المجلس العسكري: منفتحون على الحوار ونأسف لـ«التصعيد» من جانب قوى التغيير

قتلى في أول أيام العصيان المدني بالسودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلت شوارع الخرطوم وعدد من المدن السودانية، أمس، مع بدء حملة العصيان المدني للمطالبة بحكم مدني، فيما حذر زعيم حزب الأمة القومي السوداني، الصادق المهدي، أن التصعيد المتبادل بين قوى المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي، سيضر بالبلاد.

وقتل أربعة أشخاص في الخرطوم في أول أيام العصيان المدني الذي دعا إليه قادة الاحتجاجات، بحسب ما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية التي هي جزء من منظمي التحركات.

وأكد المجلس العسكري الانتقالي في السودان أنه منفتح على أي مبادرات من شأنها تقريب وجهات النظر مع قوى الحرية والتغيير، معرباً عن أسفه لإعلان العصيان المدني.

وقال الناطق باسم المجلس، الفريق الركن شمس الدين كباشي,، إنهم موافقون تماما على المقترحات التي تقدم بها رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد. وأضاف ان المجلس لا يمانع العودة إلى التفاوض والتوصل إلى توافقات، مؤكداً أنهم "منفتحون على أي مبادرات من شأنها تقريب وجهات النظر مع قوى الحرية والتغيير"، لكنه عبر عن أسفه لـ"التصعيد مع إعلان العصيان المدني في ظل الظروف الدقيقة التي تعيشها السودان".

وأطلقت الشرطة السودانية الرصاص في الهواء لتفريق متظاهرين كانوا يحاولون نصب حواجز في الطرقات. واستجابة لدعوة العصيان المدني، بدأ المتظاهرون إقامة حواجز في طرقات الخرطوم، بينما أغلقت الأسواق والمتاجر أبوابها في مدن وبلدات عدة. وفي منطقة بحرية بشمال العاصمة السودانية، جمع السكان إطارات السيارات وجذوع الأشجار والصخور لإقامة حواجز.

وقال شاهد عيان لوكالة فراس برس: «هناك حواجز على جميع الطرق الداخلية تقريباً ويحاول المحتجون إقناع السكان بالامتناع عن الذهاب إلى العمل»، لكن شرطة مكافحة الشغب تدخلت سريعاً فأطلقت النار في الهواء والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قبل إزالة الحواجز المرتجلة.

المهدي يحذّر

في الأثناء، أكد زعيم حزب الأمة القومي السوداني، الصادق المهدي، أن التصعيد المتبادل بين قوى المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي، سيضر بالبلاد.

وقال الصادق المهدي في مقابلة مع «سكاي نيوز عربية»، إن «التصعيد المتبادل سيضر بالبلاد، ونعمل على احتوائه»، وأضاف: «نعمل على ضبط الإضراب والعصيان بصورة تتماشى مع احتواء التصعيدات». وتابع: «الإملاء على أطراف التفاوض سيؤدي إلى تصعيد مضاد. في رأيي الوساطة الإثيوبية ستسهم في الحل».

وأكد المهدي أن هناك فرصة الآن لإيجاد مخرج سلمي للمواجهات، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، ومجلس السلم والأمن الأفريقي وحدوا جهودهم لتقديم حل سلمي توافقي.

وطالب المهدي بضرورة أن تبحث جهة دولية معترف بها ملابسات العنف الذي حدث، وبناء على ذلك تتخذ إجراءات للإنصاف، في إشارة إلى فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السواني في الخرطوم. وأضاف: «أفهم أن هناك حماسة شبابية، لكن لا بد أن تقابلها حكمة، لا بد أن يكون هناك تكامل». وكشف المهدي أنه قدم مشروعاً لملء الفراغ للحكومة المدنية، معرباً عن أمله بقبول مشروعه.

دعوة البابا

دعا قداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى السلام في السودان. وقال البابا في عظته الأسبوعية أمام الحشود في ساحة القديس بطرس: «تثير الأنباء الواردة من السودان الألم والمخاوف. نصلي من أجل هؤلاء الناس حتى ينحسر العنف ويتم السعي للصالح العام عبر الحوار».

Email