أوروبـا تحذر طهـران من عواقب وخيمة.. وروسيـا تدعـو إلى التهدئة

أمريكا تنشر قوات إضافية في المنطقـة لردع إيـران

■ حاملة الطائرات إبراهام لينكون في الخليج العربي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط بعد إعلان طهران أنها ستتجاوز قريباً الحد المسموح به من احتياطها من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي، وفيما أبدت روسيا قلقها من «تصاعد التوتر» في هذه المنطقة «غير المستقرة أساساً»، حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إيران من «عواقب» إذا لم تلتزم بالاتفاق النووي، بينما لوح الرئيس الأمريكي بالقوة العسكرية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، يأتي ذلك فيما نشرت واشنطن صورا جديدة قالت إنها تدين طهران في الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان الأسبوع الماضي.

ولوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، باتخاذ إجراءات صارمة، بينها التحرك العسكري، لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.وأضاف "ترامب"، في مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية، أنه يتفق مع تقييم المخابرات الأمريكية حول ضلوع إيران في استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان.

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في فلوريدا أن بلاده يجب أن تكون لديها «القدرة على الرد» على أي هجوم محتمل من إيران يستهدف المصالح الأمريكية في الخليج العربي.

وقال بومبيو إن عملية نشر جنود أمريكيين يجب أن «تقنع الحكومة في إيران بأننا مصممون لردعهم عن (ارتكاب) اعتداءات جديدة في المنطقة». واضاف بومييو ان الزيارة هدفها «وضع اللمسات الأخيرة على الأهداف الاستراتيجية» التي حددها الرئيس دونالد ترامب.

وتابع «لكن لا يمكننا القيام بذلك دون التأكد من أن لدينا القدرة على الرد إذا اتخذت إيران قرارا سيئا» و«هاجمت أمريكيا أو منشأة أمريكية أو استمرت في تطوير برنامجها للأسلحة النووية». وقال «يجب أن نكون مستعدين للرد على أي تهديد من إيران»، مؤكدا في الوقت ذاته ان «الرئيس ترامب لا (يريد) الحرب».

وذكر دبلوماسي أوروبي كبير ومصدر آخر مطلع أن الممثل الأمريكي الخاص لإيران برايان هوك يعتزم السفر لباريس الأسبوع المقبل لإجراء محادثات بشأن إيران مع مسؤولين كبار من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وكان من المتوقع أن ينعقد الاجتماع يوم 27 يونيو. من ناحيته، أكد وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان أن «الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيّناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية». لكن الوزير الأمريكي شدّد على أنّ «الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران».

وقال شاناهان: «سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط»، مؤكدا أن الولايات المتحدة «ستواصل مراقبة الوضع بدقة» من أجل «تعديل حجم القوات» إذا اقتضى الأمر. وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود بناء على طلب القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.

وجاء إعلان شاناهان بعيد نشر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النروجية واليابانية في خليج عمان. ويظهر في إحدى عشرة صورة جديدة التقطتها مروحية تابعة للبحرية الأمريكية، جسم معدني دائري يبلغ قطره حوالي ثمانية سنتمترات وملتصق بجسم ناقلة النفط اليابانية «كوكوكا كوريجيوس».

وقالت الوزارة إنّ هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكّد واشنطن أنّ الإيرانيين ثبّتوا هذا اللغم على السفينة ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم. وفي صورة أخرى بدت الفجوة التي خلّفها على جسم الناقلة نفسها لغم آخر انفجر.

سلوك عدائي

وقال البنتاغون في بيان إنّ «إيران مسؤولة عن هذا الهجوم كما تثبت ذلك أدلّة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر». من جهته، تحدث شاناهان عن «السلوك العدائي لإيران وللجماعات التي تدعمها، الذي يهدّد مواطني الولايات المتحدة ومصالحها في جميع أنحاء المنطقة».

ويرى خبراء متفجرات في البحرية الأمريكية أن المكان الذي اختير لتثبيت الألغام على جسم السفينة، فوق خط المياه يدلّ على أن الهدف لم يكن إغراق السفينتين. وفيما دعت روسيا، إلى «ضبط النفس» محذرة من «تصاعد التوتر»، حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أمس، إيران من «عواقب» إذا لم تلتزم بالاتفاق النووي.

وأكدت وجود أدله دامغة تثبت ضلوع إيران في حادث استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان. وقالت، خلال تصريحاتها في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في برلين: «نحن ننظر في هذه الأفعال بجدية بالغة، هناك دليل قوي».

Email