أمريكــا تدعو دول «النـاتو» إلى المشاركة في حماية الملاحة بالخليج العربي

سفينة برمائية أمريكية خلال عبورها قناة السويس باتجاه الخليج العربي | ‏ رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت الولايات المتحدة، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى دراسة المشاركة في خطة قيد الإعداد لحماية الملاحة البحرية في منطقة الخليج، وحذرت إيران من أن العقوبات الأمريكية لا تمنح طهران الحق في خرق الاتفاق النووي، وسط جهود أوروبية لحماية الاتفاق النووي من زاويتين، الأول تحذير طهران من التخلي عن التزاماتها، والثاني السعي إلى إسقاط بعض العقوبات عن طهران لدفع المحادثات.

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص بإيران، بريان هوك، إن سياسة بلاده، التي تقضي بممارسة أقصى ضغوط اقتصادية على طهران، تؤتي ثمارها، وحذر من أن العقوبات الأمريكية لا تمنح إيران الحق في مخالفة التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وقال المبعوث قبل اجتماع مع دبلوماسيين كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في باريس: «نحن ملتزمون بتلك السياسة، التي تضع أقصى ضغوط اقتصادية، لأنها ناجحة، إنها تحرم النظام من مستويات عائدات تاريخية».

في الأثناء، ناشد القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، التنديد علناً بأفعال إيران المعادية، ودراسة المشاركة في خطة لا تزال قيد الإعداد، لضمان سلامة الممرات المائية الاستراتيجية في الخليج. ودعا إسبر كذلك إلى المساعدة في منع التوتر مع إيران من اتخاذ مسار عسكري، وتحويله إلى المسار الدبلوماسي.

وقال للصحافيين: «لا نسعى لصراع مسلح مع إيران، لكننا مستعدون للدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة. يجب ألا يظن أحد أن ضبط النفس ضعف»، متحدثاً عن مباحثاته خلف الأبواب المغلقة في مقر حلف الأطلسي ببروكسل.

دور فرنسي

أوروبياً، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إيران، من الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، أو التلميح باعتزامها القيام بذلك، وقال إنه سيبحث مساعي تفادي تصعيد عسكري مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويشعر حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بالقلق من التصعيد بين واشنطن وإيران في الأسابيع القليلة الماضية، والذي بلغ ذروته الأسبوع الماضي، عندما أمر ترامب بشن ضربات جوية، ثم تراجع قبل دقائق من الشروع فيها.

وقال ماكرون إن لديه أولويتين: إبقاء إيران في الاتفاق النووي، وتفادي التصعيد العسكري.

وأضاف: «التوتر يتزايد، وبالنسبة لي، العنصر الأول هو عدم الخروج من الإطار (الخاص بالاتفاق النووي). والأمر الثاني، والذي سأبحثه مع الرئيس (ترامب)، هو القيام بكل شيء لتفادي تصعيد عسكري».

وأضاف للصحافيين: «أجريت محادثة مع الرئيس (حسن) روحاني قبل يومين، ولمحت إلى أن أي انسحاب من المعاهدة سيكون خطأ، وأي مؤشرات في هذا الاتجاه ستكون خطأ». وذكر أن فرنسا تعتقد بأن الطائرة المسيرة الأمريكية، كانت تحلق فوق المياه الدولية، عندما أُسقطت «ومن ثم فإن ما حدث عدوان، وخطوة أخرى في هذا التصعيد».

وقالت طهران إنها تعتزم مواصلة الالتزام بالاتفاق النووي، لكنها لا تستطيع القيام بذلك إلى أجل غير مسمى، إذا لم تحصل على أي منافع اقتصادية. وحددت عدداً من المواعيد النهائية في الأسابيع القليلة الماضية للدول الأوروبية، لكي تحميها من العقوبات الأمريكية، وإلا ستتخذ خطوات ستؤدي في نهاية المطاف إلى خرق الاتفاق. وانقضت إحدى هذه المهل أمس، وقالت طهران إنها ستقوم عندئذ بتخزين كمية أكبر من الحد الذي يسمح به الاتفاق من اليورانيوم المنخفض التخصيب.

دعوة بريطانية

أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ضرورة أن تلتزم إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عنها، القول للصحافيين: «ما نريد أن نراه بشأن إيران في الوقت الحالي، هو خفض التوترات التي رأيناها في المنطقة، وسنواصل العمل، وسأواصل الحديث- مع زملائي، فرنسا وألمانيا، بشأن أهمية عمل كل ما في وسعنا للحفاظ على الاتفاق». وأضافت: «كجزء من هذا، فإنه من المهم أن تلتزم إيران بتعهداتها وفقاً للاتفاق».

Email