مصادر عراقية لـ«البيان»: إيران المستفيد من خلط الأوراق

جانب من محاولة السيطرة على الحريق بناقلة "ألتاير" في خليج عمان | إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

سارعت دول العالم إلى التعبير عن رفضها للهجوم، الذي استهدف ناقلتي نفط كانتا تبحران في خليج عُمان، فيما أشار متابعون للأوضاع في الخليج العربي، إلى عدم إمكانية تبرئة إيران ووكلائها، الذين نشرتهم في عموم المنطقة، من الأعمال التخريبية، لإظهار إمكانيتها، ولو بشكل خفي، على التأثير في موضوع العقوبات المفروضة عليها.

وعلى الرغم من تجنب توجيه الاتهام إلى إيران، من قبل الجانب العراقي، لأسباب معروفة، إلا أن إشارة الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد إلى أن «هكذا حوادث تمثل مبعث قلق للمنتجين والمستهلكين وللأسواق النفطية العالمية عموماً»، تلفت النظر إلى «مَن المستفيد من خلط الأوراق، وإرباك الأوضاع في عموم منطقة الخليج العربي، وامتداداتها»، بحسب مصادر عراقية مطلعة.

ويقول المحلل السياسي ساهر عبد الله، لـ «البيان»، إن «النظام الإيراني مشهور بأساليبه الملتوية، وخاصة في القضايا التخريبية، إلا انه في موضوع الاعتداءات على ناقلات النفط، كشف عن أوراقة مسبقاً، من خلال تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن بلاده ستعترض المسار النفطي، ولن تسمح بتصديره من دول المنطقة، في حال منعها من تصدير نفطها».

وأضاف عبد الله أن إيران «تريد إثبات قدرتها على عرقلة الصادرات النفطية، لكنها لم تفكر بالعواقب، فإذا كان المجتمع الدولي متأنياً الآن في المعاقبة، فإن مثل هذه الاعتداءات، تعطي المبرر لتدخل عقابي عسكري مباشر قد يشل القدرات الإيرانية بشكل قاطع، ولاسيما القدرات الهجومية».

ضمان الاستقرار

ولم يشأ رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي، ذكر إيران بالاسم، ولكن من الواضح أن هناك طرفين أساسيين في معادلة الأزمة، هما إيران والولايات المتحدة، ولا يعقل أن تكون الاعتداءات على الناقلات النفطية أمريكية، لاسيما أن إيران أعلنت رفضها للحوار مع واشنطن.وعلق علاوي، على حادثة ناقلتي نفط في خليج عمان.

مشيراً إلى أن الضمان الوحيد لاستقرار الأوضاع هو «الاحتكام إلى لغة الحوار وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى». وقال علاوي في حسابه على «تويتر»، إن «ما حدث في خليج عمان يؤكد ما حذرنا منه سابقاً بضرورة عقد مؤتمر للأمن والسلام الإقليمي لمناقشة التصعيد الذي تشهده المنطقة ووضع حلول عاجلة للمشكلات والتوترات القائمة».

مضيفاً أن «احترام السيادة وعدم التدخل في الشأن الداخلي الضمان الوحيد لاستقرار الأوضاع والحيلولة دون مزيد من المشكلات».

تعدد مراكز القرار

ويؤكد المحلل الاستراتيجي محمد صباح، أن مثل هذه الاعتداءات مخطط لها من قبل جهة ذات إمكانيات دولة، وفي وقت سابق مرت إحدى الناقلتين المستهدفتين قبالة السواحل الإيرانية، ما يضع مؤشراً إلى أن إيران وراء الحدث.

ولا يستبعد صباح أن يكون تعدد جهات القرار في إيران وراء ذلك، فهناك أطراف إيرانية مع التصعيد في المنطقة، وخصوصاً «الحرس الثوري» المستهدف الرئيسي للعقوبات الأمريكية.

والذي يمتلك قصر نظر للعواقب. ويوضح أن من أول بوادر العواقب تحرك إحدى البارجات الأمريكية باتجاه خليج عمان.ويرى المتابعون لشؤون الخليج العربي أن المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الأمن النفطي في المنطقة، وكرد فعل لا بد أن تتخذ إجراءات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، إضافة إلى منع التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى.

Email