قمة العشرين تتفادى الملفات الخلافية في اليوم الأول.. وترامب يُمهل إيران

قادة وممثلو الدول العشرين خلال قمة أوساكا | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفادت قمة العشرين الملفات الخلافية في اليوم الأول من اجتماعاتها التي تعقد في أوساكا اليابانية، رغم أن هذه الملفات لم تغب عن تصريحات القادة، مثل الأزمة مع إيران وقضية المناخ والحرب التجارية، إلا أن توافقات عدة من المرجح أن تحصل خلال اللقاءات الثنائية التي يعقدها الزعماء بخصوص عدد من الملفات ذات الطابع الثنائي في العلاقات الدولية، كالخلاف الأمريكي التركي حول صفقة «إس 400» بين تركيا وروسيا، والرسوم التجارية بين أمريكا واليابان، فضلاً عن مشاريع الطاقة بين روسيا وأوروبا.

وشهدت القمة العديد من اللقاءات من أبرزها الحضور المميز لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي احتفى بحضوره عدد من كبار قادة العالم.

وإلى جانب البرنامج الرسمي للقمة وإصدار بيان مشترك ستكون صياغته «على قدر خاص من الصعوبة هذه السنة»، وفق مصدر ألماني، يتركز الترقب على اللقاءات الثنائية وفي طليعتها اجتماعات الرئيس الأمريكي، وهي التي ستطبع أجواء القمة.

وبدأت أعمال قمة مجموعة العشرين بجو من الانسجام الظاهر وبمهادنة لافتة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإلقائه دعابة ذات مغزى حول روسيا، وسط عدم تحقيق تقدم حقيقي حول الملفات الخلافية ومن ضمنها المناخ.

وأراد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن يضع المحادثات في مدينة أوساكا اليابانية الساحلية تحت عنوان «الانسجام الجميل»، في إشارة إلى معنى كلمة «ريوا» اليابانية، اسم الحقبة الجديدة التي أطلقها الإمبراطور الجديد ناروهيتو.

ملف إيران

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في النجاح بتجاوز الأزمة مع إيران، التي أثارت مخاوف من نشوب صراع عسكري. وقال ترامب في أوساكا: «لدينا كثير من الوقت.. لا داعي للعجلة، يمكنهم أخذ وقتهم.. لا يوجد إطلاقاً أي ضغط». وأضاف: «نأمل أن ينجح الأمر بنهاية المطاف.. إذا نجح، سيكون جيداً، وبحال العكس، فإنكم ستسمعون بذلك».

في السياق نفسه، نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن الرئيس الصيني شي جين بينغ قوله إن منطقة الخليج أصبحت الآن في وضع حساس للغاية و«تقف عند مفترق طرق الحرب والسلام». وذكرت وكالة «شينخوا» المحلية أن الرئيس الصيني أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال لقاء على هامش القمة أن «الصين تقف دائماً إلى جانب السلام وتعارض الحرب».

ومن المقرر أن يعقد اللقاء الثنائي المرتقب بشدة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم، لكن من غير المتوقع أن ينال الرئيس الصيني قسطاً من مجاملات ترامب.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن الناطق باسم الكرملين قوله إن الرئيس الأمريكي عبر عن استعداده لبدء حوار مع روسيا بشأن الاستقرار الاستراتيجي، ونزع السلاح، وتحسين العلاقات التجارية. وقال ديمتري بيسكوف إن بوتين وترامب بحثا أيضاً قضية البحارة الأوكرانيين المحتجزين في روسيا منذ أواخر 2018.

قضية المناخ

في الأثناء، طالب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قمة مجموعة العشرين بإصدار بيان قوي بشأن قضية التغير المناخي. وقال يونكر للصحافيين قبيل انعقاد القمة: «اعتقد أننا بحاجة إلى بيان قوي بشأن تغير المناخ»، مضيفاً أنه «لا يمكن أن يقبل تخفيف» الأهداف الخاصة بالمناخ والتي تم تبنيها خلال قمة العشرين في بوينس أيرس عاصمة الأرجنتين، العام الماضي. وأكد يونكر أهمية الحفاظ على النظام العالمي القائم على القوانين، في رسالة أيدها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

وقال توسك: «لا يمكن أن يصبح المسرح العالمي ساحة يُملي فيها القوي شروطه على الضعيف، حيث تسود الأنانية على التضامن، وتهيمن المشاعر القومية على المنطق السليم».

بريطانيا وروسيا

إلى ذلك، حثت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «الكفّ عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدد المملكة المتحدة وحلفاءها» خلال لقائهما على هامش قمة العشرين. والاجتماع هو الأول بين بوتين وماي منذ تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في عام 2018 على الأراضي البريطانية. وخلال لقائها مع بوتين، أكدت ماي أن لديها «أدلة دامغة على أن روسيا تقف خلف هذا الاعتداء».

ورغم ذلك، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية أن لندن «منفتحة على احتمال تغيير في العلاقة (مع روسيا)، لكن لتحقيق ذلك على الحكومة الروسية أن تختار سبيلاً مختلفاً». وفي وقت سابق، حرصت السلطات البريطانية على التأكيد على أن هذا اللقاء لا يشكل تطبيعاً للعلاقات مع روسيا.

\

الاقتصاد الرقمي

وتمحورت الجلسة الأولى حول «الاقتصاد الرقمي»، ومن ثم شارك الزعماء في جلسة ومأدبة عمل حول «الاقتصاد العالمي» و«التجارة والاستثمار».

وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعم مجموعة الدول الصناعية والصاعدة العشرين الكبرى لتنظيم التجارة الإلكترونية. وقالت ميركل أمام الصحفيين على هامش قمة العشرين: «هذه إشارة مهمة لحاجتنا إلى قواعد دولية للرقمنة». ووافقت مجموعة العشرين على بيان ينص على ذلك في إطار صياغة خاصة على هامش القمة وليس خلال جلسات العمل.

وذكرت ميركل أن هذه القواعد يتعين تطبيقها عبر منظمة التجارة العالمية، مضيفة أنها أوضحت خلال المشاورات حول قضية الرقمنة أن التنظيم دائماً ما يأتي متأخراً عن التطورات بصورة مبدئية، مشيرة إلى أن وزراء مالية مجموعة العشرين قطعوا خطوات مهمة في هذا السياق فيما يتعلق بفرض ضرائب على الاقتصاد الرقمي.

وتنطلق اليوم بجلسة خاصة عن «تمكين المرأة»، يعقبها جلسة بعنوان «القضاء على عدم المساواة - بناء عالم شامل ومستدام». وبعد ظهر اليوم سيعقد الزعماء جلستهم الأخيرة، حول «تغير المناخ - البيئة والطاقة».

وتناقش 8 مواضيع أساسية على أجندة الاجتماعات هي الاقتصاد العالمي وتمكين المرأة والتنمية والتجارة والاستثمار والابتكار والصحة والبيئة والطاقة بالإضافة إلى ملف التوظيف، في اجتماعات على مدى يومين، الـ28 والـ29 من الشهر الجاري.

احتفاء

حظي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، باحتفاء كبير من جانب عدد من زعماء العالم. وبحسب تقرير لوكالة فرانس برس، تعامل ترامب في أوساكا بمودة شديدة مع ولي العهد السعودي، وتحدث معه خلال التقاط الصورة الجماعية، وهي لحظة يسلط عليها الإعلام الأضواء بشكل كبير.

كما ظهر ولي العهد في لقطات مع عدد من الزعماء، قبيل التقاط الصورة الجماعة، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

«لا تدخل»

قبيل التقاط الصورة التقليدية لزعماء دول مجموعة العشرين، صعد ترامب إلى المنبر وهو يسير إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متبادلاً معه أطراف الحديث ومربتاً على ظهره. وبعد ذلك، ألقى ترامب دعابة على صلة باتهام روسيا بالتدخل الروسي في الانتخابات التي أوصلته للسلطة. وجلس ترامب وبوتين جنباً إلى جنب أمام الصحافيين قبل لقائهما الثنائي.

وسئل ترامب عما إذا كان سيطلب من نظيره الروسي عدم التدخل في الانتخابات المقبلة. فاستدار ترامب حينها نحو بوتين وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، وقال له: «لا تتدخل في الانتخابات أيها الرئيس»، ثم كرر: «لا تتدخّل من فضلك»، ملوحاً بسبابته. فابتسم بوتين، وهو يسمع الترجمة.

صمت ميركل

وكال ترامب المديح للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال لقاء مباشر بينهما، معتبراً أنها «سيدة مذهلة». لكن المستشارة لم تبد أية ردة فعل.

لم يلجأ ترامب إلى الألقاب التي اعتاد على استخدامها عند الحديث عن كل من يسعى لأن يخلفه في البيت الأبيض عام 2021، لكن قال بلهجة مرحة «أفضل أن أكون هنا معكِ (ميركل) على أن أكون أمام الشاشة» أتابع المناظرة التلفزيونية للمرشحين الديمقراطيين. لكن لم تبد ميركل أية ردة فعل ملحوظة على كلامه.

وربما لا تزال ميركل مستاءة من التعليقات الأخيرة لترامب حول ألمانيا التي اتهمها بالتقصير إزاء «الناتو»، وقال إنها تستفيد بثمن زهيد من الحماية العسكرية الأمريكية على حدّ قوله.

مجاملات

مازح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العديد من الزعماء والمسؤولين خلال قمة العشرين، مع عدد من التصريحات الإيجابية بخصوص أزمات اقتصادية مع عدد من الدول. وعقد كذلك لقاء ثنائياً مع الرئيس البرازيل جائير بولسونارو تميز بتبادل المجاملات. وقال ترامب عن بولسونارو: «إنه شخص مميز»، مضيفاً «إنه طيب جداً، والشعب البرازيلي يحبه حقاً». ونشر بولسونارو على تويتر صورةً مع ترامب يظهر فيها الرجلان مبتسمين وهما يرفعان إبهاميهما.

بروتوكول

تداولت مواقع وتقارير إخبارية صورة تظهر خريطة البروتوكول الخاص بتوزيع قادة الدول خلال التقاط الصورة الجماعية في القمة، ولوحظ أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بتغيير موقعه، والاقتراب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

كما لوحظ تأخر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لنحو 10 دقائق الأمر الذي دفع بالمنظمين إلى رفع جدول بداية الاجتماعات لمدة 10 دقائق تقريباً، ولوحظ رئيس الوزراء الياباني ينظر إلى ساعته خلال تجمع القادة.

الرجل الوحيد

اتسمت بالغرابة تلك الصورة التقليدية التي التقطت في مدينة أوساكا اليابانية للسيدات الأوائل اللاتي يحضرن أعمال قمة مجموعة العشرين إلى جانب أزواجهن من زعماء العالم، بعدما ظهر رجل على جانبها. واتضح أن الرجل الوحيد الذي ظهر في الصورة هو فيليب ماي (61 عاماً) زوج رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الذي بدا أنيقاً في سترة سوداء، وقميص أبيض، وربطة عنق. والتقطت الصورة في معبد توفوكو جي في مدينة كيوتو، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

تألق

تألقت كل من السيدتين الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون، والأرجنتينية جوليانا عواضة، في أول أيام قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها اليابان.

واختارت جوليانا (44 عاماً) فستاناً زهرياً، اقترنته بصندل بني اللون، أما بريجيت (66 عاماً) فقد ارتدت فستاناً أزرق اللون، بينما تألقت مالغورزاتا (62 عاماً) زوجة رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك بفستان فاتح اللون.

Email