السعودية: لا نريد حرباً ولن نتردد في التعامل مع أي تهديد

واشنطن تدرس «الخيار العسكري» ضد طهران

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمعت كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبريطانيا على عدم الرغبة في الحرب، غير أنها أكدت على يقظتها في التعامل مع التهديدات الإيرانية لناقلات النفط في المنطقة.

وشددت الدول الثلاث كل على حدة على امتلاكها أدلة ومعلومات تؤكد صلة إيران بالهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط الخميس الماضي في خليج عمان، وفيما أكدت تقارير صحافية أن بريطانيا ترتب لنشر قوات البحرية لحماية سفنها، قالت وزارة الدفاع السعودية، إن طائرات القوات الجوية الملكية والقوات الجوية الأمريكية من نوع «إف- 15 سي» تحلق في تشكيل مشترك على منطقة الخليج العربي، تساندها طائرات تزود بالوقود جواً تابعة للقوتين.

ونشر حساب وزارة الدفاع على «تويتر» عدة صور ومقطع فيديو للطائرات. وأضافت أن المهمة تهدف إلى الاستمرار في تعزيز بناء العلاقات العسكرية والعمل المشترك بين الطرفين. يأتي ذلك فيما أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة لا تريد حرباً في المنطقة.

وقال في مقابلة صحفية نشرت أمس: «إن المملكة لن تتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبها وسيادتها ومصالحها الحيوية». وأكد ولي العهد السعودي، أن «المملكة أيدت إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، إيماناً منا بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه إيران»، معرباً عن أمله «في أن يختار النظام الإيراني أن يكون دولة طبيعية وأن يتوقف عن نهجه العدائي».

مطالب مهمة

وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن الاعتداءات على ناقلات النفط في الخليج واستهداف منشآت نفطية في المملكة ومطار أبها «تؤكد أهمية مطالبنا من المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم أمام نظام توسعي يدعم الإرهاب وينشر القتل والدمار على مر العقود الأخيرة، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع»، منتقداً توظيف طهران العوائد الاقتصادية للاتفاق النووي في «دعم أعمالها العدائية في المنطقة ودعم آلة الفوضى والدمار».

وفي حين شدد ولي العهد السعودي على أن «يد المملكة دائماً ممدودة للسلام بما يحقق أمن المنطقة واستقرارها»، لفت إلى أن «النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفاً في إيران وقاموا أثناء وجوده بالرد عملياً على جهوده، وذلك بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان، كما قاموا عبر ميليشياتهم بالهجوم الآثم على مطار أبها، ما يدل بشكل واضح على نهج النظام الإيراني ونواياه التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها».

أدلة جديدة

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، أن الإدارة الأمريكية تنظر في سلسلة من الخيارات ضد إيران، ومن ضمنها الخيار العسكري.ودعا بومبيو العالم إلى التوحد في مواجهة إيران، مضيفا: «لدينا دائما التفويض القانوني للذهاب إلى الحرب». وأشار بومبيو إلى أن الشعب الأمريكي «يجب أن يثق أن كل الخيارات التي تتخذ تحت إدارة ترامب هي قانونية».

وكان بومبيو قد قال، إن مخابرات بلاده لديها العديد من الأدلة التي تثبت ضلوع إيران في الهجوم الأخير على ناقلتي النفط في بحر عمان.وأضاف بومبيو في مقابلة مع برنامج «فوكس نيوز صنداي» أن إيران شنت الهجمات الأخيرة على ناقلتي النفط في بحر عمان بهدف إعاقة حركة الملاحة في مضيق هرمز.

مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان حرية الملاحة. وأوضح أن هدف بلاده من حملة الضغط على إيران هو منعها من امتلاك أسلحة نووية وتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

تقييم استخباراتي

من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، إن بلاده «شبه متأكدة» من أن إيران تقف وراء الاعتداءات التي استهدفت ناقلتي النفط، وذلك بعد إنجازها «تقييماً استخباراتياً». ونقلت وكالة رويترز عن هانت قوله:

«أنجزنا تقييماً استخباراتياً خاصاً بنا ونحن شبه متأكدين أن إيران غالباً تقف وراء تلك الاعتداءات». وأضاف: «لندن لا تعتقد أن أي أحد آخر يمكنه القيام بذلك.. نحث كل الأطراف على وقف التصعيد فيما يتعلق بالهجوم على الناقلتين».

نشر قوات

بالتزامن، كشفت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن إرسال قوات مارنز ملكية خاصة إلى الخليج العربي لحماية السفن الحربية البريطانية، عقب الهجوم على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي. وأكدت مصادر عسكرية للصحيفة، وجود 100 جندي من المارنز متمركزين بالقرب من بليموث، سيشكلون قوة رد فعل سريع من قاعدة بحرية بريطانية جديدة في البحرين.

كما دعا رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، فولغانغ أشينغر، إلى إرسال مهمة أوروبية لمراقبة الملاحة في الخليج العربي وخليج عمان، وحماية السفن المارة فيه، بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة. وفي تصريحات مقتضبة لصحيفة «بيلد» الألمانية، قال الدبلوماسي الألماني المخضرم: «لابد أن يدرس الاتحاد الأوروبي نشر مهمة أوروبية لمراقبة الملاحة».

وتابع: «لقد أظهر الاتحاد الأوروبي من خلال نجاحه في السنوات الأخيرة في تأمين الملاحة في القرن الأفريقي ومكافحة القرصنة، أنه قادر على مراقبة وحماية الملاحة في الخليج». ووفق الصحيفة ذاتها، فإن الداخلية الألمانية تعكف في الوقت الحالي على فحص مدى الخطر الذي يهدد السفن الألمانية العابرة في الخليج.

ونقلت الصحيفة أيضا عن وزيرة الدفاع الألمانية أرسولا فون دير لاين، قولها: «الأسطول الألماني لا يملك حالياً أي سفن في منطقة الخليج، لكن الوضع هناك يسبب لنا الكثير من القلق»، وتابعت: «في ضوء الوضع المتفجر عقب الهجمات الأخيرة، يجب أن نكون مستعدين لنزع فتيل التصعيد والتعامل بحكمة».

تكذيب

إلى ذلك، نفى السفير البريطاني لدى إيران، أن تكون وزارة الخارجية الإيرانية استدعته بعدما أفادت لندن أن طهران مسؤولة بشكل «شبه مؤكد» عن الهجومين على ناقلتي نفط في بحر عمان. وقال السفير، روب ماكير، في تغريدة، إنه «أمر مثير للاهتمام وخبر (جديد) بالنسبة إلي»، وذلك غداة صدور بيان لوزارة الخارجية الإيرانية يشير إلى أنها استدعته على خلفية اتهامات حكومته لطهران. وتابع ماكير: «طلبت اجتماعاً عاجلاً مع وزارة الخارجية بالأمس وتم ذلك. لم تتم أي استدعاءات. بالطبع، لو أنه تم استدعائي رسمياً فسأستجيب كما يفعل جميع السفراء».

Email