خبراء لـ« البيان »: العالم يرتّب لتشـــكيل تحالـــف دولـــي ضـد طهـران

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحب سياسيون ودبلوماسيون وعسكريون أوروبيون بمساعي الولايات المتحدة لاستنساخ تجربة التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» وطرح نسخة جديدة منه ضد النظام الإيراني.

مؤكدين لـ«البيان» أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة مطالبين بالسعي إلى جانب الولايات المتحدة لتأسيس تحالف دولي ضد طهران يشمل مواجهة جميع الأنشطة الإيرانية بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وتدخلاتها التخريبية في المنطقة وليس الملف النووي فقط.

استراتيجية المواجهة

وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية بحزب «الجمهورية إلى الأمام» الفرنسي روبير أنوي لـ«البيان»، أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط بات مقلقاً للجميع، وإيران يحكمها نظاماً تورط بشكل مؤكد وبالأدلة في التخطيط والدعم والرعاية والتنفيذ لعمليات إرهابية خطيرة في أوروبا وفي العديد من الدول وخاصة المنطقة العربية، هو نظام يواجه عزلة دولية وقطيعة من الجميع بسبب سياسة التطرف التي يتبناها.

إذن هذا النظام إرهابي راعي للإرهاب ولمنظمات مدرجة على قوائم الإرهاب في العديد من الدول، ومن ثم فإن المجتمع الدولي مطالب بالوقوف بكل الإمكانيات والقوة السياسية والعسكرية خلف الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذا التنظيم المتطرف الحاكم لإيران.

وأشار روبير أنوي إلى إعلان واشنطن في مايو الماضي لحزمة إجراءات عقابية ضد أفراد لها صلة بميليشيات حزب الله اللبناني الموالي لإيران، بينهم الأمين العام للتنظيم حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم، واعتبرها خطوة مهمة ضمن استراتيجية مواجهة إيران التي يجب أن تستهدف الأصول الإيرانية في المنطقة «حزب الله والحوثيين».

بالإضافة إلى سلسلة من الإجراءات التي تستهدف شل النفوذ الإيراني في المنطقة والتنظيمات الإرهابية المدعومة بالسلاح والمال، كما يجب تجفيف قنوات تداول وتهريب المال والسلاح والضغط اقتصادياً وعسكرياً على النظام الإيراني لإجباره على احترام القوانين الدولية والاتفاقيات ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

حشد دولي

وأضاف ماتياس ريبيري، الخبير بالمركز الاتحادي الألماني للدراسات الدبلوماسية والإستراتيجية ببرلين، والدبلوماسي الأسبق بوزارة الخارجية الألمانية، أن التفاوض والوساطة مع طهران «هو سير في نفق مظلم ومسدود» أي مضيعة للوقت وتشتيت للجهود الدولية لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله، لأن محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي محكوم عليها بالفشل مهما بذلت الدول المؤيدة من جهود، لأنه يستحيل منطقياً- قبول امتلاك نظام إرهابي خطير يدعم الميليشيات الإرهابية في المنطقة لسلاح نووي، وأضاف هذا أمر مرعب ويجب أن لا يتم،.

وبالتالي فإن الحل الأنجع لحماية المنطقة من الدمار هو دعم أوروبا والمجتمع الدولي عموماً لاستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة طهران، والعمل على إنجاح الحشد الدولي الجديد والتركيز على مساعدة الحلفاء على محاسبة النظام الإيراني وأعوانه في المنطقة، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بذلت جهوداً كبيرة للتواصل مع سفراء 150 دولة لدى واشنطن، لتشكيل التحالف الدولي الجديد لمواجهة الإرهاب الإيراني في المنطقة، ورسم خريطة قوة جديد في المنطقة لمواجهة إيران ونفوذها المنتشر في سوريا ولبنان واليمن وإيران.

وأوضح إيمانويل غونزاليس، الضابط السابق بالقوات الجوية الملكية الإسبانية، والمحاضر المعاون في كلية الدفاع في حلف شمال الأطلسي «الناتو» بروما، أن استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة التي تحشد المجتمع الدولي لدعمها والمشاركة فيها كنسخة جديدة من التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» هي الأنسب للمرحلة الحالية في الشرق الأوسط، كونها تعمل على محاور متوازية مهمة لشل النظام الإيراني والدفع به للانهيار ذاتياً، حيث تعمل واشنطن على دعم الحلفاء في المنطقة كقوة عسكرية في مواجهة طهران.

ومن جهة أخرى تفرض عقوبات اقتصادية وسياسية تمثل مواجهة حاسمة وحازمة، وفي الوقت نفسه تواجه النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن والخلايا النائمة في العديد من دول المنطقة والعالم، وهذه الاستراتيجية كفيلة بإنهاء الوضع المتأزم في المنطقة، كون لا سلام في هذا الجزء من العالم إلا بمواجهة دولية قوية لحلفاء إيران وميليشياتها وأعوانها في المنطقة، وبوضوح أكدت واشنطن والعديد من التيارات السياسية في أوروبا أن الوضع الآن في المنطقة يفرض على المجتمع الدولي خيارين لا ثالث لهم، إما أن تقف مع الولايات المتحدة وحلفائها ضد إيران، أو أن تقف مع الإرهاب ولو بالحياد - المهدد للشرق الأوسط والعالم وحركة الملاحة الدولية وإمدادات النفط للعالم، الأمر بات خطيراً ولا مجال للبحث والمناقشة والتنظير، حان وقت المواجهة والحسم.

Email