خـبـراء أوروبيـون لـ« البيان»:

تحـدي إيـران للمجتمـع الـدولـي يضعها في مواجهة الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال خبراء فرنسيون وأوروبيون في الطاقة الذرية والشؤون السياسية والأمنية الدولية بباريس، إن قرار إيران بتجاوز إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لنسبة 300 كيلوغرام، خلال عشرة أيام، بعد انتهاء المهلة الإيرانية الممنوحة للاتحاد الأوروبي - 60 يوماً - لتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، يعد تحول صدام مباشر ومعلن مع المجتمع الدولي، وتمادياً سافراً للتحدي وانتهاك القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتأكيد على أن عقيدة النظام الإيراني هي المراوغة وعدم الالتزام بالعهود، وسياسته المؤكدة هي التفاوض والضغط والإرهاب ثم التراجع والالتفاف على المعاهدات لكسب الوقت من أجل المضي في تنفيذ مخططات الاستقطاب والتجنيد والتجييش في المنطقة بشكل يمس صميم الأمن والاستقرار في المنطقة ويهدد المصالح الدولية المتمثلة في الممر الملاحي الدولي الأهم لتدفقات النفط في العالم والمصالح المشتركة مع الدول الحليفة في المنطقة.

مراوغة

وقالت ميليسا بولي، مستشارة البحث والتطوير في الوكالة الفرنسية للطاقة الذرية بباريس لـ«البيان»: إن شروع إيران في زيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.7% بدءاً من يوم 27 يونيو الجاري، يعد انتهاكاً سافراً للاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1 عام 2015، ويعني أن المرحلة مُقلقة، لأن طهران لن تتوانى في التمادي في التطوير النووي والتصنيع للسلاح المحظور، وأضافت: يكشف ذلك أن الاتفاق 5+1 مجرد مراوغة كسبت طهران منها ثلاث سنوات حصلت خلالها على قطع غيار ومعدات تصنيع مهمة من أوروبا، وما زالت تراوغ حتى الآن رغم الإعلان الفج بخرق الاتفاق الأوروبي الإيراني، والدليل هو الإعلان عن إعادة تصميم مفاعل «آراك» النووي، الذي سيمكن من زيادة إنتاج الماء الثقيل، وهذا طبقاً لميليسا بولي يعني نسف الاتفاقية من جميع زواياها وأبعادها الفنية، بل وتطالب إيران من أوروبا توفير قطع الغيار لمفاعل «آراك»، وهو ما رد عليه يوكيا أمانو، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالقلق والرفض، لخطورته المستقبلية من الناحية العلمية والعملية، وكذلك الناحية السياسية التي تحتم على طهران الالتزام بالاتفاق النووي ووقف جميع عمليات التطوير والتسريع نحو إنتاج سلاح نووي فتاك لتهديد المنطقة والعالم.

محاولة إخضاع

من ناحيته أكد المدرس بالمعهد الألماني للشؤون الدولية ببرلين، يوهان ريلكه هيبل، أن إيران تتمادى في تحدي المجتمع الدولي بشكل سافر، بدءاً بالتدخل في شؤون دول المنطقة، وتجنيد الميليشيات والمرتزقة لفرض أجندات سياسية وطائفية على دول مثل اليمن ولبنان والعراق، وطورت منظومة السلاح الذي يستخدم أغلبه لدعم الإرهاب في المنطقة أمام المجتمع الدولي والمنظمات الأممية دون تحرك واضح، ثم هددت الملاحة الدولية ويمضي يوهان قائلاً: نفذت إيران بالفعل عمليات تخريب ضد سفن تجارية وناقلات نفط وتملك واشنطن أدلة مؤكدة على ذلك، ثم الآن تتجه نحو تطوير برنامجها النووي حتى تصل إلى امتلاك سلاح نووي فتاك يهدد العالم كله وليس المنطقة فقط، هذا يعني أن مرحلة الحديث والتفاوض قد مضت، وعلى المجتمع الدولي المواجهة السريعة لإجبار النظام الإيراني على الرحيل، كون تاريخ هذا النظام منذ اختطافه للبلاد يؤكد أنه لا يلتزم باتفاق ولا معاهدة، وأنه لا يرى إلا مخططاته التخريبية، مشيراً إلى أن التواصل مع نظام بهذه المواصفات أو التفاوض مضيعة للوقت والجهد، ولمن تؤدي طبقاً ليوهان إلا للمزيد من المراوغة التي هدفها كسب الوقت لفرض سياساته وأجنداته في المنطقة ووضع العالم كله أمام الأمر الواقع، وهذا ما نعيشه الآن ونراه أمامنا بوضوح، ويجب أن يتعلم الجميع من هذه الأخطاء وألا يكررها، لا سيما أن الوقت ليس في صالح أحد إلا النظام الإيراني.

طموح إرهابي

وفي السياق أشار مدير مركز (LFP) للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، جاكي نيكيولا، إلى أن الطموح الإيراني لامتلاك أسلحة فتاكة يضعها على رقبة العالم ويشهرها في وجه المجتمع الدولي بات أمراً واضحاً تماماً، والأحداث تؤكد أن نظام طهران يمكن أن يفعل أي شيء من أجل إخضاع العالم لسياساته وإجبار الغرب على الصمت، مثل استهداف الممرات البحرية الدولية ومضيق هرمز، وتهديد أمن واستقرار الحلفاء، وتنفيذ العمليات الإرهابية حتى داخل أوروبا، وتدمير دول مثل اليمن تمتلك موقعاً جغرافياً استراتيجياً مهماً للعالم، فتسيطر عليه ميليشياتها لزيادة نفوذها على ممر الملاحة العالمي الأهم بالنسبة لإمدادات النفط للعالم.

وأشار إلى أن طهران تخطو الآن خطوة جديدة أمام الجميع لتطوير برنامجها النووي وصولاً لتصنيع القنبلة النووية، هذا السلاح سيشهر في وجه المجتمع الدولي ويسلط على الجميع، ويهدد الكرة الأرضية بالكامل، في وقت يسعى العالم كله للسيطرة على الانتشار النووي، وبحسب نيكيولا فإن التمادي في الاتفاقيات والمعاهدات مع طهران يعني الخضوع للمراوغة وقبول التلاعب، وهذا أمر ليس في صالح الجميع، المطلوب في هذه المرحلة هو مواجهة وضغط دولي إلى جانب واشنطن لوقف هذا التهديد الإيراني للعالم، قبل بلوغه مرحلة الأمر الواقع.

Email