محللون لـ«البيان »: رسالة الاعتداء تحذير من «بدائل النفط الإيراني»

الهجوم الإرهابي طعنة في الظهر للوساطة اليابانية

شينزو آبي متحدثاً خلال مؤتمر صحافي في طهران | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشير القراءة الأولية للهجمات الإرهابية ضد ناقلتي النفط في خليج عُمان، إلى أن الوساطة اليابانية من أجل حل الأزمة بين أمريكا وإيران باتت في وضع حرج، خصوصاً أن الناقلتين تحملان كميات من النفط والغاز لليابان.

وقد تزامن الاعتداء مع زيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، لإيران، من أجل محاولة إيجاد حل للتوتر الصاعد، لكن المسؤولين الإيرانيين لم يسمعوا من آبي ما يودون سماعه، أول من أمس، حين التقى بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وطالب إيران باتخاذ موقف بنّاء في ظل الأزمة الحالية.

وفي إحدى قراءات الحدث أن الجهة المنفذة للاعتداء على الناقلات توجه رسالة إلى اليابان، أن بدائل النفط الإيراني لن تكون في مأمن من الهجمات. ويرجح خبراء ومحللون أن يكون الحرس الثوري قد نفذ العملية دون الرجوع إلى المؤسسة السياسية، ذلك أن نفوذ الحرس يفوق مكانة كل قادة الطبقة السياسية الإيرانية.

وأعلنت اليابان، أمس، وعلى لسان وزير التجارة والصناعة هيروشيغ سيكو، أن الناقلتين كانتا تحملان شحنة مرتبطة باليابان. وبالتالي شكلت طوكيو «فرقة عمل» بعد الهجوم.

الاستعلاء الإيراني

يقول الخبير في الشؤون الإيرانية، علاء السعيد، في تصريح لـ«البيان»، إن النظام الإيراني لا يمكن التفاهم أو التعامل معه؛ لأنه يعمل بسياسة استعلاء واضحة، وهو ما ظهر بوضوح خلال لقاء خامنئي مع رئيس الوزراء الياباني مؤخراً، ذلك أن «لغة الاستعلاء والعنترية والعنجهية الإيرانية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤدي إلى أي تفاهمات.

وبالتالي فإن الوساطة اليابانية -التي جاءت بحكم العلاقات الإيجابية بين طوكيو وواشنطن من ناحية، وطوكيو وطهران أيضاً- محكوم عليها بالإعدام قبل أن تبدأ».

وشدد السعيد على أن «حادث الأمس الذي تعرضت له ناقلتا نفط في خليج عمان، واللتان كانتا محملتان بشحنة مرتبطة باليابان، قد يكون رسالة موجهة من قبل إيران لليابان (التي استجابت للعقوبات الأمريكية وتوقفت عن شراء النفط الإيراني) بأنه لا وساطة»، لافتاً إلى أنه «في الغالب من يقوم بتلك العمليات هو الحرس الثوري الإيراني، حتى دون التنسيق مع مؤسسة الرئاسة هناك».

نسف الوساطة

هذا أيضاً ما يؤكده الخبير في الشؤون الإيرانية علي عاطف، في تصريحات خاصة لـ «البيان» من العاصمة المصرية «القاهرة»، أكد خلالها أن «حادث استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان وبالقرب من مضيق هرمز ينسف جهود الوساطة التي يقوم بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من خلال زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران ولقائه بالمسؤولين هناك؛ ذلك أن هذا الهجوم يُعد طعنة في الظهر للجانب الياباني».

الهجوم الذي أدانته جميع الجهات «ينبغي أن يؤخذ في سياق التصريحات الإيرانية التي جاءت في حضور شينزو آبي، إذ أكدت إيران له أنها لا ترغب في التفاوض بخاصة مع الولايات المتحدة».

وعليه، طبقاً لعاطف، ينبغي على مجلس الأمن الدولي اتخاذ موقف حازم تجاه الجانب الإيراني وميليشيا طهران المنتشرة في المنطقة. وإن لم يتخذ المجلس قرارات حاسمة في هذا الصدد، فإن المنطقة ستشهد المزيد من التوترات، وستتعرض المصالح الاقتصادية والنفطية الإقليمية والدولية في الخليج العربي إلى التهديد من جانب إيران وميليشياتها.

Email