مسؤولون وخبـراء لـ «البيان»: روابط متجذرة أسس لها الشيخ زايد والملك الحسين

الإمارات والأردن.. علاقات راسخة لمواجهة التحديات وحمـاية اسـتقرار المنطقـة

محمد بن زايد وعبد الله الثاني خلال حضورهما التمرين العسكري «الثوابت القوية 1» | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد مسؤولون عرب ودوليون، بالعلاقات المتينة القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدين أهمية هذا التعاون، والحرص على تعزيزه في مختلف المجالات، واصفين الإمارات بالدولة الشقيقة، التي وقفت دوماً إلى جانب الأردن على مر الأزمنة.

وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، أول أمس، جانباً من التمرين العسكري المشترك «الثوابت القوية /‏‏ 1»، بين القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية «الجيش العربي»، على أرض الدولة. كما شهد فعاليات التمرين، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الأردني.
وأشار المسؤولون إلى أن هذه الزيارة تعكس علاقة المحبة والأخوة والتآزر بينهما.


أمن واستقرار


وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، في تصريح لـ «البيان»: إنّ العلاقات الإماراتية الأردنية تاريخية وراسخة، وتتسم بالديمومة والحرص المشترك من قيادة البلدين على النهوض بها في مختلف المراحل والظروف التي تمر بها المنطقة العربية والإقليم.


ولفتت إلى أن الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، يعتز بمستوى العلاقات المشتركة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعباً، والتي تمثل أنموذجاً للعلاقات العربية العربية.


وأشارت غنيمات إلى الزيارات الدورية للملك عبد الله الثاني إلى الإمارات، وآخرها أول أمس، والتي تأتي في سياق التعاون الثنائي، والتنسيق الوثيق في الميادين ذات الاهتمام المشترك، لا سيما المجال العسكري، الذي يعود لعقود، ويجسد عمق العلاقات، وحجم التبادل والتعاون الوطيد.


وأضافت أن التشاور المستمر بين قيادتي البلدين في الشأن السياسي، يعكس الحرص المتبادل على المصالح المشتركة، والسعي لخدمة القضايا العربية، والعمل العربي المشترك، وبما يحقق السلم والأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها.


وثمّنت جهود دولة الإمارات في دعم الأردن في الجانب الاقتصادي، ولتمكين المملكة من تنفيذ المشاريع التنموية، لافتةً إلى حجم الاستثمارات الإماراتية في الأردن، ودورها في تعزيز قطاعي الاقتصاد والتنمية.


ثبات وعمق


 من جهته، أكد رئيس الوزراء الأسبق، رئيس مجلس الأعيان الأردني الحالي، فيصل الفايز، في تصريح لـ «البيان»، على مدى اعتزاز وفخر الأردن في العلاقة التاريخية الممتدة على مدار الأجيال مع الشقيقة دولة الإمارات.


وقال إن هذه العلاقات، ومنذ عهد المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، إلى هذه اللحظة، هي علاقة تتسم بالثبات والعمق والتآزر في مختلف الظروف والمحطات، والتعاون في مجالات عديدة على المستوى الرسمي والشعبي.


وأضاف الفايز أننا كدول عربية، وفي ظل الظروف التي نشهدها، والأخطار التي تواجهنا، فإننا بأمسّ الحاجة إلى توطيد علاقتنا، وتعزيزها للوقوف جنباً إلى جنب في وجه أي تهديد يواجه المنطقة، موضحاً أن هناك تنسيقاً مستمراً ومتواصلاً بين القيادين الحكيمتين في الأردن والإمارات، لمناقشة القضايا الراهنة، وتوحيد المواقف اتجاهها، والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.


وشدد رئيس مجلس الأعيان على أهمية التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وعلى التعاون العسكري المستمر بين الدولتين، لتبادل الخبرات وتكثيفها، لتحقيق أمن واستقرار الأمن القومي العربي. فالدولتان تقفان في خندق واحد، لمواجهة التطرف والإرهاب وأي خطر يهدد أمن المنطقة، مبيناً أن الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني، يعتبر أمن واستقرار دول الخليج العربي، جزءاً من أمنه الوطني، انطلاقاً من وحدة المصير، والهدف الواحد الذي يجمعهما.


عمق استراتيجي


في السياق، قال وزير الداخلية ومدير الأمن العام الأسبق، حسين هزاع المجالي، أنّ علاقات الإمارات والأردن، كانت على مر الزمان عبر التاريخ، ومستمرة بكل صلابة ومتانة، فهي مبنية على الأخوة والمحبة، وتجمعهم العروبة والإسلام والقضايا المشتركة، والسعي الدائم لتحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة.


أضاف: دول الخليج هي العمق الاستراتيجي للأردن، وكذلك الأمر بالنسبة لهم. فهنالك تعاون وتبادل وتآزر، لا يمكن التشكيك فيه للحظة ما. والعلاقة الأردنية الإماراتية في منظومة الدفاع والأمان، هي قديمة جداً، ولا تحكمها التفاعلات الإقليمية الظرفية.


تشاور دائم


في ذات السياق، قال وزير الإعلام السابق، سمير مطاوع، إنّ العلاقات الأردنية الإماراتية، تتجاوز وصفها بعدد من الكلمات، فهي علاقة أخوة، تقف في وجه التحديات التي تواجه المنطقة. وهنالك تشاور دائم ومستمر في قضايا عديدة، ومن أهمها القضية الفلسطينية، فموقف الدولتين موحد، ويصب في كيفية الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعدم المساس به.


استراتيجية وراسخة


وتحظى العلاقات الإماراتية الأردنية، بالاهتمام على الصعيد الدولي، ولها أهمية في رسم خريطة العلاقات الدبلوماسية في المنطقة. وليس غريباً، أن تكون روسيا، القلقة على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، معنية بأن تصب العلاقات بين دول المنطقة في صالح دعم التعاون والاستقرار في المنطقة، وإبعادها عن شبح الحروب والأزمات، وتمدد رقعة التطرف والإرهاب، وهو ما يعتبر من أهم أسس ومبادئ العلاقات التي تربط الإمارات والأردن. وهذا تحديداً ما ركز عليه أندريه أونتيكوف، الخبير في العلاقات الروسية العربية، في حديثه لـ «البيان»، إذ وصف العلاقات بين الإمارات والأردن، بأنها استراتيجية وراسخة، نظراً للدور المحوري الذي يقوم به كلا البلدين في حماية أمن المنطقة، والتنسيق بينهما في مواجهة التحديات الخطيرة.


الخبير الروسي أكد أن موسكو، التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات منذ عام 1971، لا يمكن أن تتجاهل منطقة الشرق الأوسط، القريبة جغرافياً، والغنية بالثروات، ولكن، وفي نفس الوقت، للأسف، غير المستقرة سياسياً واجتماعياً، وعليه، فإنها تعتبر أن صلابة العلاقات بين الإمارات والأردن، والتي تؤكد على مبادئ احترام وسيادة الدول، والتعاون وحسن الجوار، ومواجهة نزعات التطرف، تصب في مصلحة الاستقرار.


نموذجية ومتزنة


وفي مقاربة العلاقات الثنائية بين الإمارات والأردن، وترجمة الأقوال إلى أفعال، لفت أونتيكوف، إلى الدعم الذي تقدمه الإمارات إلى الأردن، حيث شاركت في عام 2018 بضخ نحو مليار دولار لصالح البنك المركزي الأردني، لمساعدة المملكة في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وتسديد قروض صندوق النقد الدولي، والمساهمة في تنفيذ عدد من المشاريع لتطوير البنى التحتية في البلاد.
واعتبر أن العلاقات الإماراتية الأردنية: «ينبغي وصفها بالنموذجية، لا سيما بين الدول التي ترتبط في ما بينها بروابط الدين واللغة والثقافة والتعاون، أملاً أن يتم تعميم نموذج وتجربة هذه العلاقات، لا سيما بالنظر إلى الظروف الحساسة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، والتي تريدها موسكو مستقرة وآمنة».

Email