إيران تدفع باتجاه المزيد من التأزيم في سوريا

سوريا- أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى محللون أمريكيون أن إيران تدفع باتجاه المزيد من التأزيم في سوريا وقد تتسبب بمواجهة عسكرية بين روسيا وإسرائيل في سوريا في حال شكلت الضربات الإسرائيلية ضد القوات الإيرانية خطراً على القوات والخبراء الروس في سوريا التي تعتبرها موسكو حليفاً استراتيجياً.

وفي هذا السياق، تساءل الكاتب مايكل باك في مقال نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية إن كانت الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا قد تؤدّي إلى اندلاع حرب بين إسرائيل وروسيا.

ويستند الكاتب في توقعاته إلى أنّ إسرائيل مصمّمة على مواصلة استهداف القوات الإيرانية في سوريا، في محاولة لإبعادها عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، إلا أنّه أعاد التذكير بأن روسيا تنشر قواتها في سوريا أيضاً، ما قد يؤدي إلى اشتباك روسي إسرائيلي، ربما يجرّ إلى تدخّل أمريكي أيضاً.

حرص ومحاذير

كثيراً ما أعاد المسؤولون الروس والإسرائيليون تأكيد أنهم حريصون على عدم حصول أي اشتباك في الأجواء أو الأرض السورية، وقد أنشئت لهذا الغرض آلية للتنسيق.

وتنقل المجلة عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله لها إنّ إسرائيل وروسيا حريصتان على عدم وقوع مواجهة عسكرية لأنّها ستضرّ بالجانبين، لكنه في الوقت نفس يعرض خطراً يتجاوز هذا «الحرص»، إذ إنّ إسرائيل تسعى إلى إبعاد القوات الإيرانية من سوريا، كي لا تشكّل قاعدة لها قريبة منها. وبرأي المسؤول الإسرائيلي فإنّ روسيا تُشكّل جزءاً من التحالف مع إيران، أمّا حليف إسرائيل الوحيد فهو الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكّر الكاتب بإسقاط الطائرة الروسية إيل 20، ولفت إلى أنّ موسكو انتقمت عبر مدّ سوريا بصواريخ أس 300 المتطورة.

وأشار الكاتب إلى أنّ ما لا يقل عن 63 ألف جندي روسي خدموا في سوريا منذ العام 2015، وما زالت روسيا تحتفظ بأكثر من 5 آلاف جندي ومتعاقد، إضافةً إلى عشرات الطائرات والمروحيات.

خط ساخن

وأوضح الكاتب أنّ روسيا تدخّلت في سوريا لتبقى فيها، لا سيما وأنّ ميناء طرطوس هو القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط. وأشار إلى أنّه يمكن لإسرائيل أن تعيش بالقرب من الروس، لكنّها لا تقبل بوجود الإيرانيين.

ويحذر مسؤولون إسرائيليون من خطة طهران بإبقاء آلاف المقاتلين من قواتها وحلفائها في سوريا، كذلك فهناك قلق إسرائيلي من ترسانة «حزب الله» التي تقدّر بأكثر من 130 ألف صاروخ، فكيف إذا أصبح هناك قاعدة ثانية في سوريا.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي الذي تحدّث للمجلة، فإنّ الروس والإسرائيليين يبحثون دائماً عن آليات لفك أي نزاع، ويستخدمون خطاً ساخناً فيما بينهم، ويبلغ الإسرائيليون الروس بأية خطوة سيقومون بها في سوريا. وبرأي الكاتب ففي حال اندلعت حرب بين إسرائيل وروسيا، رغم انتفاء أسبابها، فقد تؤدي إلى كارثة كبيرة.

طرطوس

تعمل روسيا حالياً على تطوير ميناء طرطوس البحري السوري. وذكرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية نقلاً عن السفير ألكسندر يفيموف، سفير روسيا لدى سوريا، أن استثمار رؤوس الأموال الروسية سيؤدي إلى زيادة حركة النقل والشحن في ميناء طرطوس 10 مرات من 4 ملايين طن في السنة حالياً إلى 38 مليون طن.

كما تقوم روسيا بتحديث منشآت إمداد أسطولها الحربي وصيانة سفنه في ميناء طرطوس، كما أن اتفاقاً سورياً روسياً يسمح بوجود 11 قطعة بحرية روسية في ميناء طرطوس في وقت واحد. وخلصت الصحيفة إلى القول إن روسيا تنفق أموالاً كبيرة لتطوير «طرطوس» وإنشاء قاعدة بحرية عسكرية هناك.

Email