الرسائل السياسية وراء استهداف الناقلات تطابق أجندة إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن قراءة االاستهداف الأخير لناقلتي نفط في خليج عُمان، بعيداً عن الأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة، بداية من استهداف السفن في المياه الإقليمية لدولة الإمارات والاعتداء على مضختي نفط سعوديتين وحتى حادث مطار أبها أمس الأول.

إذ توجه في الوقت ذاته أصابع الاتهام بشكل رئيسي في الضلوع في تلك العمليات ودعمها، من أجل أن تبعث برسائل معينة لتقوية موقفها، في محاولة للتغلب على أزماتها الداخلية بعد العقوبات الأمريكية، وفي ظل حملات الضغط المتواصل عليها.

ويؤكد المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات هاني سليمان، في تصريح لـ «البيان» أن الاستهداف هو بمثابة «رسالة سياسية لتهديد أمن الخليج واستهداف التجارة العالمية (..) هناك حالة تستدعي اتخاذ إجراءات وتدابير الحماية الأمنية البحرية، وتدابير على المستوى الأممي من أجل اتخاذ إجراءات صارمة ضد من يقوم بتلك الأعمال التخريبية».

وهناك مؤشرات عديدة على وجود إيران وأذرعها الإرهابية خلف كل الاعتداءات التي طالت الناقلات والمنشآت النفطية في الآونة الأخيرة، وهو ما أكدته دراستان نرويجية وفرنسية ذكرتا أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراء تلك العمليات، طبقاً لسليمان.

وأكد أن إيران تحاول أن تبعث بعددٍ من الرسائل على أنها ليست فقط قادرة على استهداف القوات والمصالح الأمريكية بالصواريخ، لكنها أيضاً قادرة على استهداف مصالح حيوية ودول الإقليم، وبالتالي هناك حالة عامة من التصعيد المتآخذ في التسارع، والذي يحتم أن يكون هناك موقف دولي حازم لاتخاذ التدابير الأمنية.

الجهة المستفيدة

بدوره، قال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، إن «أمن الخليج يتعرض لتهديدات، وثمة العديد من العمليات التخريبية التي وقعت، وقد بدأت تتصاعد تلك العمليات المعروف الغرض منها مسبقاً من جانب إيران المستفيدة من ذلك».

وأوضح في تصريح لـ «البيان» من القاهرة، بقوله: «إيران تريد قبل أن تجلس على مائدة المفاوضات أن تمتلك مواطن قوة وفي يديها أوراق ضغط وتهديد تضعها في موقف قوي في أي مفاوضات جديدة، بخاصة بعد محاولات الوساطة اليابانية الجديدة بين الولايات المتحدة وإيران، والمنتظر أن يكون لها دور جدي في بدء عملية التفاوض بين الطرفين».

سلسلة

يرى خبراء أن الاستهداف الأخير لناقلتي النفط، تعرّض حرية الملاحة للخطر، ويزيد التوترات في المنطقة، الأمر الذي كان دافعاً لسلسلة متواصلة من البيانات الدولية المستنكرة. واعتبر محللون أن تلك التطورات تأتي تزامناً مع العمليات التخريبية التي تشهدها منطقة الخليج، والتي لا يمكن استثناء طرف بعينه صاحب مصلحة (إيران) وأذرعها الإرهابية، في ارتكابها.

Email