكميات ذاتها.

لقاء السيسي

في السياق، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع ولي العهد السعودي، على هامش القمة. وأكد السيسي مسيرة العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، مشيراً إلى حرص مصر على التنسيق الحثيث مع المملكة تجاه التطورات التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط، وذلك في إطار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، التي تعد من أولويات وثوابت السياسة المصرية، حيث إن التعاون والتنسيق المصري السعودي يعتبر دعامة أساسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

أمن الطاقة

في غضون ذلك، شارك الأمير محمد بن سلمان قادة ورؤساء وفود الدول في القمة في الجلسة الرابعة من القمة، والمتعلقة بالتغير المناخي والطاقة والبيئة.

وألقى كلمة شكر فيها الرئاسة اليابانية على الاهتمام باستدامة المناخ، وأكد أن مواجهة آثار التغيّر المناخي مطلبٌ عالمي، حيث يتسببُ النموُ الاقتصادي والسكاني في زيادة الانبعاثات المؤثرة في البيئة.

وأشار إلى أن المملكة تؤكد أهمية أمن وسلامة إمدادات الطاقة التي تُعد ضرورةً لتلبية الاحتياجات الأساسيةِ للاقتصاد العالمي، وفي هذا الصدد تبرز الحاجة إلى العمل على وضع أُطرٍ مؤسسية قويةٍ ذات نطاقٍ واسع، لتعزيز الاستقرار في أسواق النفط، كما تشدد المملكة كذلك على أهمية تعزيز أمن الطاقة، وتشجب جميع الممارسات الإرهابية التي تمس أمن الطاقة العالمي، وترمي إلى تحقيق أهداف سياسية، وهي تسعى إلى الحفاظ على أمن الطاقة، من خلال التعاون والدراسات والشراكاتِ المحلية والدولية، والربط الإقليمي للتأكد من أمن وسلامة المعابر والإمداد.وقال إن «المملكة تؤكد أهمية التوازن والشمولية، بما في ذلك خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ».

وذكر أن المملكة تعمل على تطوير نظام شامل ومتكامل لتوفير الطاقة عن طريق برامج كفاءة الطاقة، كما تتبنى عدداً من المبادرات التي تأخذ بالاعتبار شمولية مصادر الطاقة التقليدية، والمتجددة التي تسعى للريادة فيها، حيث أطلقت المملكةُ، حديثاً، مشروعاتٍ عدة تهدف إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة، سعياً إلى الوصول إلى طاقة تبلغ 200 غيغاوات.

وأضاف أن المملكة ترى ضرورة تكامل واستغلال جميع مصادر الطاقة، وتؤكد دورها المحوري في اقتصاد العالم، إذ يعدُ توافر الطاقة وسهولة الوصول إليها أولويةً. وفي ظل وجود أكثرَ من مليارِ إنسانٍ بدون مورد طاقةٍ دائم، وما تعانيه القارة الأفريقية بشكل خاص من نقص الوصول إلى موارد الطاقة، نؤكدُ ضرورة التعاون ودعم الدولِ الأقلِ نمواً. وأشار في هذا الجانب إلى مبادرة المملكة في عام 2008 ببرنامج «الطاقة من أجل الفقراء».

القمة المقبلة

إلى ذلك، أكد رئيس وزراء اليابان رئيس الدورة الحالية لقمة دول مجموعة العشرين، شينزو آبي، أن دول المجموعة ستعمل من أجل تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، معرباً عن الالتزام الكامل بالنجاح الكبير لقمة العشرين المقبلة في المملكة العربية السعودية.

وقال، في مؤتمر صحافي في ختام أعمال قمة دول مجموعة العشرين، إن اليابان حرصت خلال فترة رئاستها هذه القمة على اكتشاف القواسم المشتركة بين الدول الأعضاء. وأضاف: «نحن ملتزمون بشكل كامل بالنجاح الكبير للقمة المقبلة في الرياض، فالمملكة أعلنت عن رؤية 2030، وهي منخرطة بشكل كبير في إصلاحات غير مسبوقة، وأتمنى النجاح الكبير لقمة مجموعة العشرين في الرياض».

Email